رام الله: اجتهدت ثلاث سيدات من قريتي سلواد والمغير في رام الله على مدار عامين، وانتهين قبل أيام من صنعصينية قش ضخمة في محاولة لدخول موسوعة quot;غينيسquot; للأرقام القياسية.

الحاجة رسيلة quot;أم شفيقquot; تضع اللمسات الأخيرة على أكبر صينية قش

وقالت مديرة مؤسسة quot;العاثورquot; للتراث روز حامد، وهي إحدى السيدات صاحبات الفكرة ومديرة المشروع، لـquot;وفاquot; إن الصينية هي quot;أضخم صينية قش فلسطينية حتى الآن، فأبعادها بلغت خمسة أمتارquot;.

وقد أمضت النساء الثلاثة (رسيلة أبو شقرة quot;أم شفيقquot; وابنتها بسيطة وروز حامد) العام الماضي والشهور الأولى من العام الجاري في صنع الصينية، رغم توقفهن بضعة شهور خلال العام الماضي لأسباب مادية، لكنهن عاودن العمل، وأتممن عمل الصينية.

وتنتظر حامد ورفيقاتها تحقيق حلمهن في تسجيل الصينية في موسوعة quot;غينيسquot; كأكبر صينية قش، وتقول حامد إن فكرة الصينية 'انبثقت نتيجة رغبة في تجسيد التراث الفلسطيني. مشيرة إلى أن النسوة عملن بجهد كبير ووقت طويل لإنجاز الصينية حتى تعرض في مهرجان تراثي تنوي مؤسسة quot;العاثورquot; إقامته في شهر تموز/يوليو المقبل.

يحدو حامد ورفيقاتها أمل كبير بأن تعرض الصينية في مقر المقاطعة في رام الله بحضور رسمي وشعبي، وتباع الصينية، ويتم التبرع بريعها لمصلحة الأسرى الفلسطينيين. ودعت رجال الأعمال والمواطنين، إلى دعم المهرجان ومشروع الصينية، التي تم انجازها بجهود ذاتية.

ترغب حامد في لقاء الرئيس محمود عباس للحديث عن المشروع، quot;ولتلمس تشجيعه لهن ودعمهن المعنوي نحو الاستمرار في نشاطات كهذهquot;.

من المواد التي استُخدمت في صنع الصينية، ووفق ما قالته حامد، نبات السنام المجفف، وقد جلبت النساء الثلاث كمية كبيرة منه من جبال الخليل، وشددن النبات بعيدان القمح، الذي استعمل لتزيين الصينية، بعد صبغه بألوان مختلفة.

كما رسمت على الصينية نجمة كبيرة لها 13 ضلعًا، مزينة بالقمح الملون. ولتليين سيقان القمح والسنام، يتم وضعه بالماء لمدة ثلاثة أيام، بعدها تلف بالخيش أو ما يطلق عليه quot;الملفquot;، وتبدأ عملية صبغه من أجل تلوين الصواني بألوان مختلفة، بعدها تبدأ باستخدام المخرز بصناعة الصواني واختيار الشكل المناسب والألوان.

وأوضحت حامد أن صبغ القمح تم بعد نقع العيدان في ماء ساخن مذاب فيه مواد، خاصة بالألوان ومضاف إليه الملح وquot;الشِبةquot;.

تعتبر حامد تجربة صنع الصينية بـquot;المثيرة... فهذه المرة الأولى التي نخوض فيها في منافسة ما.. نأمل من ورائها دخول الموسوعة... كما نأمل تشجيع الناس على استخدام صواني القش، وتعريف الأجيال الجديدة بهذا الفن الذي ينقرض للأسفquot;.

لا يقتصر المهرجان المنوي إقامته على عرض الصينية فقط، بل تعمل روز وصديقاتها على إنجاز مجموعة من quot;الطوابينquot; (بناء طيني لصنع الخبز والطعام)، كما ستعرض أدوات تراثية عدا عن المنتوجات اليدوية.

وقديمًا كان الناس يصنعون صواني القش عقب مواسم الحصاد في شهر حزيران/يونيو بأحجام وأشكال مختلفة وبطريقة متقنة، إما لوضع الخبز والطعام عليها أو استخدامها كديكور في المطبخ أو في المنزل.

في السنوات الأخيرة، حاول العديد من الفلسطينيين دخول موسوعة quot;غينيسquot;، ولم تنجح محاولاتهم، رغم أنهم صنعوا أكبر صحن تبولة في مدينة رام الله، وأكبر صدر كنافة في نابلس، وأكبر طبق مسخن في قرية عارورة شمال رام الله، والثوب الفلسطيني في الخليل، وأكبر لوحة زيتية للرسام الفلسطيني جمال بدوان المقيم في أوكرانيا، وحتى الوقت لا يُعرف إذا حالف الحظ صينية القش بدخول الموسوعة أم لا.