دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من السعودية إلى حوار مع معارضيه خلال شهر رمضان، للمساعدة في حل الأزمة الناجمة من المطالبات الشعبية له بالتنحّي عن الحكم، وهي الأزمة التي أصابت اليمن بالشلل، وعرقلت جهود الوساطة التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي وأطراف غربيّة.


علي عبدالله صالح

صنعاء: كرر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاحد دعوته الى الحوار في اليمن، وذلك في كلمة له بمناسبة حلول شهر رمضان نقلتها وكالة سبأ اليمنية الرسمية للانباء.

ونقلت الوكالة عن الرئيس اليمني قوله من المستشفى الذي يعالج فيه في العاصمة السعودية الرياض quot;لا بديل من الحوار الذي ينطلق من الثوابت الوطنية والدستور، فهو الوسيلة الحضارية التي تتبعها كل الشعوب الحرة والحية لتحقيق الاصلاح والتغيير نحو الافضلquot;.

كما دعا الرئيس اليمني quot;جميع الاطراف اليمنية الى التهدئة ونبذ العنف والتطرف والتخريب وعدم التعامل بردود الافعال مهما كانت الاسباب والمبرراتquot;، مؤكدا على quot;ضرورة التزام أطياف العمل السياسي بالمبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الامن كأرضية لحل الازمة التي تمر بها البلادquot;.

كما قال في كلمته quot;لا يمكن أن نسمح لانفسنا أو لاحد اكان فردًا أو جماعة أو حزبًا بالوقوف في طريق تحقيق طموحات الشعب المشروعة في التطوير والتغيير، وبالاسلوب الديموقراطي الحر والنزيه بعيدا عن أساليب تزييف وعي الشعب وقلب الحقائق وتوظيف النعرات القبلية المقيتة والعصبيات المناطقية المفضوحةquot;.

واعلن صالح انه وجميع من اصيبوا في الانفجار الذي استهدفه في الثالث من حزيران/يونيو الماضي في صنعاء quot;يتماثلون للشفاءquot;.

ويعمل خصوم صالح للحؤول دون عودته الى اليمن، كما اعلنت قبائل يمنية قوية السبت انشاء ائتلاف لدعم الحركة الاحتجاجية في اليمن المناهضة للرئيس صالح. وكان الرئيس اليمني توجه بكلمة الى اليمنيين في الثامن عشر من تموز/يوليو بمناسبة الذكرى الـ33 لتسلمه السلطة دعا فيها ايضا الى الحوار.

والسبت الماضي، اعلنت قبائل مؤثرة في صنعاء تأسيس تحالف للدفاع عن الحركة الاحتجاجية التي تطالب منذ ستة اشهر بسقوط الرئيس علي عبد الله صالح الموجود في الخارج منذ قرابة الشهرين.

وتم الاعلان عن تأسيس quot;تحالف قبائل اليمنquot; خلال مراسم اقيمت في صنعاء في مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المنشق عن نظام صالح، والذي اعلن انضمامه الى الحركة الاحتجاجية في اذار/مارس، على ما افاد صحافي من وكالة فرانس برس.

وجاء في البيان التأسيسي للتحالف الجديد quot;نحن قبائل اليمن الموقعة على هذا التحالف نعلن بأننا متحالفون ومتضامنون تأييدًا ونصرة لثورة اليمن الشعبية الشبابية السلمية التي اشعلها شباب اليمن (...) الهادفة الى إسقاط نظام الحكم الفاسد الذي يقوده علي عبد الله صالح وفراد اسرتهquot;.

كما تعهد مؤسسو التحالف القبلي quot;دعم وحمايةquot; المتظاهرين الذين يشاركون في تجمعات او يتظاهرون في الساحات الكبرى في مدن اليمن. وحذرت القبائل اليمنية من quot;التمادي في العدوان على الشعب وقمعهquot; معلنه انها ستعتبر ذلك quot;عدوانا سافرا على الشعب اليمني بصفة عامة وعلى القبائل بصفة خاصةquot;.

واضاف البيان التأسيسي ان التحالف القبلي الجديد الذي يضم لجنة استشارية من 116 عضوًا من زعماء ووجهاء القبائل، quot;سيستمر في مرحلة ما بعد انتصار الثورة، وذلك لمعالجة قضايا الثأرات القبلية والتعاون مع الدولة الجديدة لبناء دولة مدنية حديثةquot;.

وزعيم قبيلة حاشد البارزة الشيخ صادق الاحمر الذي عيّن رئيسًا للتحالف الجديد، تعهد امام المشاركين بمنع عودة الرئيس صالح الموجود في المستشفى منذ الرابع من حزيران/يونيو في الرياض بعد اصابته بجروح في انفجار قرب قصره في صنعاء.

وقال الشيخ صادق الاحمر quot;اعاهدكم الله ان علي عبد الله صالح لن يحكمنا ما حييتquot;. وقبيلة حاشد التي تنتمي اليها عائلة الرئيس، اعتبرت لوقت طويل من اركان النظام قبل ان تنضم الى حركة الاحتجاجات التي انطلقت نهاية كانون الثاني/يناير للمطالبة بسقوط صالح.

ومذاك، خسر صالح تدريجيًا دعم جزء من الجيش، ولكن ايضًا قبائل رئيسة واعضاء في مجلس العلماء.

والشيخ الاحمر، الذي شارك انصاره المسلحون في ايار/مايو وحزيران/يونيو في معارك مع قوات النظام في حي شمال صنعاء، اعلن السبت تضامنه مع سكان قرية ارحب في شمال شرق العاصمة، حيث تدور معارك بين الجيش وعناصر قبليين اودت الخميس بحياة العشرات.

وقال quot;انتصارنا في ارحب هو انتصار على بقايا نظام صالحquot;، في حين تواصلت المواجهات بشكل متقطع حول معسكر الحرس الجمهوري، جهاز النخبة المؤيد للرئيس صالح.

وتسببت الازمة السياسية في شل اليم،ن الذي يقف على حافة الحرب الاهلية، مع وجود تمرد في الشمال وانفصاليين في الجنوب وانشقاقات لقادة الجيش عن صالح.

وسقط اليمن في العنف خلال الاشهر الاخيرة مع استيلاء متشددين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة على مناطق مضطربة في محافظة ابين، من بينها العاصمة زنجبار.

وتخشى القوى الغربية والسعودية المجاورة ان تستغل القاعدة الفراغ الامني في اليمن، حيث سبق ان شنت هجمات على الولايات المتحدة والسعودية.