شنّ الثوار المناهضون لحكم العقيد الليبي معمر القذافي معركة بالأسلحة النارية استمرت على مدار 8 ساعات في عاصمتهم الفعلية، بنغازي، يوم أمس الأحد، ضد من أطلق عليهم قادتهم quot;الطابور الخامسquot; للموالين للقذافي الذين انتحلوا صفة لواء المتمردين.


أثارت المناوشات بين الثوار ومن أطلق عليهم quot;الطابور الخامسquot; للموالين للقذافي تساؤلات حول تصدعات في صفوف المعارضة الليبية.

ووصفت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية تلك الواقعة بأنها أحدث العلامات الدالة على وجود فتنة وخداع في صفوف المتمردين في غضون أربعة أيام، منذ مقتل قائد المعارضة العسكري البارز، اللواء عبد الفتاح يونس، الذي كان قريباً من القذافي وانشق عنه.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن الظروف الغامضة لوفاة يونس أثارت تساؤلات جديدة بشأن الموالين له، وبشأن وحدة ونظام قوات المتمردين الثوار. وجاءت أيضاً ردة الفعل من جانب قادة الثوار لتتمخض عن سلسلة من القصص المتضاربة، وتلميحات عن وجود صراعات داخل حكومة المعارضة، وكذلك إشارات على أن قادة المعارضة يخشون بشدة من العداوات القبلية داخل صفوفهم، رغم الجهود التي بذلوها من أجل تصوير خصومات ليبيا القبلية على أنها قديمة وبالية.

وفي الوقت نفسه، بدأ يتعامل قادة المعارضة على نحو متزايد بنبرة عدوانية، وعلى حد وصف بعض الصحافيين، بنبرة تهديد تجاه وسائل الإعلام. وتأتي تلك التطورات في وقت بدأت تعترف فيه كثير من الحكومات الأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة، بالمجلس الانتقالي الليبي باعتباره الممثل الشرعي للحكومة في البلاد، مع إمكانية تسليم الثوار ملايين الدولارات المجمدة في الأصول الحكومية التابعة للعقيد معمر القذافي.

وبدأت تلك المعركة النارية في المدينة يوم الأحد بعد منتصف الليل، واستمرت حتى الساعة الثامنة صباحاً. واختبأ الجيران في منازلهم، مع سماع أصوات الطلقات النارية والقذائف الصاروخية، الأمر الذي نتج منه حدوث أضرار بالغة بالبيوت والسيارات.

وفي مؤتمر صحافي يوم أمس، قال قادة الثوار إن ثلاثة من مقاتليهم لاقوا حتفهم، وأصيب ثمانية آخرون بجراح أثناء الحصار، وأنهم تمكنوا في نهاية المطاف من إلقاء القبض على المقاتلين الموجودين في أحدالمصانع الموجودة هناك.

وأوضحوا أن أربعة من المقاتلين الذين كانوا متحصنين داخل المصنع قد لاقوا حتفهم، بينما أصيب اثنا عشر منهم على الأقل. وأكد قادة الثوار أن من الأسباب التي دفعتهم للقيام بهذا الهجوم هو رغبتهم في إطلاق حملة جديدة لإخضاع الألوية المسلحة شبه المستقلة حول المدينة تحت السلطة المباشرة لجيش المتمردين وقوات الأمن.

ومضت النيويورك تايمز تقول إن مقتل عبد الفتاح يونس جاء ليبرز من جديد الاضطراب المنتشر بين ألويتهم. وبسؤاله عن سر التأخر في تعامل قوات أمن الثوار مع ذلك الذي يطلق عليه الطابور الخامس، قال مصطفى الساجازلي، نائب وزير الداخلية، إن ذلك الطابور الخامس ربط نفسه بقبيلة محلية بارزة كان يخشى المسؤولون التفريط فيها.

وأضاف quot; نظراً لحساسية موضوع القبائل، لم نكن نريد أن نوقفهم منذ الأيام الأولى. وللحد من فرص حدوث ردود فعل قبلية عنيفة، استعان المتمردون بجنود ووسطاء ينتمونإلى القبيلة نفسهامن أجل القيام بهذا الهجومquot;.

ورفض الساجازلي أن يحدد هوية تلك القبيلة خشية إهانتها، لافتاً إلى أن معظم أبناء القبيلة تصدوا لمجموعة quot;الطابور الخامسquot; في المصنع. كما أوضح أن المجموعة التي كانت تحتمي في المصنع كانت تضم بين أفرادها بعض المقاتلين من قبائل أخرى، وكذلك مقاتلين من دول أخرى في منطقة شمال أفريقيا.

وعلى مدار اليومين الماضيين، استمر قادة الثوار في بث تقارير متضاربة وغير مكتملة بشأن الظروف المحيطة بوفاة اللواء يونس، ربما لمحاولة تهدئة الغضب الحاصل بشأن الوفاة بين أفراد قبيلة اللواء ( وهي قبيلة العبيدي ) التي تعتبر أكبر قبائل شرق ليبيا.

وقد تحدثت تقارير يوم أمس عن أن المجلس الوطني الانتقالي قد اختار خليفة للواء عبد الفتاح يونس من قبيلته، هو اللواء سليمان العبيدي. وبغض النظر عن أي شيء ربما قد أثير بشأن يونس، فإن قادة الثوار يشيرون إليه الآن في كل مكان على أنه quot;شهيدquot;.