أعطى شهر رمضان للثوار دفعة إضافية من القوة والإصرار

أثار مقتل اللواء عبدالفتاح يونس تساؤلات حول قدرة ثوار ليبيا على البقاء متحدين في ظل العديد من التحديات التي يواجهونها، في وقت يبدو فيه الثوار أكثر إصرارا على قتال قوات العقيد معمر القذافي مستمدين من شهر رمضان القوة والإصرار.


استلهم الثوار في ليبيا مع بداية احتفائهم بشهر رمضان روح العزيمة والإصرار على مواصلة كفاحهم ضد نظام العقيد معمر القذافي. وبدأوا الشهر كذلك بالصوم والصلاة في خضم صراع داخلي، وفي أعقاب عملية اغتيال غامضة لواحد من أبرز قادتهم.

وفي هذا السياق، قالت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن مقتل اللواء عبد الفتاح يونس أثار تساؤلات حول قدرة حركة الثوار على البقاء متحدين بما فيه الكفاية لإلحاق الهزيمة بالعقيد القذافي. وأثارت أيضاً تساؤلات بشأن هوية الشخص الذين سيكون مستعداً لتولي قيادة البلاد إذا سقط القذافي ndash; حتى في الوقت الذي بدأ يقوّي فيه قادة الثوار في بنغازي، في شرق البلاد، علاقاتهم الدبلوماسية مع الغرب.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن المتظاهرين المناهضين للحكومات في مناطق أخرى في العالم العربي استقبلوا الشهر الكريم بحالة من الريبة وعدم اليقين، وقال البعض إنهم يخططون لاستغلال رمضان في التأمل الروحي والاستراتيجي، فضلاً عن توظيفه في خدمة قضاياهم. ففي اليمن، ذلك البلد الفقير الذي يترنح على الفوضى والخراب المالي، توقع دبلوماسيون عدم حدوث أي إنجاز في حالة الجمود السياسي التي تشهدها البلاد خلال شهر آب/ أغسطس الجاري بسبب قصر ساعات العمل في رمضان في المنطقة.

وفي سوريا، حيث وصف الناشطون المناهضون للحكومة الشهر الفضيل بأنه الوقت الذي يمكنهم فيه تعزيز أعدادهم، خرجت الحشود من المساجد مساء يوم أمس للمشاركة في تظاهرات عقب انتهائهم من الصلاة. بيد أن الحكومة واصلت حملتها القمعية، التي بدأت عشية شهر رمضان، وكان واحدة من أكثر الحملات دموية منذ اندلاع الاحتجاجات.

وفي البحرين، بدأت تتخذ الحكومة خطوات من شأنها التخفيف من حدة الاحتكاك الحاصل بين السنة والشيعة. فلن يتم استئناف العديد من المحاكمات الجارية للشخصيات السياسية والمتظاهرين المناهضين للحكومة إلا بعد انتهاء شهر رمضان، وأعلن الملك في غضون ذلك، خلال عطلة نهاية الأسبوع، عن زيادة في رواتب موظفي الخدمة المدنية. وبينما تقل طاقة العمل ومعدلات الإنتاجية بصورة تقليدية خلال شهر رمضان في العالم الإسلامي، فإن الوضع يبدو مختلفاً في ليبيا، حيث يحرز الثوار تقدماً على الصعيدين الميداني والدبلوماسي، لكن مازال يتعين عليهم أن يحققوا إنجازاً حاسماً، إذ إن الهدوء في عمليات القتال من الممكن أن يعرقل زخمهم ويمنح قوات العقيد معمر القذافي فرصة لتعزيز وإعادة تنظيم صفوفهم.

وحذرت الصحيفة في الإطار ذاته من أن عملية اغتيال اللواء يونس قد تحد من التقدم الذي نجح الثوار في إحرازه، ويعتقد كثير من الثوار في بنغازي أن يونس قد قُتِلَ على يد أحد زملائه من الثوار، الذي قد يكون منتمياً إلى وحدة منافسة، أو من المقاتلين الذين لا يثقون فيه، بسبب العلاقات التي كانت تربطه منذ مدة طويلة بالعقيد القذافي.

في غضون ذلك، أشاد حلفاء الثوار في حلف الناتو بعزيمتهم وإرادتهم القوية، رغم دخول الحرب الآن شهرها السادس، واستمرارها لمدة أطول من تلك التي كانت تتوقعها الدول الأعضاء في الحلف عندما أطلقوا حملتهم الجوية على البلاد. ومضت الصحيفة تقول إن أول أيام رمضان في جبال ليبيا الغربية كان هادئاً على غير العادة في الخطوط الأمامية. وتوقفت يوم أمس الاثنين عمليات إطلاق الصواريخ المتبادلة، والتي كانت تتم بصورة متفرقة في معظم الأيام. وقال هنا إسماعيل عاشور، وهو من قادة الثوار :quot; لعل مقاتلي القذافي كانوا صائمين مثلنا. ونحن واثقون من أن الثوار في بنغازي سيفلحون في الإبقاء على الأمور تحت السيطرةquot;. وأكد القادة والمقاتلون أنهم إذ يأملون في محاكاة معركة بدر، التي هاجم خلالها النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ورفاقه أعداءهم في منتصف شهر رمضان.