هافانا: اكدت المحكمة الكوبية العليا الجمعة حكما بالسجن 15 عاما على رجل الاعمال الاميركي الان غروس المسجون منذ اعتقاله اواخر 2009 بتهمة التجسس، حسبما اورد بيان رسمي.

ومن شأن رفض المحكمة استئناف غروس اثارة غضب الولايات المتحدة العدو التقليدي لكوبا، حيث طالب مسؤولون حكوميون اميركيون باطلاق سراحه على الفور، كما يقوض جهود التقارب الخجولة بين كوبا والولايات المتحدة منذ وصول باراك اوباما الى البيت الابيض.

وكان غروس، 62 عاما، اعتقل في كانون الاول/ديسمبر 2009 لنقله هواتف محمولة تعمل بالاقمار الصناعية ومعدات الى الجالية اليهودية بالجزيرة الشيوعية اثناء عمله كرجل اعمال مستقل لبرنامج لتعزيز الديمقراطية تموله الوكالة الاميركية للتنمية الدولية.

وفي حكمها قالت المحكمة العليا للجرائم ضد الدولة انها quot;اصدرت حكما نهائيا برفض استئناف المواطن الاميركيquot; بحسب بيان ورد على موقع رسمي للانترنت.

وسارعت اسرة غروس باصدار بيان عبر محاميها الاميركي قالت فيها انها quot;متألمة جداquot; للحكم، بينما هاجم السناتور الجمهوري البارز ماركو روبيو الحكم باعتباره quot;انتهاكا فاضحا لحقوق الانسانquot;.

وقال بيتر كان المحامي الاميركي للمتهم ان اسرة غروس سترفع التماسا للرئيس راوول كاسترو quot;لاطلاق سراحه على الفور لاسباب انسانيةquot;.

وقال كان في بيان quot;وان لم نفاجأ بالحكم الصادر اليوم الا اننا نشعر بخيبة امل شديدة ازاء الحكم الذي ينهي المسار القضائي لالان في كوباquot;.

واضاف ان الاسرة quot;متألمة جدا للحكم الصادر اليوم، ولكن الامل مازال يحدوها بوجود فرصة لحل دبلوماسي للمسألةquot;.

وقال المحامي انه بعد 20 شهرا في سجن كوبي quot;دفع الان واسرة غروس باكملها ثمنا باهظا للنزاع السياسي الطويل الامد بين كوبا والولايات المتحدةquot; وحث البلدين على حل المسألة quot;دبلوماسياquot;.

وكان قد حكم على غروس بالسجن 15 عاما في 12 اذار/مارس quot;لتهديده امن واستقلالquot; الدولة الكوبية. وفي ذلك الوقت انتقدت واشنطن الحكم باعتباره quot;ظلما اخرquot; بينما وصفته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بquot;المؤسفquot;.

وخلال جولات الاستئناف التي باشرها المتهم الاميركي اكد غروس quot;انه لم يكن لديه البتة اي نية لايذاء الحكومة ولا الشعب الكوبيين، وانه طالما اعتقد -- وما زال يعتقد حتى الان -- بسيادة الامة الكوبية وشعبهاquot;.

واثارت القضية اهتمام الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر، حيث قام بزيارة حظيت بتغطية اعلامية واسعة الى كوبا في اذار/مارس في مسعى لضمان الافراج عن غروس.

والتقى كارتر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بفيدل وراوول كاسترو واجرى لقاء منفصلا بغروس، غير انه لم يتمكن من اطلاق سراح الاميركي.

وكان غروس قد فقد 40 كيلوغراما من وزنه في السجن، بحسب زوجته جودي، بينما تعاني ابنته وحماته من الاصابة بالسرطان.

وهاجم روبيو، الذي قد يترشح لخوض الانتخابات كنائب للمرشح الجمهوري للرئاسة، بشدة خطوات اوباما لتحسين العلاقات مع هافانا.

وقال السناتور quot;ان اصرار ادارة اوباما على المضي قدما في سياسات تضع المزيد من الاموال في خزائن هذا النظام الراعي للارهاب امر محير جدا ويناقض كل ما تؤمن به اميركا وتتبناهquot;.