واشنطن: رفض مسؤولون اميركيون الجمعة بشدة معلومات ردت في دراسة مستقلة تفيد ان الضربات التي تشنها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بدون طيار في باكستان ادت الى موت مئات المدنيين، معتبرين ان تلك الارقام خاطئة.

وانتقد المسؤولون الاميركيون دراسة مكتب صحافة التحقيقات المنظمة غير الحكومية التي تتمركز في لندن.

وقالت الدراسة ان هناك الكثير من الضربات التي تشنها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) على ما يعتقد انهم مقاتلون اسلاميون بينما تؤدي الضربات في الواقع الى مقتل المزيد من المدنيين.

واكد التقرير ان الغارات التي تشنها الطائرات بدون طيار والمصممة لاستهداف تنظيم القاعدة وعناصر حركة طالبان قتلت اكثر من 168 طفلا في باكستان خلال السنوات السبع الماضية.

وصرح مسؤول اميركي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن اسمه ان quot;الارقام التي ذكرتها هذه المنظمة غير صحيحةquot;. واضاف quot;العام الماضي، تم القضاء على 600 مسلح بما في ذلك اكثر من عشرين من قادة الارهاب في ساحة المعركةquot;.

واوضح المسؤول لوكالة فرانس برس في رسالة انه quot;في تلك الفترة الزمنية نفسها، لا يمكننا تأكيد وقوع اي اصابات غير قتاليةquot;.

ونفى مسؤول اميركي آخر طلب ايضا عدم الكشف عن هويته، ما جاء في التقرير، معتبرا ان لا اساس له من الصحة وان الارقام الواردة فيه quot;ارقام خاطئةquot;.

وقال المسؤولون ان وكالات الاستخبارات اتخذت الاحتياطات اللازمة لتجنب قتل مدنيين وان الطائرات الروبوتية مجهزة بصواريخ وكاميرات فيديو واجهزة استشعار يمكنها التأكد اكثر من أي هدف لضمان الدقة.

وقال المسؤول الاول ان quot;هذا السلاح هو سلاح استخباري جيد ويسمح لنا بالتصدي لتهديد عاجل ومميت في مكان لا يمكننا الوصول اليهquot;.

واضاف ان quot;الهدف يكون بعيد عادة والعمليات الارضية لا يمكنها ان تحقق الدقة المرجوة. ما هو البديل لهذا النوع من الصرامة على افتراض ان الولايات المتحدة وحلفاءها لا يرغبون بالسماح لتنظيم القاعدة وأصدقائها للقيام بمؤامرة والقتل بحرية؟quot;.

وبحسب الدراسة التي اعدها مكتب صحافة التحقيقات فان الضربات التي تشنها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية في باكستان ادت الى موت مئات المدنيين منذ بدء تطبيق هذه السياسة في 2004 للقضاء على المقاتلين الاسلاميين.

وقالت الدراسة ان السي آي ايه شنت 291 ضربة بطائرات بدون طيار خلال سبع سنوات بينها 236 منذ تولي باراك اوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2009.

واشارت الى ان 126 مقاتلا اسلاميا تأكد قتلهم، موضحة ان ما بين 385 و775 مدنيا سقطوا في هذه الضربات بينهم 164 او 168 طفلا.

وتابع التقرير ان quot;عدد الضحايا المدنيين تراجع خلال السنة المنصرمة، لكن المكتب يملك ادلة تتمتع بالمصداقية على مقتل 45 مدنيا على الاقل في عشر ضربات خلال تلك الفترةquot;.

لكن المسؤول قال بان الارقام الواردة في هذا التقرير غير مؤكدة.

واكد هذا المسؤول ان quot;التقارير الموثوقة المتعلقة بوفيات المدنيين وتأريخ ذلك تؤخذ في الحسبان، ولو قتل عدد كبير من الناس الابرياء لوقف الباكستانيون ضد ذلك وكذلك نحن، هذا هو واقع الحالquot;.

ويشكك المسؤولون الاميركيون في احد من المصادر الواردة في التقرير وهو ميرزا شاهزاد اكبر، وهو محام باكستاني يقاضي وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية نيابة عن المدنيين الذين يقولون انهم فقدوا ذويهم في هجمات الطائرات بدون طيار.

ويقول المسؤولون ان quot;احد اعلى الاصوات التي تدعي وقوع كل هذه الخسائر في صفوف المدنيين محام باكستاني رفع دعوى قضائية لوقف العمليات ضد عدد من اخطر الارهابيين في العالمquot;.

واضافوا ان quot;دعايته مصممة على تحميل المسؤولية للاميركيين العاملين في باكستان وافغانستان، وبرنامجه واضح وضوح الشمسquot;.

وتابع احد هؤلاء المسؤولين ان quot;هناك ما يثير القلق من صلات محتملة للمحامي مع الاستخبارات الباكستانيةquot;.