أشرف أبوجلالة من القاهرة،وكالات: أعلنت مصادر ليبية فى القاهرة أن وزيرالداخلية الليبي نصر المبروك عبدالله وصل الى القاهرة في وقت سابق اليوم على متن طائرة خاصة قادمة من مدينة جربا التونسية ومعه تسعة من أفراد أسرته.
وقال موقع quot;(ثورة ليبياquot; القريب من المجلس الوطني الانتقالي ان المبروك أكد أنه جاء الى مصر مع أفراد أسرته بغرض السياحة، الا أن الموقع ألمح الى انه quot;انشق على العقيد معمّر القذافى، وينوي الإقامة الدائمة في مصرquot;.
واشار الموقع الى أن المبروك كان يقيم في العاصمة المصرية قبل فترة من اندلاع ثورة الشعب الليبي ضد نظام القذافي، وعيّن وزيرًا للداخلية في يونيو/حزيران الماضي خلفًا لعبد الفتاح يونس، الذي انشق عن النظام، وانضم إلى الثوار المناوئين له، ثم قتل في ما بعد في ظروف غامضة.
وأدى المبروك اليمين القانونية أمام أمانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبي) باعتباره أمينًا مساعدًا مكلفا في وزارة الداخلية المسمّاة باللجنة الشعبية العامة للأمن العام.
يذكر ان نصر المبروك عبدالله كان وزيرًا للداخلية عام 2006 ثم أقيل، وبعد الأحداث عيّن مرة أخرى وزيرًا للداخلية.
على صعيد متصل، تظاهر مئات الليبيين المقيمين في مصر امام مقر السفارة الليبية في القاهرة احتجاجًا على مواصلة تأييدها لنظام حكم القذافي، وحاولوا اقتحامها، الا أن قوات من الجيش الذي يتولى تأمين السفارة الليبية تدخل لتفريق المتظاهرين.
وشارك في المظاهرة مئات الليبيين وبعض المصريين للتنديد بنظام القذافي، والمطالبة بإغلاق السفارة الليبية، وطرد القائم بأعمال السفارة الليبية في القاهرة علي ماريا، كما رددوا الهتافات المعادية للقذافي والتي تطالب بإسقاطه وبإغلاق السفارة وطرد أعضائها الى خارج الأراضي المصرية.
في سياق منفصل، بدأت تُظهِر الانتفاضة، التي يقودها الثوار في ليبيا، على مدار 6 أشهر الآن ضد العقيد معمّر القذافي إشارات دالة على انجرافها بعيداً عن مسار النضال للإطاحة بحاكم مستبد، وتحولها صوب سباق أكثر ضبابية بين الفصائل والقبائل، نتيجة إثقالها بعمليات الاقتتال الداخلي، وتقويضها بالسلوك الوحشي وغير المنضبط في بعض الأحيان لمقاتليها.
وأكدت في هذا السياق اليوم صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية أن تزايد الشقاق والتشرذم يعمل على تقويض الجهود الرامية إلى الإطاحة بالعقيد القذافي، كما إنه جاء بعد فترة قصيرة من الاعتراف بحكومة الثوار من جانب قوى غربية، من بينها الولايات المتحدة، وهو ما مكَّن الثوار من الوصول إلى مليارات الدولارات في الأصول الليبية المجمدة، ومنحهم الفرصة كذلك لشراء مزيد من الأسلحة الحديثة.
وقالت الصحيفة إن الاقتتال الداخلي قد يعمل أيضاً على تآكل الدعم الذي يحظى به الثوار من جانب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot;، الذي يواجه مهلة حتى أيلول/ سبتمبر المقبل بشأن تجديد حملته الجوية، وسط قلق متزايد بشأن تكاليف واتجاه الحرب.
وفي الوقت الذي سعى فيه الثوار إلى الحفاظ على صورتهم النظيفة وتصوير أنفسهم على أنهم مقاتلون يسعون إلى إقامة دولة ديمقراطية علمانية، ألقى العديدُ من الأعمال الانتقامية بظلاله على صفوفهم بطريقة أقل إيجابية.
كما أثاروا احتمالية أن يقود أي انتصار قد يحققه الثوار على حساب القذافي إلى وقوع شكل من أشكال التوترات القبلية التي تعانيها على مدار عقود. وخلال الأسابيع الأخيرة، قام الثوار في جبال ليبيا الغربية وحول مدينة مصراتة الساحلية بانتقاد المدنيين، بسبب تأييد قبائلهم القذافي، ونهب القرى الجبلية، وإفراغ حي المدنيين.
وأشارت الصحيفة في السياق عينه إلى حقيقة مشاعر الانزعاج لدى مؤيّدي الثوار في الغرب، بسبب تنامي الصدع الحاصل بين مؤيدي مجموعة من المتمردين الذين اندمجوا في جيش موحد نسبياً وبين الآخرين الذين ظلوا بفاعلية عصابة مدنية من مقاتلي الميليشيات.
على المدى القصير، قد تخدم العمليات الانتقامية في الجهود الخاصة بتحصين السلطة التي يحظى بها العقيد معمّر القذافي، من خلال تعزيز الخوف من أن يعمل انتصار الثوار على جلب العديد من الأعمال الانتقامية ضد الذين شاركوا في جهاز العقيد السياسي وتمتعوا برعايته.
وفي مقابلة أجرتها معه الصحيفة، قال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، إن تلك المخاوف المثارة بشأن الثوار ربما كان مبالغًا فيها. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات مثارة بشأن قدرة التحكم والسيطرة التي تحظى بها قيادة حركة الثوار على مقاتليها.
التعليقات