رجل الدين الشيعي محمد علي الحسيني

بعدما أصدر القضاء اللبناني أمراً بمنع محاكمة رجل الدين الشيعي محمد علي الحسيني لعدم كفاية الأدلة، طعن الإدعاء العام بالقرار ليبقى فترةً أخرى في السجن. وأوضح الحسيني أن سجنه يقوم في الواقع على تهمة التعاون مع مجاهدي خلق، ولكنها لا تمنح الحق باعتقاله، فتمت فبركة تهمة التخابر مع إسرائيل.


بون: أصدر القاضي اللبناني المکلف بملف رجل الدين الشيعي محمد علي الحسيني، رئيس المجلس الاسلامي العربي، والمسجون بتهمة التخابر مع إسرائيل منذ أکثر من شهر، أمرًا بمنع محاکمة الحسيني لعدم کفاية الادلة، کما جاء في القرار الذي صدر في يوم الاربعاء 10 آب (أغسطس)2011 الماضي.

لکن الإدعاء العام عاد وطعن بالقرار، ليبقى الحسيني فترة أخرى في السجن حتى يبتّ قاضي الاستئناف في مسألة الطعن، ويتخذ قراره في هذا الخصوص، والذي سيحسم الموقف يوم الاربعاء المقبل 17 آب (أغسطس).

وأکدت مصادر مقرّبة من محمد علي الحسيني لـquot;إيلافquot;، أن طعن الادعاء العام بالقرار، جاء نتيجةً لضغوطات مکثفة من اوساط مقربة من النظام الايراني، وأصرّت هذه المصادر التي طلبت من إيلاف عدم ذکر اسمها لأسباب أمنية، أن هناك إصراراً غريباً على إبقاء الحسيني في السجن، رغم عدم وجود أدلة وقرائن ثبوتية تشير الى تورطه في التهمة الملفقة بحقه، مشيرةً الى أن ملفه فارغ تمامًا، على حد قولها.

محمد علي الحسيني، رجل الدين الشيعي، الذي برز بمواقفه الرافضة لنظام ولاية الفقيه، وکان يدعو الشيعة العرب الى الابتعاد عن المحور الايراني والحذر منه، إلتزم خطًا سياسيًا سعى إلى التقرب من الدول العربية بشکل عام، وخصوصًا تلك التي توجد فيها الطائفة الشيعية.

وطرح ما سمّاه quot;المشروع العربيquot; للحفاظ على الشيعة العرب من المشروع الفکري ـ السياسي الايراني، وطوال الاعوام الخمسة الماضية، مضى الحسيني قدمًا في مواقفه السياسية والفکرية المتشددة من النظام السياسي في إيران.

يذکر أن الجيش اللبناني أوقف الحسيني للإشتباه بتعامله مع اسرائيل في 24، أيار(مايو) الماضي، وقالت الوکالة الوطنية للإعلام حينها إنquot;مخابرات الجيش اللبناني أوقفت رئيس المجلس الاسلامي العربي العلامة محمد علي الحسيني، بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيليquot;، وأشارت الى أن قوة من الجيش quot;داهمت منزل الحسيني في منطقة صور في جنوب لبنان، وصادرت أجهزة کومبيوتر واسلحةquot;.

وأطلق الحسيني قبل ثلاثة أعوام quot;المجلس الاسلامي العربيquot; في محاولة، ولو غير معلنة، للتصدي لنفوذ حزب الله الواسع داخل الطائفة الشيعية في لبنان.

الى ذلك، فقد أکد العلامة الحسيني لـquot;إيلافquot; عبر مصادر خاصة تحرص على عدم ذکر اسمها، أنه لم يعتقل في البداية، کما نشرت وسائل الاعلام، وانما قد تم إستدعاؤه من قبل وزارة الدفاع اللبنانية موضحًا أن محور کل الاسئلة التي طرحت عليه في حينها کانت تدور عن منظمة مجاهدي خلق وعلاقته بهم.

وقال الحسيني إن المحقق الخاص معه قد ذکر له أن quot;مجاهدي خلق أخطر من الموساد بألف مرةquot;، وعندها، کما يذکر على لسان الحسيني: quot;علمت لماذا تم توقيفي، خاصة وانني قد علمت بعدها بأنه قد صدر أمر من سفير النظام الايراني في لبنان غضنفر رکن آباد و تدخله المباشر من أجل توقيفيquot;.

وأضاف الحسيني لـquot;إيلافquot; بأن تدخل السفير الايراني قد جاء مباشرة بعد إعلانه عن نيته بإرسال قافلة طبية إلى مخيم أشرف من أجل المساهمة في کسر الحصار المفروض عليه. وأردف الحسيني عبر المصادر الخاصة لـquot;إيلافquot; بأن علاقته مع منظمة مجاهدي خلق هي علاقة سياسية بإمتياز، وهي بصورة علنية وأمام الملأ، ولا تدور خلف الابواب المغلقة، مؤکدًا أنه يتشرف بتلك العلاقة، ولن يتخلى عنهامطلقًا، مُصرًّا على أن quot;السجن أحبّ الى نفسي مما يدعونني إليهquot;.

وکشف الحسيني جوانب عن الشهر الاول من وجوده في السجن قائلا: quot;بقيت 33 يومًا في قعر الارض في ظلام دامس مع تعذيب لايمکن وصفه من أجل الرضوخ لمطالب إيرانيةquot;، مؤکدًا أنه وعندما تم تحويله الى معتقلquot;روميهzwnj;quot; وإلتقائه بعائلته أصيب بالصدمة لما علم بأنه موقوف بتهمة التعامل معإسرائيل.

ويوضح: quot;عندها فهمت قول المحقق إن مجاهدي خلق أخطر من الموساد بألف مرة، ولأن تهمة التعاون مع مجاهدي خلق لا تمنح الحق بإعتقالي، لذلك فبرکوا هذه التهمة الکاذبة وألصقوها بي کذباً وزيفاً لغايات خاصة ومشبوهةquot;.

وأکد الحسيني أنه وحتى هذه اللحظة لم يصدر بحقه قرار ظني، وانه رهن الاعتقال السياسي وسجين رأي وموقف مخالف للخامنئي وعملائه، على حد وصفه. وقال الحسيني أيضًا إن لموقفه من قضية الاحواز ودعمه لهم وإستقباله وفدًا أحوازيًا في مکتبه قد ساهم في دفع الامور الى حد تلفيق تهمة باطلة كهذه بحقه.

وأشار الحسيني لـquot;إيلافquot; إلى خطورة بقائه مع عائلته في لبنان بعد إطلاق سراحه، وانه يفکر جديًا مغادرة لبنان مستقبلاً من أجل الحفاظ على حياته وحياة عائلته من تهديدات وأخطار جدية قائمة، مؤکدًا عدم نيته مطلقًا التنازل عن مواقفه الفکرية والسياسية مهما حدث.