أكد معارضون سوريون إن حوار الأسد لم يأتِ بجديد وبات كلامه متوقعاً، وأنهم لا ينتظرون منه إلا الإعلان عن الإستقالة والرحيل، مضيفين أن الاصلاحات جدولها الزمني يأخذ بالابتعاد مع كل ظهور له. واعتبروا في كلامه رسالة تشير إلى استعداده الذهاب بعيداً في حله الأمني.
الأسد في مقابلة تلفزيون على قناة سورية يوم الأحد 21 آب 2011 |
القاهرة: اعتبر الناشط السياسي السوري هيثم بدرخان أنه وللمرة الأولى quot;لم ينتظر الشعب في سوريا حوار الرئيس السوري بشار الأسد لأنهم باتوا يدركون ماذا سيقوله وخاصة بعد حمامات الدم التي أسالها نظامه في الأراضي السورية؟quot;.
وقال quot;بالطبع كالعادة لم يأت الأسد بجديد والناس لا تنتظر منه الا الإعلان عن استقالته والرحيلquot; . ورأى quot;ان ابر التخدير الذي يلقح بها الجراثيم شكلت مناعة عند الجراثيم ولن تؤثر عليها وخاصة مع بداية شهر رمضان الفضيل والذي دكت فيه دبابات النظام مدن حماة واللاذقية وحمص وقراها. ومازالت الشبيحة تعتقل الاف المواطنين quot;. وقال quot;اذا كان في خطابه الأخير قد نوه الى اجراء التغييرات خلال شهرين وانتخابات مجلس الشعب في شهر أب، فنلاحظ اليوم قد اجّلها الى شباط ضاربا بعرض الحائط كل مطالب الشعب وواعدا اياه انا ثم أنا ولا غيري، ولن أتنازل عن اي شيء والإصلاحات ستجري كما اراها واحددها. والموت سيطال الجميعquot;.
وأشار بدرخان الى quot;قول الأسد للمجتمع الدولي مامعناه بأننا لن نسمعكم ولا احد له اعتبار لدينا . افعلوا ما شئتم وكأنه سيقف امام العالم quot;. وقال quot;الأسد لم ينفرد بهذه الخصوصية فقد سبقه الرئيس السابق صدام حسين واليوم القذافي يسلك نفس السلوك وكل واحد منهم قد خصص البلد لعائلتهquot;. وعبر عن اعتقاده ان حواره أمس quot;لن يزيد الا في لهيب الشارع وغضبه وزيادة المظاهرات والتحام المعارضة والتي تتصرف واحيانا بعيدة عن دورها ومسؤوليتها التاريخية. وخاصة في كثرة مؤتمراتها ومؤتمراتها، وبنفس الوقت تنكشف ادوار المنظرين ومعدنهم وركاب الموجة وحصان طروادةquot;.
إقرأ أيضاً |
إطلالة رابعة بالتزامن مع بعثة دوليّة واجتماع للمعارضة في إسطنبول الأسد يؤكد أنّ الدعوات الغربية إلى تنحّيه quot;ليس لها أي قيمةquot; |
من جانبه لخّص المعارض السياسي السوري أبو الضاد سالم السالم ماقاله الأسد حيث في الجانب الأمني قال quot;إن الوضع الأمني أفضل وهناك إنجازات أمنية لن نعلن عنهاquot;، ولكن وجدنا quot;في نفس الوقت هناك صعوبة الحالة الأمنية التي تحولت إلى عمل مسلح ؟quot;، وأنه من الجانب السياسي قال الأسد quot;منذ بداية الأزمة لا يوجد شيء اسمه حل أمني بل حل سياسي quot;، ولكن رأى السالم أنه quot;في نفس الوقت نلاحظ إنتشار الجيش وقوى الأمن والشبيحة في كافة أنحاء سورياquot;.
وأما حول الاصلاحات تحدث الأسد عن تعديل الدستور وتنفيذ القوانين وفق جدول زمني محدد، لكن السالم تساءل quot;ما الفائدة وقانون الطوارى رفع تزامناً مع دخول الدبابات الى المدن وقصف البارجات البحرية لمدينة اللاذقية واستمرار وازدياد الإعتقالات وقتل المواطنين quot;، كما تطرق الأسد الى الشأن الكردي وقال ان الموضوع يدرس منذ عام 2002، ولكن المرسوم صدر في بداية الثورة 2011 كرشوة سياسية لم تفلح مع إخوتنا الأكراد.
وأشار السالم الى قول الأسد quot;لقد تمت محاسبة البعض quot;وقال السالم لكننا رأينا عزل محافظي حماة ودير الزور لأنهم لم يطلقوا النار على المتظاهرين وبعد مقتل آلاف الشهداء وجرح عشرات الآلاف لم نرى مسؤول واحد ُيحاسب .
ولاحظ أنه عندما قصفت اسرائيل المفاعل النووي السوري بدير الزور لم يحرك النظام السوري ساكنا واحتفظ بحق الرد الذي لم ولن نراه، ولفت الى قول الأسد لدينا إكتفاء ذاتي ولن نجوع والبدائل موجودة، وقال quot;نحن نقول لولا الستة مليار دولار التي ضختها إيران مؤخرا لكان الوضع مختلفquot;.
وفي مجمل القول، بحسب السالم، إن الخطاب لم يكن موجها للشعب السوري بل وجه رسالة للدول الغربية، ومفاد الرسالة أن النظام مستعد للذهاب بعيداً في حله الامني، وهنا يجب ان ندرك خطورة الوضع المرشح اما للحرب الأهلية أو للتدخل العسكري والذي يدفع اليه النظام .
ونوه الى quot;ان الأسد تهرب من مواجهة الحقيقة وهي انه يوجد ازمة في هذا البلد والشعب يطالب بالحرية والكرامة ولم تعد تهمه حتى لقمة العيشquot;.
وأما في المواقف الدولية فقد كان لافتا أن تدعو استراليا أيضا الرئيس السوري الى التنحي عن رئاسة الحكم.
معارضون ضد المجالس الانتقالية
من جانبه قال الشيخ خالد الخلف أحد شيوخ البكارة لـquot;ايلافquot; quot;نحن ضد أي اعلان لمجالس انتقالية في الوقت الراهن خصوصا ان هذا الاجتماع الذي اختتم في اسطنبول أمس خلفه الاخوان المسلمين والذين لازالوا يحاولون التفاوض مع النظام لتحقيق مكاسبهم الشخصية وتؤازرهم بذلك تركيا quot;.
واستطرد قائلا quot;لكن عندنا خطوات بخصوص عقد مؤتمر لكل المعارضة في الداخل والخارج وسيكون البلد المضيف اما قطر او المملكة العربية السعوديةquot;.
وحول موضوع المجلس الانتقالي أيضا رأى النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot; ان هناك حواجز حزبية ضيقة تعيق العمل الأفضل في هذه المرحلة، ولا بد من حل وحيد أن تعلق هذه الأحزاب عملها الحزبيquot;.
وأضافquot; مع احترامنا لكل التضحيات فهناك مشكلة بعد فترة زمنية في كيفية التعامل مع الآخر والإعتراف بحق الجميع في بناء الوطن والإبتعاد عن الأنا التي تعمقه في ثقافتنا quot;، وقال quot;يجب أن يعمل الجميع في عملية انقاذية خلف أبطال الداخل وبعد انتصار الثورة يمكن أن يعود العمل الحزبي والشعب يقرر أحجام الجميع quot;، واشترط أن يكون الرئيس القادم حصراً من دمشق .
وكان الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية انسحب من مؤتمر اسطنبول مع انه من دعا إلى هذا المؤتمر للمشاركة في مباحثات حول توحيد أطياف المعارضة السورية ولكنه قال في بيان، تلقت quot; ايلافquot; نسخة منه، أنهquot; من خلال المباحثات تبين عدم جدوى مشاركة الائتلاف في اللقاء لكون المشروع المقترح لا يحقق الهدف المرجوquot;، ولذلك أعلن الائتلاف عن عدم مشاركته في هذا الاجتماع.
الى ذلك سيعقد ملتقى تشاوري للمعارضة السورية بمقر حزب الوفد في القاهرة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان لانتخاب مجلس استشاري وذلك دعما من حزب الوفد لثورة الشعب السوري .
من جانبها ناشدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطيquot; كل جندي وضابط صف وضابط الالتزام بشرفه العسكري وأخلاقياته ومسؤوليته الوطنية العليا في حماية وطنه من كل خطر يحيق به، وحماية أرواح المواطنين والأطفال والأمهات والشيوخ وكل أبناء الوطن من كل ظلم وأذى يهددهمquot;.
ومن جانب آخر رأت في بيان، تلقتquot;ايلافquot; نسخة منه،أنquot; سياسة النظام الرعناء هذه، و التي تخرق كثيرا من المواثيق الدولية التي وقعت عليها الدولة السورية ويجب أن تلتزم بها ( ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان و غيرها)، تزيد من ضغوط منظمات المجتمع المدني الدولي الحقوقية والإنسانية، وتوفر المزيد من الفرص والظروف المواتية لتدخل الدول المختلفة في الشأن السوري، كل بالكيفية والزمان والوسائل التي يجد أنها تخدم مصالحه أكثر، مما يزيد من مخاطر التدخلات الخارجية العسكرية التي نرفضها مع شعبنا أشد الرفض، كما يزيد من احتمال اتخاذ عقوبات اقتصادية قد يضيق بعضها الخناق على النظام ورموزه، لكن بعضها الآخر الذي نرفضه وندينه أيضا قد يتسبب بضرر كبير للشعب وشروط حياتهquot; .
وطالبت سحب الجيش بآلياته وأفراده وضباطه من كافة مناطق تواجده الحالية في المدن والقرى وإعادته إلى ثكناته فورا ووقف أعمال القتل والتدمير وترويع المواطنين في كل مكان، ووقف الاعتقالات وإطلاق سراح كافة الموقوفين فورا و ضمان حق التظاهر السلمي للمواطنين في كل مكان على الأرض السورية وملاحقة وتوقيف القتلة و المسؤولين عن سفك دماء المواطنين أيا تكن مراكزهم، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل على ما ارتكبوه.
كما طالبت هيئة التنسيق بوقف ما يعرف بالحل الأمني ـ العسكري فورا، وتوفير الشروط التي تسمح ببدء المعالجة السياسية الشاملة والمسؤولة للأزمة الوطنية الراهنة ووقف حملات التحريض وإثارة الكراهية في الإعلام الرسمي، وتحويله إلى إعلام موضوعي ينقل الصورة الحقيقية لما يجري على أرض البلاد وفي مدنها وقراها.
ورفضت التدخل العسكري الخارجي وكل أشكال التدخل التي تلحق الضرر بمصالح الشعب أو شروط عيشه، مناشدة القوى والمنظمات العربية والإسلامية والعالمية الإنسانية والقانونية بذل كل دعم ممكن لشعبنا في كفاحه من أجل وقف أعمال القتل وسفك الدماء والقمع الوحشي، والظفر في كفاحه البطولي من أجل نيل حريته وكرامته.
السوريون والعمانيون يطالبون بطرد السفير السوري من مسقط
في غضون ذلك وقف السوريون والعمانيون وقفة احتجاجية أمام السفارة السورية بمسقط دعى اليها نشطاء عمانيون للتضامن مع اشقائهم في سوريا، حيث طالبوا بوقف اعمال القتل التي تسببت بمقتل الالاف وتشريد واعتقال عشرات الالاف في سوريا كما طالبوا بسحب السفير العماني من دمشق وطرد السفير السوري في مسقط.
وهتف المشاركون مطالبين بالحرية والكرامة واطلاق سراح المعتقلين، حيث تمت الوقفة بمشاركة الكثير من المواطنين العمانيين والسوريين القيمين بالسلطنة مصطحبين معهم عوائلهم واطفالهم .
وقد حرم المئات من المشاركة بما فيهم وسائل الاعلام بسبب منع الشرطة العمانية واقفالها للشوراع المؤديه الى السفارة السورية وتحديدها للمدة الزمنية لهذه الوقفة. لعدم رغبتها بتزايد الاعداد، بحسب ما أفاد سوريون لـquot;ايلافquot;.
وتجدر الاشارة الى ان هذه ليست المرة الاولى التي تتم هكذا وقفة بل سبقتها بثلاث ايام وقفة احتجاجية مماثلة لبيان من المثقفين العمانيين تضامنا مع الشعب السوري.
ودان مثقفون وناشطو مجتمع مدني عمانيون القتل والقمع الذي يتعرض لها الشعب السوري من نظام الرئيس بشار الأسد وطالبوا بطرد السفير السوري في مسقط quot;فوراquot; واستدعاء السفير العماني في دمشق quot; كأبسط إجراء يتخذ في مثل هذه المواقفquot; . وأكدوا في بيان، تلقت quot; ايلافquot; نسخة منه، وقوفهم quot;مع الشعب السوري في خياره الديمقراطي، وفي ثورته المشروعةquot; وتأييدهم مطالبه في الحرية والعدل والمساواة والعيش الكريم، مطالبين بـquot;ضرورة الإصلاح الشامل الذي ينبع من عمق الإرادة الشعبية المتطلعة إلى بناء وطن سوري حر يعلي من شأن المواطن ويحقق له تنمية إنسانية شاملةquot;.
وطالب البيان بـ quot;وقف نزيف الدماء الطاهرة واحترام حق الإنسان في الحياة والحريةquot;، كما أهاب الموقعون بالنخب المثقفة، وجميع فعاليات المجتمع المدني في سوريا والوطن العربي، والجيش السوري quot;عدم التورط أكثر من ذلك في الدعايات الكاذبة التي يروجها النظام والتي تسعى إلى تشويه وتقزيم تطلعات الشعب وأحلامه المشروعةquot;.
التعليقات