اعرب مراقبون غربيون عن خشيتهم من عدم جهوزية المعارضة الليبية لاستلام زمام المور بعد مرحلة القذافي، فيما أكد قادة المعارضة انهم جاهزون للانتقال من الثورة الى السلطة على الرغم من حل هيئة السياسية للمجلس الانتقالي التي كانت بمثابة حكومة دون اقامة بديل حتى الآن.


لندن: ابدى مسؤولون غربيون شكوكا في ان تكون المعارضة الليبية جاهزة لتسلم مقاليد الحكم ومخاوف من انكفاء التقدم السريع نحو طرابلس.

ولكن قادة المعارضة أكدوا انهم جاهزون للانتقال من الثورة الى السلطة على الرغم من حل هيئة السياسية للمجلس الانتقالي التي كانت بمثابة حكومة دون اقامة بديل حتى الآن ، في مؤشر الى ان حركة المعارضة تعاني من الانقسامات والتوترات في صفوفها ، بحسب بعض المراقبين.

واعرب هؤلاء المراقبون عن خشيتهم من ألا تكون قدرات المعارضة بمستوى المهمة التي تنتظرها وان الخطة التي اعدتها لمواجهة المرحلة المقبلة خطة quot;لا يُعتد بهاquot; ، على حد تعبير احد الدبلوماسيين الغربيين.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن هذا الدبلوماسي قوله quot;كل ما سمعناه طيلة اربعة أو خمسة اشهر هو اقوال. انهم ليسوا جاهزينquot;. ويتحدث بعض الدبلوماسيين في مجالسهم الخاصة حتى عن تحقيق quot;نجاح كارثيquot; إذا انتصرت المعارضة في الحرب وفشلت في ملء الفراغ السياسي الذي سيتركه سقوط القذافي.

وكانت بنغازي بدأت الاحتفال بالنصر منذ ليل السبت مع بدء التقدم على طرابلس. ولكن هناك اجماعا بين المراقبين على جسامة التحدي الذي يواجه المعارضة متمثلا بتوحيد ليبيا واعادة بناء اقتصادها المدمر.

الناطق العسكري باسم المعارضة احمد الباني قال ان قوات المعارضة جاهزة وحسنة الاستعداد. واعلن ان اهل طرابلس يعانون منذ زمن طويل ومن الضروري مساعدتهم بالمدارس والمستشفيات والسهر على أمنهم. واعرب عن ثقته بالتغلب على هذه المشاكل.

وافادت تقارير ان قادة المعارضة بدؤوا اتصالات مع الكوادر الفنية في قطاع الخدمات العامة وحتى مع أجهزة أمنية ، وهم على اقتناع بأن مسؤولين مهمين سيبقون لتأمين انتقال سلس.

واعتبر الباني ان يوم الأحد هو quot;اليوم الأولquot; في الجهود الرامية الى تهيئة ليبيا لحقبة ما بعد القذافي.

وتقع مهمة البدء بتشكيل حكومة جديدة وكتابة دستور جديد على عاتق مصطفى عبد الجليل بوصفه رئيس المجلس الوطني الانتقالي. ودعا عبد الجليل يوم الأحد سكان طرابلس الى الامتناع عن أي اعمال انتقامية ضد البعض ممن كانوا قريبين من معمر القذافي.

ويرى مراقبون ان سمعة عبد الجليل وتاريخه في مواجهة القذافي يعني انه يتمتع بشعبية واسعة. ولكنه قرر في 8 آب/اغسطس اقالة الهيئة السياسية للمجلس الانتقالي بسبب تقصيرها في التحقيق في قتل اللواء عبد الفتاح يونس قائد قوات المعارضة في تموز/يوليو.

ولم تُشكل هيئة بديلة حتى الآن رغم الحاجة الى طاقم تنفيذي للفترة الانتقالية التي من تقرر ان تمتد 20 شهرا.

وتعتزم القيادة الانتقال الى طرابلس لتشكيل حكومة مؤقتة في غضون 30 يوما من السيطرة التامة على العاصمة. ومن المتوقع توسيع المجلس الوطني الانتقالي ليضم ممثلين عن المناطق التي ما زالت تحت سيطرة القذافي وتولي ادارة الحكم لمدة ثمانية اشهر يجري خلالها التحضير لانتخاب مؤتمر وطني انتقالي يضم 200 عضو. وتعقب ذلك بعد عام حكومة منتخبة.

ورحب دبلوماسيون غربيون بخطط إشراك ممثلين عن المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة القذافي. وقال مبعوث الاتحاد الاوروبي في بنغازي جيريمي ناغودا ان المعارضة الليبية كانت شديدة الحرص على احترام الاختلافات لمنع اعمال التدمير والانتقام وعودة غيوم الماضي لتلقي بظلالها على المستقبل.