جدل بسبب إنجاز التمثال على يد نحّات صيني

أثار تمثال لداعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ غضباً وسط بعض الأميركيين لأن القائمين على أمره كلفوا نحاتاً صينياً إنجازه. وقال هؤلاء النقاد إن نحاتا أميركيا أسود ndash; أو أبيض ndash; كان أولى بهذا الشرف الرفيع.


لندن: افتتحت أميركا يوم الاثنين نصباً تذكارياً في وسط الحديقة الوطنية بواشنطن لداعية الحقوق المدنية الشهير الدكتور مارتن لوثر كينغ يتوسطه تمثال من الحجر بطول 30 قدما. ويذكر أن المشروع، الذي يشغل مساحة أربعة فدانات، كلف 120 مليون دولار، وهو الوحيد الذي يقام في هذا المكان التاريخي لشخصية غير عسكرية بطولية أو تولت رئاسة الولايات المتحدة.

وكل هذا ربما كان حسنا لولا أن النقاد سارعوا للتعبير عن استيائهم من أن الجهة المكلفة المشروع التذكاري اختارت النحات الصيني لاي يكزين (57 عاما)، من مقاطعة هونان في جنوب الصين لإنجاز تمثال الداعية الأسود.

وتساءل هؤلاء النقاد عن الحكمة التي منعت القائمين على شأن النصب التذكاري من اختيار نحّات أميركي أسود ndash; أو أبيض، لا يهم طالما كان أميركيا ndash; لنحت التمثال. بل أن بعضهم مضى الى حد القول إن لاي يكزين أنتج تمثالا laquo;لا يخلو من سمة صينية في ملامح وجههraquo;.

ويذكر أن هذا النحات أنجز من قبل تمثالين للزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ أحدهما يقف الآن في الحديقة السابقة لماو آنكينغ، ابن الزعيم الصيني الراحل. وقد بدأ لاي عمله على تمثال الدكتور كينغ وأكمله في مدينته تشانغسا. ومن هنا أرسل التمثال وتوابعه في شحنة تتألف من 150 كتلة غرانيت تزن 1600 طن الى ميناء بولتيمور قبل أن يعمل 100 شخص بمن فيهم 10 خبراء صينيين على تجميع النصب في مكانه المقرر.

ومن جهته فقد دافع مارتن لوثر كينغ الثالث، ابن الداعية، عن تمثال أبيه الأخير بالقول لصحيفة laquo;يو إس ايه تودايraquo;: laquo;رأيت ما لا يقل عن خمسين تمثالا لأبي، وأستطيع القول إن 47 منها ليست تصويرا صادقا له. لكنني اعتقد أن هذا الانجاز الأخير يختلف عن هذه الفئة وأن النحات الصيني لاي يكزين وُفّق كثيرا في عملهraquo;.

لكن إد دوانيت، وهو نحّات يعيش في دينفر، علق للصحيفة نفسها بقوله: laquo;لو علم الدكتور كينغ إن شخصا يعيش تحت حكومة شيوعية هو الذي انجز تمثاله لوصلت به شدة الغضب حد أن ينهض من قبره وأن يذهب الى صاحب ذلك القرار ليسأله:laquo;كيف تجرؤ على هذاraquo;؟

ويذكر أن النحات لاي اختير بعدما شاهد جامعو الأموال للنصب التذكاري مهاراته وهو يعمل على بعض المنحوتات في منيسوتا. ويذكر ايضا أنه أعد في داره الصينية تمثالا نصفيا آخر من البرونز للرئيس بارك اوباما قال إنه يأمل في تقديمه هدية له في وقت ما.

ويتخذ تثمال الدكتور كينغ الأخير مكانه بجانب نصب ابراهام لينكون التذكاري الذي ألقى أمامه الداعية الأسود خطابه الشهير laquo;لي حلم..raquo; في 1963. ورغم أن النصب سيفتتح رسميا الأحد تزامنا مع الذكرى السنوية لذلك الخطاب التاريخي الذي صار أهم نقطة انعطاف في مسيرة السود الأميركيين نحو الحرية المدنية، فقد بدأ استقبال الزوار من الاثنين ويتوقع ان يجتذب نحو نصف المليون شخص في فترة الأيام الستة قبل موعد افتتاحه رسمياً.