بيروت: فشل الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الانتفاضة الشعبية التي بدأت منذ ستة أشهر وخلفت أكثر من 2200 قتيلاً، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإرغامه على التنحي. لكن شيئاً واحداً يساعده على البقاء حتى اليوم: عدم قدرة المعارضة على توحيد صفوفها.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;ايكونوميستquot; إلى أنه quot;في حين أن الشعب السوري بات ينظم الاحتجاجات باتباع استراتيجية تكتيكية بشكل أكثر تنظيماً وتماسكاً، لا تزال المعارضة السياسية السورية منقسمة ومجزأة إلى جماعات داخل وخارج البلاد.

ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله: quot;كان هناك عشرات المؤتمرات والبيانات في العديد من المدن ولكن لم ينتج عنها شيء. وفي الوقت نفسه لا نزال مستمرين في التظاهر ومواجهة الرصاص بصدورنا العاريةquot;.

وتناولت الصحيفة المقترحات والمطالب الكثيرة الداعية إلى معارضة شاملة وموحدة بأسرع وقت، مضيفة: quot;تم الترويج لانعقاد المبادرة الوطنية للتغيير في نيسان من قبل سوريين في الولايات المتحدة. وأعقب ذلك مؤتمر من أجل التغيير في احد منتجعات مدينة أنطاليا التركية. ثم جاء تجمع المعارضين في اسطنبول تحت رعاية مجلس الخلاص الوطني، الذي يرأسه المحامي هيثم المالح. وانسحب الاكراد من هذه الجلسة بعدما أصر البعض على إبقاء كلمة quot;العربيةquot; في اسم الجمهورية السوريةquot;.

واشارت الصحيفة إلى أن النشطاء في سوريا يتهمون السوريين في الخارج بأنهم يضيعون الوقت بالظهور وتنظيم الاجتماعات عوضاً عن التنسيق الفعلي، فيما يبدو خصوم الرئيس الأسد في سوريا، ومعظمهم من العلمانيين، غير مرتاحين لدور تركيا وحكومتها الاسلامية التي تستضيف معظم اجتماعات المعارضة على أراضيها.

واعتبرت الـ quot;ايكونوميستquot; أنه ليس من المستغرب أن المعارضة السورية تفتقر إلى التماسك. quot;فسوريا تحتضن مجموعة من والأديان والطوائف والأعراق التي عاشت تحت القمع البعثي على مدى أربعة عقود. والعديد من الشخصيات البارزة في المعارضة، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين، لا تزال في المنفىquot;.

وختمت الصحيفة: quot;من السابق لأوانه القول ما اذا كانت مجموعات المعارضة الجديدة ستكتسب زخماً. لكن إذا تمكنت جبهة المعارضة الواسعة النطاق من توحيد صفوفها وترسيخ نفسها باعتبارها بديلاً قوياَ للأسد وحزب البعث الحاكم، سوف يسقط النظام بشكل أسرعquot;.