حذرت إسرائيل اليوم مجددا الفلسطينيين من الإقدام على طلب عضوية لدولتهم من الأمم المتحدة.


ليبرمان يعرف بأنه من اشد الساسة الإسرائيلية تطرفاً

القدس: حذر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الفلسطينيين الاربعاء من quot;العواقب الوخيمةquot; لمشروع طلب عضوية دولتهم في الامم المتحدة.

وقال ليبرمان في خطاب القاه في مؤتمر للزراعة في جنوب اسرائيل quot;ما استطيع قوله وبثقة كبيرة من انه في اللحظة التي سيمررون فيها قرار احادي الجانب ستكون هناك عواقب وخيمةquot;.

قررت الولايات المتحدة ان تخوض حتى النهاية معركة اقناع الفلسطينيين بالعدول عن تقديم طلب عضوية لدولة فلسطينية في الامم المتحدة في اواخر الشهر الحالي، رغم ان فرص نجاحها ضئيلة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الثلاثاء quot;لا نريد اغفال اي تحركquot; فيما يقوم مبعوثان اميركيان بزيارة جديدة الى المنطقة.

ومن المقرر ان يستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء والخميس ديفيد هيل المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط ودنيس روس المستشار الخاص للرئيس الاميركي باراك اوباما. وكانت زيارة الاثنين الاخيرة الى المنطقة الاسبوع الماضي غير مثمرة.

ومنذ اسابيع كثفت الدبلوماسية الاميركية تحركاتها في العالم لايصال رسالة بان المبادرة الفلسطينية لتقديم طلب عضوية دولة فلسطينية في الامم المتحدة لن تؤدي الى السلام مع اسرائيل لكن الى توترات اكثر.

وكثفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاتصالات ايضا من مكتبها في واشنطن. فقد تحدثت الاثنين مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والثلاثاء مع توني بلير ممثل اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. وستتصل بالرئيس الفلسطيني قبل نهاية الاسبوع.

وقالت الثلاثاء ان quot;المفاوضات المباشرة بين الطرفين هي الطريقة الوحيدة للتوصل الى حل دائمquot; مضيفة quot;انها طريق تمر عبر القدس ورام الله وليس نيويوركquot;.

وبسبب توقف المفاوضات المباشرة قرر الفلسطينيون القيام بهذا التحرك لدى الامم المتحدة في 20 ايلول/سبتمبر.

واذا اختاروا تقديم الطلب لدى مجلس الامن فان الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض. اما في الجمعية العامة حيث تحظى الولايات المتحدة بصوت واحد فهناك فرص اكبر للنجاح لكن العضوية لن تكون كاملة.

ومع ذلك فان هذا النجاح لن يكون في افضل الاحوال سوى quot;تحويل للانتباهquot; كما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما للصحافيين مشيرا الى ان quot;ذلك لن يغير ما هو قائم على الارض طالما ان الاسرائيليين والفلسطينيين لا يتفاوضونquot;.

وتعمل واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون منذ الصيف على مبادرة للجنة الرباعية يمكن ان تشكل بديلا للمواجهة.

ويشكك ناتان براون الخبير في جامعة جورج واشنطن بهذا الامر. وقال لوكالة فرانس برس ان الضمانات المحتملة التي يمكن ان تقدم للفلسطينيين بهدف استئناف المفاوضات quot;قد تعتبر غير ذات قيمة لان آفاق اجراء مفاوضات جدية تبدو بعيدة جداquot;.

وتساءل آرون ديفيد ميلر مستشار شؤون الشرق الاوسط ايضا حول الاهداف الاميركية الحالية.

وقال لوكالة فرانس برس quot;اذا كان الامر يتعلق بايجاد صيغة من اجل استئناف المفاوضات المباشرة فان شيئا لم يتغير بخصوص ما يمكن للطرفين ان يقبلاهquot;.

واضاف quot;ربما نريد مجرد التاكيد على اننا نبذل فعليا كل جهودنا، اي الحد الاقصىquot;.

ولفت المحلل الى ان الرئيس اوباما قرر ايفاد هيل وروس الى المنطقة وليس هيلاري كلينتون.

ويعزو ذلك الى سببين ممكنين: ان واشنطن لم تعد تعتقد بامكان وقف التحرك الفلسطيني وفي هذه الحالة يجب الحفاظ على quot;مصداقيةquot; كلينتون، او ان الدبلوماسيين سينفذان quot;المرحلة الاولىquot; من حملة اللحظة الاخيرة للدبلوماسية الاميركية.

وفي هذه الحالة الاخيرة يرى ان كلينتون قد تكون وضعت في الاحتياطي تحسبا لفرضية المضي بتنفيذ quot;المرحلة الثانيةquot;.

جودة: quot;السبيل الامثلquot; لاقامة الدولة الفلسطينية هو quot;المفاوضات المباشرةquot;

في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاربعاء ان quot;السبيل الامثلquot; لاقامة الدولة الفلسطينية هو quot;المفاوضات المباشرةquot; بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مؤكدا دعم بلاده للفلسطينيين في مساعيهم الرامية الى اقامة دولتهم المستقلة quot;بأي وسيلة كانت بما فيها الذهاب الى الامم المتحدةquot;.

وقال جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي الطيب الفاسي ان quot;الاردن جزء من الاجماع العربي وان موقفنا تماما مثل موقف السلطة الفلسطينية بأن السبيل الامثل لاقامة الدولة هو المفاوضات المباشرة ومعالجة كافة قضايا الحل النهائي وهي القدس واللاجئون والمياه والحدود والامن بأطر زمنية وبمحطات رئيسية واضحة وبآلية تضمن الوصول الى هذا الهدفquot;.

واضاف كما نقلت عنه وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) انه quot;في غياب بديل مطروح على الطاولة يضمن أطلاق مفاوضات لمعالجة كل هذه القضايا في أطر زمنية يبقى الخيار هو الذهاب الى الامم المتحدةquot;.

واكد جودة quot;دعم الاردن للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية في جميع مساعيها الرامية الى تحقيق الهدف المنشود المتمثل بأقامة دولته المستقلة بأي وسيلة كانت، بما فيها الذهاب الى الامم المتحدةquot;.

وتنوي القيادة الفلسطينية تقديم طلب للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 خلال انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر، في خطوة تعارضها اسرائيل والولايات المتحدة.