الرياض: يصل اليوم الأحد إلى نيويورك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يرافقه نائبه الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز لتمثيل المملكة العربية السعودية في اجتماع الدورة الـ 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستكون الأولى منذ الربيع العربي والتي ستفتتح غدا الاثنين ويتوقع لها أن تكون دورة فلسطين ويترأسها مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ناصر النصر.

ومن المقرر أن يلقي الوزير الفيصل كلمة بلاده في الاجتماع التي تتناول عدة محاور منها تجديد الموقف السعودي الثابت تجاه نبذ الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأياً كان مصدره وتأييده لكل جهد إقليمي ودولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب ودعوة المجتمع الدولي إلى تفعيل إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات والخبرات.

وعلى الصعيد السياسي سيوجه الفيصل دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (192 دولة) للاعتراف بدولة فلسطين على خط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،وتأييد حصول فلسطين على العضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة وحشد التأييد الدولي لهذه الخطوة في ظل تنامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأهمية اتخاذ موقف حازم لإلزام إسرائيل باحترام القوانين الدولية والانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية مؤكداً أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة إلى خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجمعة الفائت quot;نحن ذاهبون إلى مجلس الأمنquot; لنيل quot;العضوية الكاملةquot; للدولة الفلسطينية.

وأضاف عباس quot;قرارانا الذي أبلغناه للجميع هو أننا ذاهبون إلى مجلس الأمن، بمجرد أن القي الكلمة هناك في الجمعية العامة سأقدم رسالة الطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة ليوصل هذا الطلب إلى رئيس مجلس الأمنquot;وأردف رئيس السلطة quot;إذا خيارنا هو مجلس الأمن،أما الخيارات الأخرى فلم نتخذ فيها قرارquot;.

وسيحضر الدورة عدد من القادة منهم الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي والإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بينما يمثل دولة جنوب السودان رئيسها سالفا كير للمرة الأولى.

وسيدين الفيصل ـ عميد وزراء الخارجية في العالم ـ في كلمته الانتهاكات الإسرائيلية العدوانية ضد قطاع غزة ،والأراضي المصرية والتي تسببت في وقوع العديد من القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء فضلا عما قامت به إسرائيل من هدم وتدنيس لدور العبادة معتبراً أنها تمثل خرقاً لكافة القوانين والأعراف الدولية وتعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر ومطالبة المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل والقيام بمسئولياتها لاتخاذ الإجراءات اللازمة للضغط على إسرائيل لوقف مثل هذه الممارسات العدوانية وتحمل إسرائيل المسئولية القانونية والمادية تجاه ذلك وحث المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بفك الحصار الظالم الذي تفرضه على قطاع غزة وفتح المعابر من وإلى القطاع إضافة إلى استمرار الحكومة الإسرائيلية في بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية المحتلة ما يؤكد استمراراً السياسات الإسرائيلية في التنصل من استحقاقات السلام وإغلاق جميع الأبواب أمام أية فرصة لاستئناف المفاوضات المتعثرة مع الجانب الفلسطيني.

كما يتناول خطاب الفيصل تطورات الوضع في اليمن وليبيا وسوريا والعراق والصومال والسودان إلى جانب العلاقة مع إيران التي ينتظر أن يدعوها إلى أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية للعلاقات بين الجانبين وبمبادئ حسن الجوار ،والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ووقف التصريحات الاستفزازية للمسئولين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون الخليجي ،والتي تعد إخلالا بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ،ومنظمة التعاون الإسلامي
وفيما يتصل بالملف النووي الإيراني سيجدد الأمير سعود الفيصل التأكيد على موقف الرياض الثابت بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية،وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي خالية مــن أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية مرحباً بالجهود التي تبذلها مجموعة (5+1) لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية.

مع التأكيد على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ،في إطار الاتفاقية الدولية ذات الصلة ووفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل وبشفافية تامة مؤكداً على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع كافة مُنشآتها النووية للتفتيش الدولي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسيشارك الأمير سعود الفيصل في الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون واجتماع آخر لوزراء الخليجي مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف.
ومن المقرر أن يعقد في 22 سبتمبر/أيلول اجتماع مجلس الأمن الدولي على المستوى الأعلى في موضوع الحيلولة دون نشوب نزاعات والذي ستبحث فيه طرق تطوير آليات مجلس الأمن الدولي في مجال الدبلوماسية الاستباقية.