دعا العاهل السعودي الأطراف اليمنيةإلى تجاوز الأزمة الراهنة، مؤكداً موقف السعودية الداعم ليمن موحد آمن ومستقر.


العاهل السعودي والرئيس اليمني خلال اللقاء

الرياض:دعا العاهل السعوديالملك عبدالله بن عبدالعزيزالأطراف اليمنيةإلى تجاوز الأزمة الراهنة، مؤكداً موقف السعودية الداعم ليمن موحد آمن ومستقر.

جاء ذلك خلال استقبالالعاهل السعوديالملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرياض اليوم للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية حيث بحث الطرفان التطورات الراهنة في الجمهورية اليمنية.

وشكرالرئيس اليمني العاهل السعودي على الرعاية التي حظي بها مع عدد من كبار قادة اليمن خلال تلقيهم العلاج في مستشفيات السعودية، مبينادورالسعوديةبالوقوف إلى جانب اليمن في ظل الأزمة الراهنة والجهود المبذولة لتجاوزها بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني.

ميدانيّا، قتل 27 شخصا الاثنين في صنعاء في قمع وحشي من جانب قوات الامن اليمنية للتظاهرات التي تطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح، وفق ما اعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية.

وبذلك، ترتفع الى 53 حصيلة quot;الشهداءquot; الذين سقطوا في صنعاء منذ الاحد وفق اللجنة التي اضافت في بيان تلقته فرانس برس ان 942 شخصا اصيبوا بجروح بالرصاص خلال يومين لا يزال 47 منهم في حالة حرجة.

وكانت حصيلة سابقة اوردتها مصادر طبية تحدثت عن مقتل عشرين شخصا في صنعاء واثنين اخرين في تعز بجنوب غرب العاصمة.

وتابعت اللجنة ان غرف العمليات في مستشفيات العاصمة الخمسة تضيق بالضحايا وهناك نقص كبير في المعدات الطبية، مؤكدة انه تم ارسال سيارات اسعاف لاجلاء هؤلاء الضحايا.

وهاجمت قوات الامن ومسلحون موالون للنظام المتظاهرين بالاسلحة الثقيلة والمدفعية المضادة للطائرات والقذائف.

ولفت بيان اللجنة الى ان عشرات من القناصة انتشروا ايضا حول ساحة التغيير، معقل الحركة الاحتجاجية، وفي شارع الزبيري الذي احتله المعارضون مساء الاحد.

واكدت اللجنة quot;اننا لن نقبل بأقل من التنحي الفوري لعلي صالح ورموز حكمه (...) ونتطلع الى موقف دولي يعمل على ايقاف جرائم الابادة الجماعية وينحاز بشكل واضح الى ارادة الشعب اليمني، كما نطالب المنظمات الدولية للقيام بواجبها إزاء المجازر الجماعية التي تقوم بها عائلة علي صالحquot;.

ودعت منظمة العفو الدولية الاثنين الى الوقف quot;الفوريquot; للقمع الذي تنفذه السلطات اليمنية بحق المتظاهرين المسالمين في اليمن حيث قتلت قوات الامن خمسين شخصا على الاقل خلال يومين.

وقالت المنظمة التي تعنى الدفاع عن حقوق الانسان في بيان ان quot;التجاوزات التي ترتكبها القوات اليمنية غير مقبولة اطلاقا ويجب ان تتوقف. وعلى المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان ان يحاسبواquot;.

وحذر فيليب لوثر مساعد مدير منظمة العفو للشرق الاوسط وشمال افريقيا من quot;الخطر المتزايد من وقوع حرب اهليةquot; مشيرا الى ان المحتجين الذين يطالبون برحيل الرئيس علي عبدالله صالح quot;محبطون اكثر واكثر من المأزق السياسيquot; في البلاد.

واضاف quot;على السلطات اليمنية ان توقف استخدام العنف المفرط قبل ان تخرج دوامة العنف عن السيطرةquot;.

واوقع قمع المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس صالح المتهم بالفساد، اكثر من 200 قتيل واكثر من الف جريح منذ شباط/فبراير بحسب المنظمة.

وعرضت المنظمة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة وحيادية حول اعمال العنف في اليمن وquot;الوقف الفوري لتسليم اسلحة وذخائر يمكن ان تستخدم بشكل مفرطquot; ضد المحتجين.

وقال لوثر ان quot;الاسرة الدولية لا يمكنها ان تستمر في وضع القلق الامني والخوف من القاعدة قبل اعتبارات حقوق الانسانquot; في اشارة الى المساعدة التي يحصل عليها نظام صالح لمحاربة التنظيم الارهابي الناشط جدا في جنوب اليمن وشرقه.

إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي وملاحي ان مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الازمة اليمنية امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وصلا الاثنين الى صنعاء.

وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الفرنسية ان الرجلين وصلا تباعا الى صنعاء حيث يرتقب خلال النهار تنظيم حفل توقيع خارطة طريق اقترحتها الامم المتحدة لتطبيق المبادرة الخليجية التي اعدتها دول مجلس التعاون الخليجي.

وافادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ومبعوث الامم المتحدة الى اليمن وصلا الى صنعاء للاطلاع quot;على آخر التطورات في الساحة اليمنيةquot;.

القربي يطالب باعادة النظر في توصياته المتعلقة بأوضاع اليمن

ومن جهة أخرى، طالب وزير الخارجية اليمني الدكتور ابوبكر القربي مجلس حقوق الانسان اليوم باعادة النظر في التوصية الصادرة في التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الانسان في اليمن التي تطالب باجراء تحقيقات دولية مستقلة ومحايدة اذ لا تتسق تلك التوصية مع فحوى التوصية الداعية الى الحوار بين الاطراف السياسية اليمنية لحل الازمة.

وقال القربي في كلمته امام مجلس حقوق الانسان في اطار متابعة الاوضاع في اليمن quot;ان البديل لتلك التوصية هو الدفع نحو الحوار كوسيلة مثلى للخروج من الازمة التي تعانيها اليمن ودعم تشكيل لجنة وطنية مستقلة ومحايدة تتوافق عليها جميع الاطراف السياسية وذلك للتحقيق في جميع الانتهاكات الموثقة بالادلةquot;.

في الوقت ذاته وصف القربي سياسة العقاب الجماعي التي تضمنها تقرير لجنة مجلس حقوق الانسان حول اليمن بأنها quot;ادعاءات لا يقبلها المنطق ولا العقل لاسيما ان الحكومة هي التي تحملت اعباء الاعمال التخريبية وعاجلت تداعيات الاضرار التي طالت الخدماتquot;.

واشار الى احتمال ان تقوم حكومة الوفاق الوطني المتوقع تشكيلها في اطار الحل السياسي بتشكيل تلك اللجنة.

وأكد quot;ان الحكومة اليمنية ستقوم بالتحقيق في العمل الارهابي الذي وقع يوم امس ومحاسبة المسؤولين عنهquot; معربا عن الاسف لان هذا الحادث quot;جاء في الوقت الذي بدأت بوادر حل الازمة السياسية وفقا للمبادرة الخليجيةquot;.

وشدد على ان quot;مشاركة وفد يمني رفيع المستوى في مناقشة تطور الاوضاع في اليمن من خلال مجلس حقوق الانسان لا تعكس قلقا عما جاء في تقرير بعثة المفوضة السامية لحقوق الانسانquot;.

وقال ان هذا الحضور quot;هو لتأكيد جدية التزام وحرص اليمن على حماية مبادئ حقوق الانسان ومحاسبة المسؤولين عن اية ممارسات تتنافى معها من اي طرف كان ورغبتها في شراكة حقيقية مع مجلس حقوق الانسان لتعزيز قدرات الاجهزة الامنية والقضائية ومنظمات حقوق الانسان غير الحكوميةquot;.

وبين القربي ان حضور وفد يمني رفيع المستوى الى جلسة مجلس حقوق الانسان quot;يجب ان يزيل اية صورة سلبية لدى الدول الاعضاء عن تقصير الحكومة اليمنية في القيام بمسؤولياتهاquot;.

واكد اعتراف وفد بلاده بأن quot;الصراعات السياسية واليات مكافحة التطرف والارهاب تلقي بظلالها على اوضاع حقوق الانسان في كل دول العالم بلا استثناءquot; داعيا الى quot;البحث عن حلول للصراعات والازمات في العديد من مناطق العالم وتهيئة مناخ العدل وفرص العيش الكريم والحكم الرشيدquot;.