عبد اللطيف المنيّر |
باريس: اعتبر ناشط سوري أنّ النظام نجح ، بسحب اعتراف من الثورة بطريق غير مباشرة وذلك بأسلمتها بعد أن اتهمها بداية بالسلفية تارة وبوقوف الإسلاميين ورائها تارة ثانية، خصوصا بعد سيطرة الإسلاميين على المجالس الانتقالية.
ورأى الناشط السوري المقيم في الولايات المتحدة الأميركية عبد اللطيف المنيّر في حديث مع quot;إيلافquot; أنّ quot;هذا الاعتراف جاء بعد أن ربطت الثورة نفسها بالمعارضة وخصوصا الخارجية منها، وبعد أن انضوت تحت المجلس الوطني السوري ndash; اسطنبول، ذلك المجلس الذي يدرك تماما الغرب مَن يسيطر عليه، وبأنه تحت القيادة الإسلامية للإخوان جناح البيانوني ممثلاً بمساعده السيد عبيدة نحاسquot;، والذي اعتبره quot;المقاتل الشرس لتحطيم كافة تيارات المعارضةquot;.
ولفت المنيّر إلى أنّ quot;هذا الانضمام للثورة جعل الغرب ينكفئ ويكف يده عن دعم الثورة، وأحجم عن مطالبته بإسقاط النظام السوريquot;.
وأضافquot; إن قصور الرؤية السياسية للثورة وتنسيقياتها، وعدم الفهم الدقيق للمعادلة الدولية في التعاطي بالإستراتيجيات، وخصوصا مع شقها الأول بأن المجموعة الغربية عامة وأميركا خاصة لن ترضى أن يسقط النظام ويحلّ مكانه الإخوان المسلمين. ذلك أن الثورة وضعت نفسها في عنق الزجاجة، وركبت حافلة معطلة موجودة في اسطنبول بينما ركابها في سوريا quot;.
وقال quot;فشلت أيضا في الشق الثاني من المعادلة، ولم تقدم الثورة ومن رحمها البديل الصالح الذي كان سيوفر الوقت عليها إضافة إلى تقديم عدد أقل من الضحاياquot;.
وأفادquot; كان للثورة فرصة في التعامل مع الغرب مباشرة دون وسطاء، معللاquot; الغرب يعلم جيدا أن الإسلاميين لن يكونوا غطاء لكل السوريين، وخصوصا الأقلياتquot;.
وأشار إلى quot;أن أميركا تعلم علم اليقين، أن الإسلاميين يصرّون على أن الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا من مصادر التشريع وأن دين رئيس الدولة الإسلام، كما يصرون على كلمة العربية بين الجمهورية والسورية، حيث تم انسحاب الإخوان من أحد مؤتمرات المعارضة، وكذلك الإخوة الأكراد احتجاجا على تلك الفقرات وعلى ذلك الإصرارquot;.
وأكد أيضا على تصريحات البطريك الماروني الراعي ومن باريس بأن ذهاب النظام السوري سيكون بعده خطر على الطائفة المسيحية هناكquot;.
واعتبر أنه quot;بعد أسلمة الثورة السورية، وبناء على عدة مصادر من خلال شخصيات موثوقة ونقلا عن الخارجية الفرنسية، تحجم فرنسا عن المضي قدما بمساعدة الثورة السورية في تحقيق مطلبها بإسقاط النظام السوريquot;.
ويضيف: وبعد الخطر بربط الثورة السورية مع المعارضة التي يحتكرها الإخوان بأجنحته الثلاث ndash; بيانوني، الشقفة، وطيفور، للسيطرة على مفاصل وأضلاع المعارضة، يكمن هناك خطر آخر أشد وطأة على كل ما حصل من إخفاقات لهؤلاء الإخوان خلال الستة أشهر من عمر الثورة، وهو شراكتهم مع معهد بروكينغز للدراسات الأميركي والذي يدير مركز صبان للشرق الأوسط بدعوة مائتي شخصية سورية على رأسهم المحامي البيانوني لحضور لقاء بالدوحة في قطر مطلع الشهر القادم ndash; أكتوبر، ومن أهم المدعوين وبإصرار، الشيخ العرعور الذي يشكل ضلعا مهم من أضلاع الثورة السورية ومحركا أساسا في دفع شباب سوريا للخروج إلى الشوارع، ذلك الاجتماع ومن مهامه الأولى هو التسويق للمجلس الوطني السوري وإقناع العرعور بأن يكون ضمن توليفة المجلس العتيدquot;.
لكن المنيّر استطرد قائلا quot; إلى اللحظة لا نعلم بأن الشيخ العرعور قد قبل الدعوة أم رفضها، بكل الأحوال إن قبلها ستكون آخر خنجر يغرز في ظهر الثورة السورية من قبل الإخوان خاصة، ومن المعارضة التي تجلس تحت عباءتها بشكل عامquot;.
وشدد quot;لا يخفى على أحد، أن مدير معهد بروكينغز للدراسات مارك أندك وهو السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، وهو مساعد في وزارة الخارجية الأميركية ومساعد خاص للرئيس الأميركي بل كلينتون أثناء فترة حكمه، ومدير سابق للشرق الأدنى وجنوب أسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، وحاليا هو مدير العلاقات الخارجية للمعهد. ذلك المعهد وشخص مديره ممن ساهموا مع اللوبي اليهودي ايباك بالوقوف بوجه إدارة جورج بوش الإبن بالإدارة الأميركية السابقة لمنعها من إسقاط النظام السوري وقتها، وهم حاليا يقومون بذات الفعل مع إدارة أوباما، وبما يتناسب مع رغبة الحكومة الإسرائيلية في الإبقاء على النظام السوريquot;، على حدّ تعبيره.
لكن الأخطر من ذلك وبرأي المنيّرquot;، أنه ربما سمع من تلقوا الدعوة إلى الآن وعلى لسان الإخوان أثناء دعوتهم لتلك الشخصيات ولإغرائهم بالحضور، صرحوا لهم بأن هذه الدعوة هي رغبة أميركية ... أميركا على النقيض من تصرفات بروكينغز ومساعيه في مساعدة الإخوان لاحتواء المعارضة، ويبقى معهد بروكينغز رغم نفوذه هو مركز خاص غير ربحي بالرغم من نفوذه السياسيةquot;، موضحا quot;ربما من المرات القليلة التي تعترض أميركا على ضغوطات اللوبي اليهودي أيباك ونصائح معهد بروكينغز للدراسات، حيث هذه المرة أميركا تختلف تماماً بالرأي حول الملف السوري مع ذلك المعهد الخاص وذلك اللوبي. إنما ما يجعل أميركا عاجزة عن اتخاذ موقف تجاه النظام هو الشق الأول من المعادلة أعلاه، ومعضلة البديل للنظام السوري، حيث لا تريد أميركا أن تكون سوريا صومالاً آخر أو عراقاً آخر، ونظن أن النظام السوري نجح ببعثرة المعارضة وتفكيكها للوصول إلى هذه النتائجquot;.
وشدد المنيّر على quot;أن أسلمة الثورة خطر على الثورة وأشد عليها من عسكرتهاquot;، وتساءل quot;هل تنجح الثورة من تخطي عنق الزجاجة وتنفس الحرية بمعزل عن أجندات المعارضة التي سيطر عليها النظام من جهة، والإخوان المسلمون من جهة أخرى، أم تبقى في قمقم الصفقات والمتاجرة السياسية؟quot;
وكان السفير الأميركي روبرت فورد بدمشق تحدث مؤخراً عبر صحيفة الواشنطن تايمز عن : quot;...المخاوف التي تشعر بها مكونات من المجتمع السوري والتي لا يمكن تجاهلهاquot;.
واعتبر quot;ان على المجلس الوطني الذي اعلنت المعارضة السورية تشكيله أخيراً ان يُطمئن أفراد الأقليتين المسيحية والعلوية الى انهم لن يتعرضوا للاضطهاد على أيدي الغالبية السنية في أي حكومة جديدةquot;، مضيفاً quot;دعونا المعارضة السورية الى تطوير رؤية يتفقون عليها جميعهم في ما يتعلق بالدولة وطريقة عملها، واحدى القضايا المطروحة هي كيف ستتعامل المعارضة مع مسألة الدين والأقليات الدينيةquot;.
وتابع quot;على المعارضة ان تقدّم في نهاية المطاف ما يقنع المسيحيين أو العلويين بأن التغيير يخدم مصالح هذه المكونات على نحو أفضلquot;.
التعليقات