أجّج إعلان مجلس انتقالي في اسطنبول الخلافات بين أطياف المعارضة السورية، وخاصة بعد نشر قائمة لأسماء أعضاء المجلس تبرأ البعض منها، فيما نفى آخرون وجودها أصلاً، كما أعلن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) انسحابه من مؤتمر اسطنبول، مستنكرًا ما أسماه quot;التصريحات الصحافية غير المسؤولة، لاسيما تلك التي تضمنت موافقته على إنشاء المجلس الوطني السوريquot;.

ونفت الإعلامية السورية ميساء اقبيق أن تكون قد وافقت على وضع اسمها في القائمة. وقالت: quot;فوجئت بوجود اسمي في لائحة المرشحين في المجلس الوطني السوريquot;، وأعلنتquot; بأنها صحافية وإعلامية وكاتبة ولن تكون إلا كذلكquot;، وأشارت إلى عدم وجود quot;أدنى فكرة لديّ عن ترشيح اسمي، ولم أكن حاضرة في اسطنبول، ولا اعرف أكثر المشاركين، كما انه لم يتصل بي احد منهم ولم يعرض علي المسألة قبل ترشيح اسميquot;.

وأوضحت quot;أنني لست مشاركة في أية نتائج تنبثق من هذا الاجتماع، بما فيها أي انتخابات داخلية محتملةquot;. متمنية quot;ان يتغير الوضع القائم في سوريا إلى الأفضل بأقل الخسائر الممكنةquot;. وفي حين أكد الناشط السوري أديب الشيشكلي الذي ورد اسمه في قائمة المجلس على عدم وجودها، وقال كل ما أشيع عن مجلس انتقالي هو افتراء غرضه التخريب على اجتماع اسطنبول، ولا توجد هناك لوائح أسماء كما نشر على بعض المواقع. كما من المتوقع أن يعلن آخرون أنهم لم يكونوا في اجتماع اسطنبول، ولم يمنحوا موافقتهم على وجود أسمائهم في القائمة.

من جانبه أعلن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)، انسحابه من المشاورات التي ضمت عدداً من الجهات السورية المعارضة في الاجتماع التشاوري الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية.

مع إعلانه هذا في بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، رغب quot;المؤتمرquot; توضيح مجموعة من الأمور، التي أحدثت إرباكاً والتباساً، لا وقت لهما، في ظل العمل من أجل إنهاء نظام بشار الأسد الوحشي والفاقداللشرعية الوطنية، خصوصاً محاولات زجّ اسم المؤتمر السوري للتغيير، من قبل جهات محسوبة على المعارضة السورية، في اتفاقات وهمية، عبر تصريحات غير مسؤولة، تضمنت معلومات غير صحيحة.

وأكد المؤتمر السوري للتغيير، نهجه المُعلَن، بأهمية التواصل مع كل أطياف المعارضة السورية، لتحقيق الهدف المنشود بالتخلص النهائي من نظام الأسد، ورصّ صفوف هذه المعارضة للهدف نفسه، يؤكد على أن المشاورات التي أجراها عدد من أعضائه المكلفين، لم تتضمن أية اتفاقات مسبقة، حول أية قضية كانت، بما في ذلك إعلان المجلس الوطني السوري.

كما أكد أيضاً، التزامه بالنهج العملي والعلمي، لا الارتجالي، ويلتزم بثوابته الديمقراطية، التي تحتم العودة إلى الهيئة الاستشارية المنبثقة منه، في القضايا المحورية التي تشكل تحولات وانعطافات في مسيرة عمله.

وشدد المؤتمر السوري للتغيير، quot;على أنه يؤيد الخطوات والجهود والاتصالات، الرامية إلى توحيد مواقف المعارضة السورية، بصورة مقبولة للأطراف الرئيسة، وفي مقدمتها أهلنا في سوريا، الذين يواجهون حرب إبادة على أيدي نظام الأسد وعصاباته المحلية والخارجيةquot;.

ويشدد في الوقت نفسه، على أنه لن ينخرط في أية خطوات وجهود واتصالات، لا تستند إلى أرضية صلبة، ولا تأخذ في الاعتبار المعايير الديمقراطية، بما في ذلك تشكيل مجلس وطني. وقد اشترك المؤتمر السوري للتغيير، في الاجتماع التشاوري في اسطنبول، بدافع من هذه الثوابت-المنطلقات، وقدم اقتراحاته على أساسهاquot;.

واستنكر المؤتمر السوري للتغيير، ما أسماه quot;التصريحات الصحافية غير المسؤولة، لاسيما تلك التي تضمنت موافقته على إنشاء المجلس الوطني السوريquot;. وأكد quot;أنه لن يتسامح مع أي فرد (أو أية جهة) يقوم بإطلاق مثل هذه التصريحات في المستقبلquot;.

فـ quot;المؤتمرquot;، بحسب البيان، لا يعمل بذهنية الأمر الواقع، لأنه هو الذي يساهم في صناعة الواقع، مستنداً إلى مكوناته السياسية المتناغمة، التي تجمعت تحت مظلة واحدة، وفق المبادئ الديمقراطية، ومفهوم الإشراك. وعلى هذا الأساس، كان حراكه، وسيكون في المستقبل أيضاً.

يذكر أن المؤتمر السوري للتغيير، عُقد في أنطاليا بتركيا في الفترة الواقعة ما بين 31 أيار/ مايو و3 حزيران/ يونيو، بمشاركةغالبية القوى والأحزاب السياسية والشعبية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية المستقلة.

وبلغ عدد المشاركين 420 شخصاً، انتخبوا في نهاية المؤتمر، هيئة استشارية مكونة من 31 شخصاً، تم تفويضها بالعمل على الوقوف إلى جانب الثورة الشعبية العارمة في سوريا ودعمها. وكانت الهيئة الاستشارية قد انتخبت بدورها مكتبها التنفيذي المكون من 10 أعضاء.

وقد طالب المؤتمر السوري للتغيير في بيانه الختامي، باستقالة رئيس النظام السوري بشار الأسد من كل مناصبه، ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية، إلى أن يتم تشكيل مجلس انتقالي، يقوم بوضع دستور جديد، والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية في البلاد، بعدما شدد المؤتمر على أن الشعب السوري يتكون من قوميات عديدة، عربية وكردية وآشورية وسريان وتركمان وشركس وأرمن وسواهم.

وكان الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية أعلن انسحابه من مؤتمر بروكسل رغم دعوته إلى توحيد المعارضة عبر مبادرة ارسلت للمؤتمرات التي عقدت في أوقات سابقة.

وكان المنسق العام للائتلاف هيثم رحمة قال لـquot;إيلافquot; لقد فكرنا بالأمر ملياً وتأكدنا من أن المطلب الملح هو توحيد المعارضة، وليس برلمان سوري مؤقت، تملأه المعارضة وليس ممثلي الشعب

ومع تغييب كل المؤتمرات باستثناء انطاليا الذي لديه شروط على المسالة أيضاً رأينا عدم المشاركة وهكذا كان، ولم نصدر البيان المقتضب إلا للتأكيد للفرقاء والكتل التي وافقت وساندت مبادرتنا لتوحيد المعارضة

quot;مؤكدا quot;أننا ماضون في مبادرة توحيد المعارضة وبالتعاون مع كل المؤتمرات التي عقدت وعدم تغييب أو إقصاء أحد من أطراف المعارضة السورية الوطنيةquot;. وكان المعارض السوري وحيد صقر نفى لـquot;إيلافquot; أيضًا في وقت سابق انه وافق على وضع اسمه في مجلس انتقالي آخر جرى الإعلان عنه سابقا مع الشيخ العرعور وعدد من المعارضين السوريين.