نجاح ابراهيم

قال ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن هناك مرشحين إسلاميين للرئاسة غير مؤهلين للحكم، ووصولهم سيمثل كارثة على البلاد، كما أكد سعي المجلس العسكري بأن يكون الرئيس القادم ذات خبرة سياسية، تجنّب مصر الوقوع في أزمات سياسية مع الدول المجاورة، وخاصة إسرائيل.


القاهرة: انتقد إبراهيم التصريحات التي خرجت من قبل قيادات في الجماعة بتحريم تقديم التهنئة للأقباط في أعياد الميلاد، قائلاً إن ذلك يخالف تسامح الإسلام، كما أكّد في مقابلته مع quot;إيلافquot; أن المجلس العسكري والإخوان سيحددون الرئيس القادم للبلاد، وهناك من سيقف بجانبهم ويقدم الدعم لهم، والتصريحات التي تنفي ذلك ما هي إلا تصريحات سياسية، كما أبدى الدكتور ناجح إبراهيم تأييده لحملات تفتيش منظمات المجتمع المدني.

كيف تفسر تصريحات المهندس عاصم عبد الماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية عن تحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد ؟

الشيخ عاصم يمثل رأي الجماعة وفكرها، ولكن أناأتكلم عن رأيي الشخصي. فالذين رفضوا الذهاب إلى الكنيسة، وتقديم التهنئة للأخوة الأقباط نظروا للأمر من منظور ديني بحت، على اعتبار أن هذا الاحتفال يخصّ ديناً يخالف الإسلام، ولكن هذا منطق خاطئ، حيث إن الاحتفال بالسيد المسيح لا يهم المسيحيين فقط، ولكن المسلمين أيضا فالإسلام قد اعترف بسيدنا عيسى والسيدة مريم وأحسن تكريمهم، وأنا أرى أن ذهاب المسلمين للتهنئة والمشاركة في احتفالات الأقباط نوع من المجاملة المطلوبة، والتي سيكون لها أهميةاجتماعية تؤكد ترابط نسيج المجتمع من مسلمين وأقباط، وقد أفتى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور القرضاوي بجواز تقديم التهنئة للأقباط في أعيادهم والأمر نفسه تقديم الأقباطالتهنئة للمسلمين في أعيادهم وهذا لا يعني أن كلّ طرف يؤمن بديانة الآخر.

لكن مثل هذه التصريحات تزيد من مخاوف الأقباط من الخطاب المتشدد للإسلاميين ؟

مثل هذه الفتاوى والتصريحات غير مناسبة للعصر الحالي، ومن الممكن أن تصدر داخل المسجد فقط، وهي لا تعبر عن أناس تريد أن تكون عنصرا أساسيا في حكم البلاد، فمن يسعى إلى ذلك لا بد أن يتمتع خطابه بالتسامح والمحبة نحو الآخر، والخطاب المتشدد لا بد من تغييره حتى تستقر البلاد، وهو خطاب لا ينتمي إلى سماحة الإسلام في شيء.

هل حصول الجماعات الإسلامية على عشرة مقاعد في المرحلة الأولى والثانية حتى الآن يمثل فشلا لها؟

ما تحقق ليس مفاجأة لنا، بل نعتبره نجاحا، فالجماعة الإسلامية هي الوحيدة من بين التيارات الإسلامية التي تحمّلت الضربات الأمنية في عهد مبارك فنكست بالمعتقلات حوالى(25 عاما) ، في حين أن الآخرين من التيارات الإسلامية استغلوا هذه الفترة في البناء والتواصل مع الشارع، حيث كانوا يسيطرون على المساجد بجانب تواصلهم الاجتماعي والاقتصادي والتربوي مع الناس، ما كوّن لهم أرضية بخلق أجيال أصبحت مرتبطة بهم، فكان من الطبيعي الحصول على النسبة الأكبر من التأييد والمقاعد في المرحلتين السابقتين من الانتخابات، وكل هذه العوامل لم تُتَح للجماعات الإسلامية، بل إن كل ما يخصها تم تدميره من بنية اجتماعية ودعوية فيكفي أن هناك شخصيات من الجماعة دخلت السجن بعمر 18عاما وخرجت منه بعمر 45 عاما.


هل الإسلاميون مؤهلون حاليا لإدارة شؤون الدولة والحكم؟

الإسلاميون درجات، فهناك ناس مؤهلون وآخرون غير مؤهلين وبعضهم بين الاثنين، ومعظمهم كانوا مهتمين في الفترة الماضية بأمور الدعوة وقيادة الجماعات، ولكن لم يكن لديهم خبرة في أمور إدارة الدولة والعمل السياسي، وقد تشهد الفترة القادمة من خلال تواجد أحزابهم في العمل السياسي، اكتساب الإسلاميين خبرة كبيرة في إدارة شؤون مصر.

ولكن لماذا ترى أن السلفيين تحديدا غير مؤهلين للوصول إلى حكم مصر؟

أنا لم أخصص السلفيين، ولكنني قلت إن بعض الحركات الإسلامية غير مؤهلة لإدارة شؤون مصر، والوصول للحكم الآن حيث إنها قد تحسن العمل في مجال الدعوة، ولا تحسن العمل السياسي، لأن وصول هذه الحركة للحكم قد يدير البلاد وفقا لمنظور وفكر الجماعة، ما قد يتسبب بكوارث ومصائب لا تحمد عقباها، وهذا الرأي لا يطال السلفيين تحديداً.

هل لديك مخاوف من وصول أحد من المرشحين الإسلاميين المحتملين للرئاسةللحكم؟

هناك أشخاص من بين المرشحين من دون ذكر أسمائهم، لا يملكون الخبرة والتجربة في العمل السياسي، وأنا أطالبهم بعدم الترشّح، حتى يكتسبوا هذه الخبرة لاحقا، وألا يصعدوا السلم مرّة واحدة، فمصر ليست باباللتجارب، ومن غير المسموح ارتكاب الأخطاء كما حدث مع القذافي في ليبيا، وكذلك الرئيس الراحل عبد الناصر جرب كل شيء حتى أصبحت مصر مدينة لجميع دول العالم، وعلى هذا فمصر تحتاج إلى شخص مخضرم، ونجاح أحد من المرشحين الحاليين ومن بينهم الإسلاميون قد يتسبب بحدوث كوارث للبلاد.

هل ترى أن المجلس العسكري جاد في عدم دعم مرشحين عسكريين للرئاسة؟

من الممكن الآن أن لا يدعم مرشحين عسكريين وأن يقبل بأن تكون الدولة مدنية، ولكن المجلس العسكري سوف يشترط على من يصل إلى الحكم، الخبرة والحنكة السياسية، بحيث لا يضع البلاد في مأزق سياسي وأمني باتخاذه قرارات عشوائية، ولا يشترط أن يتوافر في المرشح الذي يدعمه الجيش أن يكون عسكريا.

ولكن هناك اتهام للمجلس العسكري بأنه يريد خروجا آمنا بحيث لا تتم محاسبته بعد تركه للسلطة؟

هذا غير صحيح، فالمجلس العسكري يريد مرشحا عاقلاً،لا يتخذ قرارا بإعلان الحرب مع إسرائيل، ويدخل الجيش في دوامة وهو غير مستعد لهذا الأمر، لذلك كان المجلس العسكري يسعى إلى تأمين نفسه من الرئيس القادم، وأن يكون قرار الحرب صادرا عن المجلس العسكري والجيش وليس انفراديا من الرئيس، وأنا أرى أن الثورة لم تأت للانتقام ومحاسبة كل إنسان على (الفاضي والمليان)، فلا بد من اتباع سياسة التسامح حتى تقوم الدولة، ولنا قدوة في زعيم جنوب أفريقيا نلسون مانديلا الذي سامح الجميع بمن فيهم البيض.

كيف ترى المخاوف من حدوث كارثة في ذكرى الاحتفال بثورة 25 يناير؟

أرى أن حدوث تخريب وشغب يوم 25 يناير سيكون نهاية حقيقية لهذه الذكرى إلى الأبد وتشويها للثورة لدى الشعب، ولكن لو مرّ هذا اليوم بسلام فسيكون ذكرى جميلة. الأمر بيد المشاركين في إحياء الذكرى، لو كانوا يريدون الخير لمصر فعليهم الابتعاد عن الاحتكاك بالشرطة والجيش وإحراق المباني الحكومية.

ما تعليقك على مداهمة وتفتيش النيابة العامة مكاتب بعض منظمات حقوق الإنسان؟

هناك منظمات حقوقية تربح على حساب الشعب، وتتلقى أموالاً من الخارج منذ أيام مبارك من أجل إعداد تقارير تافهة ومن أجل أشياء قد تكون ضارة بالأمن المصري، وحان الوقت لأن تعمل هذه المنظمات بشفافية وتحت طائلة القانون والأجهزة، ووضع ما يدخلها من أموال تحت المراقبة، ونحن لم نر تقارير حقوق الإنسان تنشر ما كانت تتعرض له الجماعات الإسلامية من تعذيب في السجون، حتى وصل عددهم إلى (2000)، في حين كانت تهتم بتقاريرعن النقاب وختان المرأة، وللعلم مبارك كان يعلم جيدا من يحصل من هذه المنظمات على أموال خارجية، بشكل غير قانوني ولكنه تغاضى عن محاسبتهم مقابل السكوت عن كشف ما يحدث للإسلاميين من تعذيب في السجون والانتهاكات التي تحدث لهم. وكل من يعمل بمجال حقوق الإنسان يعلم جيدا أنها (سبوبة) كبيرة وأكثر من يعلم ذلك هم اليساريون.