الجمهوريون يملكون الفرصة للإطاحة بأوباما

سيبدأ الجمهوريون مساء اليوم اختيار مرشحهم في الانتخابات الرئاسية. وغالبًا ما يساعد مرشّحو الرئاسة الناجحون في إعادة تعريف أحزابهم، إلا أن الوضع مختلف في حملة هذا العام، وهناك فرصة حقيقية أمام الجمهوريين للإطاحة بأوباما خلال شهر تشرين الثاني، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي والشعبي.


القاهرة: في وقت سيبدأ فيه مساء اليوم الثلاثاء الجمهوريون اختيار مرشح لهم في انتخابات الرئاسة، هناك تساؤل واحد من الممكن أن يحدد مصير الشخص الفائز في نهاية المطاف، وهو: هل سيُعَرِّف المرشح الحزب أم إن الحزب هو من سيُعَرِّف المرشح؟.

قالت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن مرشحي الرئاسة الناجحين غالباً ما يساعدون في إعادة تعريف أحزابهم. فقد سبق لمبادئ حزب المحافظين، التي سار عليها رونالد ريغان، أن غيَّرت الحزب الجمهوري، حين أصبح مرشحه عام 1980.

كما سبق لبيل كلينتون أن أظهر نفسه باعتباره أحد الديمقراطيين الجدد، وهو ما ساعده كثيراًعلى الفوز، الذي حققه عام 1992. وفي حملة ترشحه للرئاسة عام 2000، استخدم جورج بوش مصطلح quot;المحافظ الرحيمquot; لإبعاد نفسه عن جناح الكونغرس الخاص بحزبه، الذي عَرَّفَه نيوت غينغريتش.

لكن يبدو أن عكس ما سبق هو الحاصل في حملة الترشح لانتخابات الرئاسة هذا العام. وقال هنا بيت ويهنر، أحد الخبراء الاستراتيجيين للحزب الجمهوري والمستشار السابق لدى إدارة الرئيس جورج بوش: quot;يبدو لي الأمر هذا العام أن الحزب هو الشمس والمرشحين هم الكواكب... فهم يحاولون أن يثبتوا للناخبين الابتدائيين أنهم جديرون بالثقة عندما يتعلق الأمر بالمنصة الأساسية للحزب الجمهوريquot;.

وقالت الصحيفة إن هناك فرصة حقيقية أمام الجمهوريين للإطاحة بأوباما خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بالنظر إلى وضعية الاقتصاد وحالة السخط الشعبي من بعض السياسات، فضلاً عن هشاشة موقف أوباما في ظل المشكلات التي تحاصره من الاتجاهات كافة.

غير أن الجمهوريين قد يرون أن هناك تراجعاً في حظوظهم، إذا ما كان مرشحهم مرتبطًا بشدة بجناح الحزب، الذي لا يحظى بشعبية في الكونغرس، والذي أصبح واجهةً للحزب الجمهوري على مدار الاثني عشر شهراً الماضية.

وقد لخصتأخيرًا مجلة الإيكونوميست الورطة التي يواجهها الجمهوريون، بقولها إنه في الوقت الذي ربما يتطلع فيه كثير من الناخبين المستقلين إلى منصة يمين وسط تتسم بصلابتها، فإن الحزب الجمهوري يرهق مرشحيه بمجموعة من الأفكار غريبة الأطوار والمتطرفة والرجعية.

ثم قالت الصحيفة إن هناك سبباً واحداً وراء رفض المرشحين وضع خلفية فلسفية جديدة، هو أن الجمهوريين متحدون أيديولوجياً مثلما كانوا على مدار سنوات. كما إنهم أكثر محافظة عمّا كانوا عليه أثناء فترة حكم ريغان، بفضل ضخّ الطاقة والأفكار من حركة حزب الشاي. وهو ما وضع تأثير جاذبية قويًا على المرشحين للرئاسة، في وقت ينظر فيه الديمقراطيون إلى المرشحين الجمهوريين باعتبارهم متوافقين مع جناح حزب الشاي المنتمي إلى الحزب الجمهوري.

وقال خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي جيف غارين: quot;يلعب حزب الشاي دوراً كبيراً في تعريف هذا الحزب، وهو ما استسلم له المرشحون. وهذا مصيرهم، وسيتعين عليهم التكيف معهquot;.

وهو الرأي الذي وافق عليه أحد الخبراء الاستراتيجيين المنتمين إلى الحزب الجمهوري، بعد رفضه الإفصاح عن هويته، حيث قال: quot;ما يحتاج أوباما فعله الآن هو أن يجبر المرشح الجمهوري على دعم جناح حزب الشاي التابع للحزب على مدار الأشهر التسعة المقبلة. فهل بمقدورك أن تربط المرشح بجمهوريي الكونغرس؟، فإذا استطاع فعل ذلك، فإنك تتحدث الآن عن مشكلة حقيقية؟quot;.

ثم مضت الصحيفة تتحدث عن حالة الجدال، التي قد تنجم في حال اختيار الجمهوريين حاكم ماساشوستس السابق ميت رومني، خاصة في ظل ما يثار حوله من أقاويل وعلاقته بحزب الشاي وأمور أخرى.

وقال وليام غالستون، الباحث في معهد بروكينغز ومستشار السياسة الداخلية في عهد الرئيس بيل كلينتون، إن رسالة رومني ليست رؤية إيديولوجية للحزب، وإنما تقديم لنفسه باعتباره رجل أعمال ذكيًا وعمليًا ومحافظًا.