احتفل الاقباط في مصر بعيد الميلاد في أجواء مفعمة بالاحتقان بعد العنف الذي تعرضوا له خلال العام المنصرم والمخاوف من هيمنة الإسلاميين على أول برلمان بعد سقوط نظام حسني مبارك في 25 يناير من العام الماضي.

وصول الإسلاميين في مصر الى الحكم يثير مخاوف لدى الأقباط

القاهرة: قالت سهير جمعة لدى خروجها من كنيسة في القاهرة بعد قداس عيد الميلاد، إن quot;المسيحيين لا يشعرون بالأمان، كنا نعتقد أن الثورة ستغير الكثير واننا سنشهد زمنا افضل ولكن العكسquot; هو ما حدث.

واعلنت السلطات أن أعدادا كبيرة من قوات الشرطة انتشرت منذ بعد الظهر الجمعة حول الكنائس لتأمين قداس عيد الميلاد الذي اقيم قبل منتصف ليل الجمعة/السبت.

وفي واشنطن، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى quot;حماية الاقليات المسيحية والاقليات من اديان اخرىquot;، مشيرا بصفة خاصة الى الاقباط المصريين الذين يمثلون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط.

وفي فرنسا، قام وزير الداخلية كلود غيان المكلف ملف الديانات، ببادرة تجاه الاقباط بحضوره قداس عيد الميلاد في كنيسة قبطية في منطقة باريس.

وتوجه العديد من المسؤولين والسياسيين المصريين مساء الجمعة الى مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في العباسية في وسط القاهرة للمشاركة في القداس الذي اقامه البابا شنوده الثالث احتفالا بعيد الميلاد.

وحضر القداس الرجل الثاني في المجلس العسكري رئيس اركان الجيش الفريق سامي عنان وعشرة اخرين من اعضاء المجلس الممسك بزمام السلطة منذ إسقاط حسني مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي.

واوفدت جماعة الاخوان المسلمين رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق منها محمد المرسي وامينه العام سعد الكتاتني للتهنئة بعيد الميلاد، الا انهما غادرا الكاتدرائية قبل بدء قداس عيد الميلاد.

وحقق الاخوان نجاحا كبيرا في الانتخابات التشريعية التي بدأت في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وينتظر ان يفوزوا بقرابة 40% من مقاعد البرلمان ليصبحوا بذلك اكبر قوة سياسية في البلاد.

وحلّ حزب النور السلفي في المرتبة الثانية بفوزه بقرابة 20% الى 25% من اصوات الناخبين.

واحتفظ الاخوان وحزب النور بموقعيهما بعد الجولة الاولى من المرحلة الاخيرة للانتخابات التي اجريت الثلاثاء والاربعاء الماضيين.

وضاعف الاخوان من تصريحاتهم التطمينية للاقباط ودعوا شبابهم الى المشاركة في حماية الكنائس ليلة عيد الميلاد.

لكن الاقباط الذين يشكلون 6% الى 10% من اجمالي السكان في مصر البالغ عددهم 82 مليون نسمة، قلقون من الصعود غير المتوقع للسلفيين.

ويقول فايز عبده، وهو مسيحي اخر شارك في قداس الميلاد، ان quot;الاخوان المسلمين يدلون بشكل عام بتصريحات متوازنة ولكننا نخشى السلفيين الذين يؤكدون في تصريحاتهم إن المسيحيين كفار وانه لا يمكنهم تولي مناصب رسميةquot;.

وقال البابا شنوده الثالث في عظة عيد الميلاد ان مصر quot;تمر بمرحلة انتقالية حرجة ولكنها ستمر منها بكل خير وسلامquot;.

واشاد البابا بدور الجيش المصري quot;الذي قدم كل التضحيات من اجل مصر وشعبهاquot;.

وجاءت كلماته على الرغم من غضب نسبة كبيرة من الاقباط بسبب قمع الجيش لتظاهرة قام بها شبابهم في ايلول/سبتمبر الماضي ما اوقع 25 قتيلا معظمهم من المسيحيين. وادى هذا القمع الى تزايد الشعور بالتمييز في اوساط الاقباط.

ومنذ سقوط مبارك، وقعت العديد من اعمال العنف وخصوصا الاشتباكات التي شهدها حي امبابة الشعبي في القاهرة في 12 ايار/مايو والتي سقط خلالها 12 قتيلا واكثر من 200 جريح.