يصل إلى الرياض الأسبوع الجاري المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان مارك غروسمان قادما من أنقرة في إطار جولة تقوده أيضا إلى الإمارات وأفغانستان وقطر quot;دعما لعملية المصالحة الأفغانيةquot;

وقال بيان للسفرة الأميركية في العاصمة السعودية إن غروسمان سيتوجه إلى أنقرة والرياض وأبو ظبي وكابول والدوحة في الفترة ما بين 15 و27 يناير الجاري. بهدف دعم عملية المصالحة في أفغانستان كجزء من استراتيجية أكبر للولايات المتحدة الأميركية لدعم سلام أفغانستان واستقرارها وازدهارها الديمقراطي بصورة متزايدةquot;.

يشار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت الأربعاء الماضي أن quot;الولايات المتحدة مستعدة لدعم عملية المصالحة ونشارك في هذا حيث نعتقد أنها تحمل وعدا بوضع حد لهذا النزاعquot; في أفغانستان بين الحكومة وطالبان.

ووفقا للبيان فقد طلبت كلينتون من غروسمان الذهاب إلى أفغانستان quot;لمواصلة المشاورات مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وغيره من الأفغان ومع الحكومات الإقليمية الأخرى كذلكquot;.

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية الخميس إن الولايات المتحدة أصبحت أقرب إلى بدء محادثات سلام مع حركة طالبان إذا دعم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إجراء تلك المفاوضات.

وسوف يتوجه الممثل الخاص لأفغانستان وباكستان مارك غروسمان الذي كان يجتمع سرا مع مفاوضي طالبان لأكثر من عام، إلى كابول الأسبوع المقبل للعمل على تفاصيل المحادثات المستقبلية.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس quot;ليس لدينا أي فكرة حول ما ستؤول إليه هذه المناقشات أعتقد أن كل واحد منا يفكر بواقعية حول ما هو ممكن، ويشمل ذلك بالطبع الرئيس كرزاي الذي يتحمل المسؤولية والنتائج المترتبة على أي مناقشات من هذا القبيل.

واعترفت كلينتون بوجود مناقشات حول فتح مكتب لحركة طالبان في دولة قطر ونقل بعض سجناء طالبان المحتجزين في خليج غوانتانامو كجزء من دعم الولايات المتحدة لجهود المصالحة الأفغانية.

ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة لبحث مستقبل الوضع في أفغانستان.

والأسبوع الماضي عبرت حركة طالبان عن استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وقال بيان للحركة إنها على استعداد لفتح مكتب لها في الخارج من أجل بدء عمليات quot;التفاوض مع الأجانب.

وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان مكتوب: quot;لقد جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي مع قطر وأطراف محترمة أخرىquot;وأضاف إن الحركة تطالب بالإفراج عن عناصرها في معتقل غوانتانامو الأميركية بكوبا، لقاء الموافقة على افتتاح المكتب.

كما أضاف مجاهد أن الحركة quot;على استعداد أيضاً للتفاوض داخل البلاد.

وتابع بالقول: quot;إمارة أفغانستان الإسلامية حاولت على الدوام حل المشاكل مع الأطراف الأخرى عبر الحوارquot;.

ويعتقد أنها المرة الأولى التي توافق فيها حركة طالبان التي حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001 قبل أن يسقط نظامها بفعل التدخل العسكري الأميركي،على التفاوض مع واشنطن دون اشتراط انسحابها المسبق من البلاد، غير أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان مجاهد يتحدث باسم كافة أجنحة الحركة التي تفتقد أحياناً إلى بنية قيادية صلبة.

ومن المعروف انه تم تسمية السفير السابق، مارك غروسمان، كمبعوث الولايات المتحدة لأفغانستان وباكستان خلفا للدبلوماسي الراحل ريتشارد هولبروك.الذي قضى بتمزق في الشريان الأورطي في 14 ديسمبر/كانون الأول2010.

وشغل غروسمان حاليا منصب نائب رئيس مجلس إدارة quot;مجموعة كوهينquot;،وهي شركة استشارية يرأسها وزير الدفاع الأميركي الأسبق، ويليام كوهينquot;، كما تولى منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في الفترة من عام 2001 وحتى 2005، كما عمل سفيراً للولايات المتحدة في تركيا لمدة ثلاثة أعوام من عام 1994 وحتى 1997.

وسبق وأن وضع غروسمان، في تقرير للأمم المتحدة، خطة إيجابية لتحويل زراعة الأفيون الذي تنتشر زراعته في مساحات شاسعة بأفغانستان إلى وقود حيوي صديق للبيئة قائلاً إن أهداف بيئية وأخرى لمكافحة المخدرات تتحقق في هذا النوع من المشاريع.

وجذب غروسمان الأنظار إبان عهد الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، بانتقاده مقترح المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 بالإضافة إلى أنها quot;مؤسسة سلطة دون رادع.quot;