هل يدبّر شافيز لقاءاته الجماهيرية laquo;لإخفاء الحقيقةraquo;؟

يبدو الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز واثقا إزاء نجاح علاجه من السرطان بحيث أنه أعلن نيته خوض انتخابات الرئاسة المقبلة. لكن مصادر طبيّة تقول إنه أول من يعلم أنه يشرف على نهاية الطريق وأنه قد لا يبقى على قيد الحياة حتى ذلك الموعد نفسه.


لندن: منذ عودته من إقامته الأخيرة في كوبا لتلقي العلاج الكيميائي من سرطان لم يُحدد مكانه، أعلن الرئيس الفنزويلي أنه شفي تماما من المرض وأن الفحوصات أثبتت خلو جسده من أي خلايا خبيثة. بل انه مضى ليعلن نيته خوض انتخابات الرئاسة في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل سعيا وراء ست سنوات أخرى في ولاية ثالثة له.

لكن مجلة laquo;فيجاraquo; البرازيلية نقلت عما اسمتها laquo;مصادر طبية قريبة من شافيزraquo; (56 عاما) مناقاضتها لهذا التصريح، قائلة إن الورم الخبيث انتشر وتمكن من جسده بحيث صارت أمامه أشهر معدودة على قيد الحياة. وأضافت أنه على الأرجح سيكون قد رحل عن الدنيا قبل موعد تلك الانتخابات.

ومع ذلك فقد أطل الرئيس الفنزويلي على الأمة عبر خطابه التلفزيوني والإذاعي الأسبوعي بعد انقطاع دام سبعة أشهر كان يخضع فيها للعلاج الكيماوي بالعاصمة الكوبية هافانا. فجدد قوله إنه تعافى تماما من المرض، ووعد بقيادة البلاد ستة أعوام أخرى في ولاية ثالثة.

على أن مجلة laquo;فيجاraquo;، التي تداولت الصحف البريطانية موضوعها، قالت إنها تمكنت من الوصول الى مصادر طبية عليمة بحالة الرئيس. فقالت لها إن السرطان بدأ في القولون والبروستاتا، لكن الجرّاح الكوبي الذي أجرى العملية على البروستاتا لم يوفق تماما في إزالة الورم الخبيث بأكمله منها. وأدى هذا الى انتشار المرض في عدد من أعضاء جسده بحيث وصل الى العظم نفسه. ومع هذه الحال صارت أيامه على قيد الحياة معدودة بحساب الشهور إن لم يكن الأسابيع.

وقالت المجلة إن الأطباء الفنزويليين أبلغوا شافيز لأول مرة بنبأ إصابته بالسرطان في آب (اغسطس) 2011. ومنذ ذلك الحين بدأوا علاجه على الجبهات الثلاث الممكنة وهي الجراحة والعلاج الكيميائي والأشعة. لكنها فشلت جميعا في القضاء على المرض فاقترحوا عليه التوجه الى أوروبا، إلا أنه رفض.

ومضى شافيز ليخبر أطباءه، سواء في فنزويلا أو كوبا، بأنه لن يُخضع نفسه لجلسات العلاج الكيميائي المطوّلة وإنما سيكتفي بجرعات مكثفة سريعة حتى يستطيع مزاولة مهامه الرئاسية وبدء حملته للانتخابات الرئاسية. لكن هؤلاء قالوا إن ظهور الرئيس وحديثه عن شفائه ولقاءاته المتلفزة بهذا وذاك كلها واجهة مرسومة بدقة، وإنه يعلم أن أمده على قيد الحياة صار أقصر مما يتصوره الكثيرون.

والشهر الماضي أوردت laquo;إيلافraquo; تصريحا فاجأ به الرئيس الفنزويلي العالم عندما اتهم الولايات المتحدة بأنها، بما تملكه من تكنولوجيا بيولوجية، تقف وراء تفشي داء السرطان في أوقات متزامنة تقريبا وسط خمسة من رؤساء أميركا الجنوبية، تصنّفهم في خانة أعدائها لأن حميعهم يساريون.

وقال إنه ليس من قبيل الصدفة أن يصاب هو بالسرطان على شاكلة أربعة رؤساء آخرين في المنطقة وجميعهم في غضون سنة واحدة. وهؤلاء الذين يشير اليهم شافيز هم: كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر، رئيسة الأرجنتين التي صارت آخر من يعلن نبأ إصابته بالسرطان (الغدة الدرقية)، وديلما روسيف رئيسة البرازيل، وسلفها لويز ايناسيو لولا دا سيلفا، إضافة الى فيرناندو لوغو رئيس الباراغواي.

وقال شافيز إنه يأمل في تنظيم قمة لقادة أميركا الجنوبية laquo;الذين وقعوا فريسة للسرطان في غضون سنة، لأن من الصعب تفسير ما حدث لنا نحن بعض قادة القارة حتى بتوظيف قانون الاحتمالات الحسابية. هل من الممكن ان يكون الأميركون قد اخترعوا تكنولوجيا جديدة لنشر السرطان قد لا نحيط بأسرارها علما حتى خلال السنوات الخمسين المقبلةraquo;؟

شافيز قبل العلاج الكيماوي وبعده

وأضاف إن صديقه الزعيم الكوبي فيديل كاسترو نصحه مرارا بقوله: quot;كن دائما على جانب الحذر وتنبّه حتى لما تتناوله من طعام. فالأميركيون طوّروا تكنولوجيا جديدة خطيرة للغاية.

بوسعهم غرس إبرة صغيرة في جسدك تودي بحياتك... هكذاquot;! وقال إن كاسترو حكى له تفاصيل المحاولات العديدة لاغتياله منذ توليه السلطة في 1959 من جانب عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية laquo;سي آي ايهraquo; وبأوامر مباشرة من البيت الأبيض على تعدد الجالسين في مكتبه البيضاوي.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها شافيز الأميركيين بمحاولة قتله منذ انتخابه رئيسا للمرة الأولى في 1999. ففي 2005 وصف الولايات المتحدة بأنها laquo;أكبر إرهابي في التاريخraquo;. وقال في خطابه الاسبوعي على الراديو والتلفزيون: laquo;إذا رحت ضحية اغتيال فهناك شخص واحد سيكون مسؤولا عن هذا وهو الرئيس الأميركي (جورج دبليو بوش وقتها)raquo;.