انطلقت اعمال القمة الثالثة العربية الاميركية اللاتينية الثلاثاء في ليما عاصمة البيرو في أجواء هيمنت عليها التطورات المتفاقمة في سوريا، في حين أن الهدف الاساسي كان ارساء تبادل مثمر بين هاتين المجموعتين.
ليما: هي المرة الثالثة التي تعقد فيها قمة بين دول اميركا اللاتينية ودول الجامعة العربية منذ انشائها في البرازيل عام 2005. وكان موعد هذه القمة ارجىء مرتين بسبب الربيع العربي.
ولم يحضر الى هذه القمة سوى ثلاثة رؤساء عرب هم اللبناني ميشال سليمان والتونسي المنصف المرزوقي وعاهل الاردن عبدالله الثاني. ويشارك في اعمال هذه القمة ممثلون عن 20 من دول القمة الثلاثين.
يشارك في اعمال القمة الثالثة العربية الاميركية اللاتينية ممثلون عن 20 من دول القمة الثلاثين |
واذا كان النقاش قد تركز بين مندوبي الدول المشاركة على كيفية فتح اسواق جديدة وايجاد بيئة ملائمة للاستثمارات، فإن كلمات قادة الدول ركزت على الملف السوري.
والقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الكلمة الافتتاحية التي حذر فيها بأن الازمة في سوريا قد تكون لها تداعيات quot;كارثية، ليس فقط على سوريا بل على المنطقة برمتهاquot;.
وقال العربي إن quot;الازمة السورية تمثل تحدياً رئيسياً للدول العربية في هذه اللحظة. إن تداعيات الازمة قد تكون كارثية ليس فقط على سوريا بل على العالم العربي بأسرهquot;، داعيًا الى quot;العمل لوضع حد للعنف في سورياquot;.
وذكر بأن quot;كل مبادرات السلام لم تفضِ الى أي نتيجة، ولم يتم ايجاد أي حل لمعالجة الوضع من وجهة نظر سياسيةquot;، لافتًا الى الدور الذي اضطلع به الموفد الدولي السابق كوفي انان وخلفه الاخضر الابراهيمي.
واضاف quot;يجب انهاء جرائم الألة العسكرية للدولة السورية والعنف الذي تمارسه المعارضة، علينا أن نوقف النزفquot;.
وتابع العربي quot;نريد أن يحصل الشعب السوري على ما يطمح اليه، الديموقراطية في البلادquot;.
من جهتها قالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف إن quot;دول اميركا اللاتينية والدول العربية تستطيع لعب دور في الازمة السورية لكي يوافق الطرفان على الدخول في طريق السلام والحوارquot;، معتبرة أن الطريق الوحيدة لتحريك الوضع هي الحوارquot;.
وانكب وزراء خارجية الدول المشاركة على مناقشة البيان الختامي المتوقع اقراره قبل عرضه على القمة مساء الثلاثاء وهو يحمل اسم quot;اعلان ليماquot;.
وكان نحو 400 رجل اعمال التقوا وناقشوا سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين المجموعتين، وعملت البيرو على دراسة اتفاقات تجارة حرة خصوصًا مع دول الخليج.
وقال وزير الطاقة والمناجم البيروفي خورخي ميرينو إن الاستثمارات المهمة ستتم في مجال الطاقة والصناعة الغذائية. واوضح أن الدول العربية تستورد 70% من المواد التي تستهلكها ما قد يفتح الباب امام مبادلات ضخمة مع اميركا الجنوبية.
وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه quot;مستعد للعب دور فاعل في المنطقةquot; لتشجيع المبادلات التجارية.
واطلق الرئيس اللبناني فكرة انشاء quot;امانة عامة لدول اميركا اللاتينية والدول العربية يكون مقرها في لبنانquot;، مضيفًا quot;نحن مستعدون للعمل لتجسيد هذه الفكرةquot;.
كما دعا الى انشاء quot;مصرف استثمارات يكون مرتبطاً بالمصارف الوطنية التي يمكن أن تمول المشاريع المشتركةquot; من قبل الطرفين.
وهذه القمة هي الثالثة لهذا التجمع بعد قمة برازيليا عام 2005 وقمة الدوحة عام 2009.
وتغيب سوريا عن القمة بعد تعليق عضويتها في الجامعة العربية والباراغوي بعد تعليق عضويتها في اتحاد دول اميركا اللاتينية اثر اقالة البرلمان في حزيران/يونيو الفائت لرئيسها فرناندو لوغو.
التعليقات