ما السبب وراء الانشقاق الحاصل في قيادة حزب النور المصري؟ هل هو انشقاق سياسي بعد ما قيل من تنسيق مع شفيق ضد مرسي أم صراع على السلطة في رأس الهرم السلفي؟ أشرف ثابت يفشي الأسرار لـ quot;إيلافquot;.


القاهرة: يمر حزب النور السلفي بأزمات سياسية أدت إلى حدوث إنقسام بين الأعضاء، من أجل الصراع على رئاسة الحزب. وقد تفجرت الأزمة عقب الإعلان عن لقاء وفد سلفي بالفريق أحمد شفيق، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية، وذلك قبل إعلان النتائج النهائية في جولة الإعادة بساعات قليلة، حيث قام كل فريق بفضح الآخر وإتهامه بالخيانة.

كما ازدادت حدة الصراع على رئاسة الحزب بعد تعيين رئيس جديد، بقرار اتخذه بعض أعضاء الحزب، في الوقت الذي يؤكد فيه أعضاء آخرون على شرعية رئاسة الدكتور عماد عبد الغفور.

المهندس أشرف ثابت

إلتقت quot;إيلافquot; المهندس أشرف ثابت، المتحدث باسم جبهة المعارضة ومتزعم الإنقلاب على الرئيس الحالي حزب النور، ووقفت على آرائه في قضايا عديدة.

لقاء شفيق

ما حقيقة لقاء قيادات من حزب النور مع الفريق أحمد شفيق قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؟

كان اللقاء مبادرة من الدعوة السلفية وليس من الحزب، بهدف وقف نزيف الدماء الذي حدث بين جبهتي شفيق ومرسي قبل إعلان النتائج، وتهديد كل فريق بحرق مصر لو لم تأتِ النتائج لصالحه. إلتقى الوفد أعضاء المجلس العسكري آنذاك وقيادات من حزب الحرية والعدالة، أي حزب الرئيس محمد مرسي، ثم كان لقاء مع الفريق أحمد شفيق الذي تفهم الوضع ووعد بقبول نتائج الانتخابات مهما كانت.

هل نال اللقاء موافقة أعضاء حزب النور السلفي؟

اللقاء تم بعيدًا عن الحزب تمامًا، فالمبادرة أتت من الدعوة السلفية، لذلك شارك فيها الدكتور ياسر برهامي القيادي بالدعوة السلفية، ولم يتطرق اللقاء مع شفيق إلى أي مفاوضات أو تنسيق في حال فوزه بالرئاسة كما يتردد الآن. كما أن اللقاء لم يكن تراجعًا أو خيانة لمبادئ السلفيين برفض التحاور مع النظام السابق، بل تم لمصلحة البلاد ومنع أي دمار قد يحدث نتيجة الانتخابات.

ما حقيقية لقائك وحدك بشفيق؟

التقيت شفيق قبل ترشحه للرئاسة، حينما كنت رئيسًا للجنة تقصي الحقائق حول قتل المتظاهرين. وكان هدف اللقاء الإستماع إلى شهادته على الأحداث عندما كان رئيسًا للوزراء.

لكن تدني التصويت لصالح مرسي في الانتخابات الرئاسية في الإسكندرية وهي معقل السلفيين يؤكد وجود تنسيق مع شفيق؟

لا علاقة لنتائج الانتخابات في الإسكندرية بوجود الدعوة السلفية هناك. فالسلفيون انقسموا في الجولة الأولى حول دعم أبو الفتوح ومرسي. في الجولة الثانية، تم حسم المحافظة لمرسي، فالسلفيون لم يؤيدوا شفيق في الانتخابات.

خلافات النور

لماذا ظهرت الخلافات الآن داخل حزب النور؟

هناك تراكمات داخل الحزب وكانت قابلة للإنفجار في أي وقت. فالدكتور عماد عبد الغفور بدأ يتخذ القرارات بشكل فردي، من دون الرجوع للهيئة العليا. وعندما قرر إلغاء الانتخابات الداخلية للحزب على مستوى القاعدة بدأ الخلاف يظهر إلى العلن. فرئيس الحزب كان يريد إجراء الانتخابات على مستوى القمة والمناصب القيادية في الحزب، وهذا مخالف للائحة التي تنص على إجراء الانتخابات من القاعدة إلى القمة.

لكن ثمة شكاوى من أعضاء الحزب في المحافظات من مخالفة الانتخابات الداخلية للائحة؟

هذا كلام خاطئ، ولا وجود لآلاف الشكاوى التي قيل عنها، وقد أجريت الانتخابات في 19 محافظة، تم فيها اختيار أمناء المحافظات والوكلاء، ما يؤكد نجاح الاختبارات لتحويل المنتسب إلى عامل، لتشكيل الجمعية العمومية للحزب.

رئيسان!

لكن عماد عبد الغفور يرى أنه لا يحق للهيئة العليا تعيين رئيس حزب جديد؟

هذا صحيح. الجمعية العمومية للحزب هي الوحيدة التي لها الحق في إقالة رئيس الحزب وتعيين غيره، لكن الهيئة العليا قامت بتفعيل المادة 136 من اللائحة، والتي تنص على أن وكيل المؤسسين، وهو الدكتور عبد الغفور، يقوم بمسؤوليات رئيس الحزب إلى حين إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى فقط. هذا ما حدث، ويستمر رئيس الحزب في منصبه لحين اختيار جمعية عمومية للحزب عن طريق الانتخابات الداخلية. فرئيس الحزب لا يتمتع بصلاحيات منذ الانتخابات البرلمانية السابقة، وبناءً عليه تم تعيين سيد مصطفى رئيسًا للحزب لحين استكمال الجمعية العمومية واختيار رئيس جديد.

هل ساهم رفض عبد الغفور ترك رئاسة الحزب بعد تعيينه مساعدًا للرئيس مرسيفي ظهور الخلافات؟

عرضنا على الرئيس السابق فكرة ترك الرئاسة بعد تعيينه في الفريق الرئاسي، وتركنا له حرية القرار، لكني أرى أن الجمع بين رئاسة الحزب ومنصب مساعد الرئيس أمر متناقض، فما يكون موقف عبد الغفور في حال رفض الحزب قرارًا للرئيس؟ ثم أن عبد الغفور لا يستطيع توفير الوقت لمتابعة عمله في الحزب والرئاسة.

هل أتت إقالة عبد الغفور ردًا على قراره بتحويل أعضاء لجنة شؤون العضوية التي ترأسها للتحقيق؟

عبد الغفور

لا يستند قرار رئيس الحزب السابق إلى أدلة قانونية لعدم وجود دليل واضح على تجاوزات في الانتخابات الداخلية. وما الشكاوى التي قدمت ضد اللجنة إلا أقاويل لأنها كشفت ضعف عدد من الأعضاء من النواحي الثقافية.

هل يسير حزب النور نحو التجميد في ظل وجود رئيسين؟

أخطرنا لجنة شؤون الأحزاب بقرار الهيئة الشرعي بتعيين سيد مصطفى رئيسًا للحزب. لكن جبهة عبد الغفور لجأت إلى القضاء. وللحزب رئيس واحد لا رئيسان.

سلفية وإخوان

هل يرجع الصراع داخل النور إلى تدخل الدعوة السلفية في الأمور السياسية للحزب؟

أبدًا، إنما الخلاف يكمن في إتخاذ رئيس الحزب قرارات فردية من دون الرجوع للشورى والهيئة العليا للحزب. وليس للدعوة السلفية دور في الأزمة.

هل أنت مستعد لنبذ الخلافات في ظل وجود جهود للمصالحة؟

أنا على إستعداد للإجتماع مع الدكتور عبد الغفور بصفته زميلاً في الهيئة العليا للحزب وليس بصفته رئيسًا للحزب، لأنه فقد الشرعية منذ الانتخابات البرلمانية، ولا بد أن تقوم جهود الوساطة على هذا الأمر.

هل تسبب التحالف مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية القادمة في الفتنة بين السلفيين؟

نرى أن التحالف مع الإخوان لن يفيد، وأن السلفيين قادرون على خوض الانتخابات بمفردهم. في حين يرى الفريق الآخر جواز التحالف وهو تغيير للموقف بشكل مفاجئ. نؤكد أن قرار التحالف لا بد أن يعرض على الهيئة العليا للتصويت عليه.

هل تؤثر الخلافات داخل النور على الإستعدادات للانتخابات البرلمانية القادمة؟

على العكس، فالحزب مستعد للانتخابات، وسوف ينافس على جميع المقاعد. الخلافات حاصلة على مستوى القمة أما جسد الحزب فما زال سليمًا. ثمة إستعدادات قوية في المحافظات، وسوف نحصد عددًا لا بأس به من المقاعد قد يفوق ما حصدناه في الانتخابات الماضية.