حاجز عراقي على مدخل مدينة تكريت |
يبدو أن عملية الهروب الكبيرة التي حصلت في سجن تكريت لم تتم إلا بمساعدة نواب وسياسيين عراقيين قاموا بادخال الأسلحة إلى السجن. وأعلنت وزارة الداخلية أنها أعادت اعتقال 23 هاربًا منهم.
كشف النقاب في بغداد اليوم عن تواطؤ نواب وسياسيين متنفذين في عملية هروب 102 سجين من عناصر القاعدة وبينهم 47 محكومًا بالإعدام من سجن مدينة تكريت الشمالية الغربية من خلال إدخالهم أسلحة واجهزة هواتف وكمبيوترات نقالة إلى السجن، فيما أعلنت وزارة الداخلية أنها أعادت اعتقال 23 هاربًا منهم ونشرت أسماء وصور جميع الفارين لتسهيل عملية إرشاد المواطنين عنهم.
وقال عبد السلام المالكي النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي إن بعض السجناء الهاربين من سجن تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (180 كم شمال غرب بغداد) ليل 27 من الشهر الماضي، والذين تم القاء القبض عليهم، أكدوا في اعترافاتهم خلال التحقيق معهم تورط سياسيين متنفذين مع جهات خارجية وارهابية في توقيت وتسهيل عملية هروب 102 سجين بينهم 47 محكومًا بالاعدام من ضمنهم 5 من قادة تنظيم القاعدة.
وأضاف أنّ الجهات التحقيقية تمتلك حاليًا وثائق اعترافات مدعمة بتسجيلات صوتية تشير إلى علاقات على مستويات عالية بين بعض السياسيين وبين قيادات في الجماعات الارهابية ومنها تنظيم القاعدة حيث كان خلف حادثة هروب السجناء من سجن تكريت مخطط معد له مسبقًا على مستويات عالية وبتنظيم وتسليح خطير جدًا من خلال ادخال الاسلحة وبشكل منظم إلى غرف السجناء، إضافة إلى تعطيل كتعمد لاقفال القاعات الرئيسية الست في السجن، كما قال في تصريح صحافي مكتوب وزعه مكتبه الاعلامي اليوم.
وقال quot;المعلومات التي تم الحصول عليها من اولئك السجناء تفيد بادخال اجهزة موبايل وكمبيوترات إلى قيادات اولئك السجناء لتحديد ساعة الصفر لتنفيذ تلك العمليةquot;. وأشار إلى أنّ كل هذا جرى الاعداد له من قبل سياسيين متنفذين سيتم الكشف عن اسمائهم في الوقت المناسب لأن التحقيقات مازالت مستمرة وكشف الاسماء في الوقت الحاضر سيؤثر على سير التحقيق.
صور لسجناء هربوا من سجن تكريت |
وأشار النائب العراقي إلى أنّ هروب السجناء بوقت قياسي وتأمين خروجهم من محيط السجن ومن المنطقة برمتها دليل يؤكد وجود ارتباط على مستوى عالٍ مع اولئك السجناء مما سهل عبورهم السيطرات العسكرية من دون القاء القبض عليهم.
وأضاف أنّ مسؤول الجماعة الارهابية لم يحاول الهروب من السجن وعند استجوابه خلال التحقيق أكد وجود ارتباطات له مع برلمانيين كبار وأن بقاءه في السجن جاء بهدف الضغط على اولئك البرلمانيين من اجل اقرار قانون العفو العام العالق في مجلس النواب بسبب خلافات بين الكتل السياسية على اعتبار أن المصادقة عليه ستضمن خروج جميع المحكومين من نزلاء السجن البالغ عددهم 302 سجين من دون استثناء وبشكل رسمي.
وتساءل المالكي عن أسباب تأخر تنفيذ حكم الاعدام بالمحكومين به من السجناء، الامر الذي افلتهم من العقاب بهروبهم هذا. ودعا لجنة الامن والدفاع النيابية إلى تقديم تقريرها التفصيلي عن حادثة هروب السجناء وعرضها بكامل تفاصيلها وبأسماء المتورطين فيها إلى رئاسة البرلمان.
وأشار إلى أنّ مجرد عزل قائد شرطة تكريت عن منصبه لا يعتبر حلاً منطقيًا quot;كون الجريمة اكبر وتحتاج إلى محاكمات لشخصيات كبيرة ومتنفذة للقضاء على مثل هذه الانتهاكات الخطيرة والتي سيؤدي بقاؤها إلى انّفلات أمني كبير لا يمكن تداركهquot;، على حد قوله.
قائمة بأسماء الهاربين واعتقال 23 منهم
وبالتزامن مع الكشف عن هذه المعلومات أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال خمسة من السجناء الفارين مما يرفع عدد المعتقلين منهم إلى 23 هاربًا. ومن بين السجناء الهاربين تونسي الجنسية يدعى طارق طاهر فالح ذهب العوني وهو محكوم بالاعدام وفق المادة اربعة ارهاب. كما يوجد بين الهاربين سجناء اعمارهم صغيرة، وآخرون كبار في السن، لكن معظمهم ينتمون إلى عشائر البازي والمجمعي والحشماوي والقيسي في الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة صلاح الدين وغير البعيدة عن السجن.
والسجناء الفارون من تسفيرات تكريت، والذين نشر اسماءهم الكاملة موقع quot;المسلة العراقي، هم : quot;احمد ابراهيم فاضل النيساني و احمد جاسم محمود عبد الله السامرائي واحمد غازي عبد الجبار واحمد محمود جاسم احمد العزاوي واحمد ابراهيم حسن الحشماوي واحمد مندوب محميد الرفيعي وطارق طاهر فالح ذهب العوني ( تونسي الجنسية محكوم بالاعدام وفق المادة اربعة ارهاب) و طلال محمد حمود عبد البدري وعباس عوض حسن الدليمي وعبد الودود جاسم جروط الخزرجي وعدنان علي حاضر ابراهيم القيسي وعدنان مشعان عبيد الراشدي وعلي احمد خلف جاعد المجمعي وعلي خضير عبيد الراشدي وعلي خليل طه عبد المشهداني ومجبل صعوان فرعون الخزرجي ورائد حسن احمد الدراجي وحسن مرهج عباس رشيد البياتي quot;.
وتضم قائمة السجناء ايضا quot;محمد خلف حسن عمارة الباتي ومحمود هاشم عماش حسين الحمد ومكي حسن علي العباسي ومكي عبد الله سلطان العزاوي ووسام محمد علي العجيلي واوس حميد رشيد الجواري واوس سلمان جابر الالوسي وباسم هايس عباس الدليمي وتحسين علي مرعي الاسودي وجاسم عجاج صالح البازي وجنيد تركي احمد البازي وجواد هايس عباس الدليمي وحامد عبود فرج المحمدي وحذيفة الحشماوي وحسن خماس عمر الحمداني وربيع علي ياسين التكريتي وسرحان ذياب صالح الحشماوي وسرمد احمد سامي الدوري وسعد علي هاشم الحشماوي وسيف الله خلف عبد الله الرفيعي وشهاب احمد جبار الجواري وصباح نوري محمد عبد العيساوي وضياء خضر بتال وعباس قاسم عيدان وعبد الخالق احمد محمد عليوي القيسي وعبد الرحمن سليم وعبد السلام عبد الله عبود وعبد الله جاسم عليوي القيسي وعبد مكي مصلح مهدي الرفيعيquot;.
واشتملت القائمة كذلك على quot;علي حسين ياس عبد النعيمي وعمر طاهر خضير الدوري وعمر عبود شاكر البازي وفراس عماد سامي وفلاح حسن البياتي وقتيبة ماهر جاسم عمارة العباسي وقتيبة محمد ماجد الجواري وقصي حميد مخلف وماجد صالح محمد ومحمود عبد محمد حمد النيساني ومحمود كريم محمود ومروان ابراهيم حسين طه العزاوي ومشتاق صابر مصلح الجبوري ومكي طه محمد مصلح ومهند جاسم حمدان احمد الاحبابي ومهند جمال عبد القادر العباسي وموفق علي حويجه وناصر حميد منفي الحمداني وناظم محمد عبد الله فرحان الدليمي ونبيل عبد جاسم حمادي القيسي ووسام خالص سعود المجمعيquot;.
وكشفت وزارة الداخلية العراقية أن عملية هروب السجناء تمت بتواطؤ بعض عناصر الحماية في موقف التسفيرات، وأن الاسلحة التي استخدمها الارهابيون كانت قد دخلت إلى الموقف أثناء أوقات الزيارات العائلية. ورصدت الوزارة مكافآة مالية لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال السجناء الفارين، فيما عممت صور واسماء السجناء على الاجهزة الامنية والمطارات والمنافذ الحدودية في محافظات ديإلى وصلاح الدين والانبار ونينوى.
يذكر أن العديد من السجون المنتشرة في مختلف المحافظات شهد خلال الاشهر القليلة الماضية تكرار هروب السجناء وخاصة المطلوبين بقضايا quot;الإرهابquot;، حيث أعلنت وزارة العدل في الخامس من أب (اغسطس) الماضي عن إحباط محاولة لهروب نزلاء من سجن بغداد المركزي غرب العاصمة من خلال نفق حفره النزلاء فيما اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد التابعة لوزارة الداخلية، في نهاية تموز (يوليو) الماضي بعد استهدافها بسيارتين مفخختين أسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة، فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تطهير مبنى المديرية من المسلحين في هجوم استمر لخمس ساعات وأسفر عن مقتل ثمانية مسلحين وضبط خمسة أحزمة ناسفة.
وكان زعيم تنظيم دولة العراق الاسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ابوبكر البغدادي اعلن في كلمة صوتية في تموز (يوليو) الماضي عن شن عملية جديدة اطلق عليها اسم quot;هدم الاسوارquot; تستهدف اطلاق سراح سجناء التنظيم.
التعليقات