عدنان خاشقجي مع زوجته الثانية لورا بيانكوليني (عرفت باسم لمياء) التي تزوجها عام 1978

حياة مليئة بالإثارة والغموض، هذا ما سيكشفه الكتاب الذي يعتزم وسيط صفقات السلاح، الأشهر في تاريخ السعودية، عدنان خاشقجي إصداره ليتحدث عن علاقاته السياسية دون التطرق لحياته الخاصة.


يعتزم وسيط صفقات السلاح، الأشهر في تاريخ السعودية، عدنان خاشقجي إصدار كتاب يحوي مذكراته الخاصة، في نحو 530 صفحة، يتحدث فيها الملياردير المثير للجدل عن قصة صعوده في دنيا المال والأعمال، وعلاقاته السياسية، دون التطرق لحياته الخاصة، التي حاولت صحف دولية كبرى أن تجعل منها مادة مثيرة على صفحاتها.

وتلخص هذه المذكرات حياة مليئة بالإثارة، والغموض، جاوزت السبعين ربيعاً، لا يزال فيها خاشقجي محتفظًا برغبته في الكتابة والتأثير، من خلال كتابه المقبل الذي لن يتحدث فيه عن علاقاته النسائية، وزواجاته التي كان بعضها مكلفاً، حسب مقتطفات تنشرها quot;إيلافquot; من حوار جمعه مع ناشرها عثمان العمير.

ورغم كل شيء فلا يزال أبو محمد، خال دودي وشقيق سميرة بنت الجزيرة، في تمام حيويته الفكرية وهو يتابع أحداث المنطقة عن كثب، خصوصاً الربيع العربي، الذي يقول عنه إنه ليس إلا quot;مؤامرة غربية تهدف إلى السيطرة على المنطقة، لن يستفيد منها سوى إسرائيلquot;، على حد تعبيره.

الربيع العربي مخطط غربي

خاشقجي في إيطاليا

ويقول خاشقجي، الذي ذاعت شهرته يومًا على أنه الأغنى في العالم: quot;ما يحدث هو مخطط غربي من اكثر من ثلاثين عامًا... الهدف تقسيم المنطقة وتحويلها إلى دويلات، وكله لمصلحة إسرائيل التي تعمل أميركا من اجل اعتبارها الأقوى في المنطقة. اذا نجحوا في تقسيم مصر، فقد حققوا أغراضهم ، إنها بيضة القبان... مصر لم تستقر بعدquot;.

برز اسم عدنان خاشقجي من خلال الأدوار التي لعبها كوسيط في صفقات بيع السلاح بين الحكومة السعودية وشركات في الولايات المتحدة، حيث برز في هذا الميدان سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكان من أهم زبائنه شركة لوكهيد كوربريشن، ورايثون، وشركتا جرومان ونورثروب.

كما أنه لعب عدة أدوار على المسرح العالمي لدرجة جعلت اسمه يتردد في قضية إيران-كونترا، إذ قيل أنه كان الوسيط الأساسي في عملية تبادل الرهائن الأميركيين بالسلاح، إضافة إلى قصة بنك الاعتماد الذي يعتبر وجوده وزواله، قصة يسيل لها لعاب الصحافيين والقرّاء المغرمين بعالم الأسرار والسلاح والمال وأشياء أخرى.

لديّ الكثير... الكثير

وحين يسأله عثمان العمير: quot;ما الذي تفعله أبانا هذه الأيام؟quot;، يجيب خاشقجي، وقد التمعت عيناه كأسد لا يحب الاسترخاء: quot;لديّ الكثير... الكثيرquot;. ويضيف وهو يحدق في سقف الطائرة: quot;ما زلت اعمل ممثلاً لشركات أجنبية أتعامل معها... لديّ مشاريع كثيرة من بينها مدينة منطقة خضراء بين مكة وجدةquot;.

وطاف الحديث بكل شيء، من أحداث الشرق الملتهب، التي لا تنتهي، إلى كيفية قضاء السعودي المثير للجدل حياته الخاصة، بعد أن قرر بنفسه اللجوء إلى الظل، مريحًا نفسه من الضوء الذي أزعجه، وألهمه، لعدة عقود.

يبدأ يوم خاشقجي في التاسعة صباحاً كل يوم، مع الصحف، وأولها صحيفة الحياة، التي يقول إن quot;عناوينها جيدة ومدروسةquot;، ثم يمارس جدوله المفتوح على كل شيء، بعد أن قلت ارتباطاته العملية باختياره، ولم تقل قراءاته.

يقول عن علاقته مع القراءة: quot;آخر كتاب قرأته مذكرات الرئيس كلينتون ، اقرأ الكتب التاريخية والسياسية. افضل ما قرأته مذكرات الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، إنه من اعظم الرؤساء الأميركيين على الإطلاقquot;.

وكان خاشقجي على صلة قريبة بنيكسون، ودائرته اللصيقة، في فترات من أهم فترات التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، وأكثرها سخونة.

العلاقات النسائية

خاشقجي مع ناشر إيلاف عثمان العمير

على متن الطائرة السابحة في السماء نحو لندن يسأله العمير :quot;هل ذكرت كل شيء في مذكراتك، وخصوصًا علاقاتك النسائية؟quot;

-quot;بعضها... هذه تحتاج إلى حاسة خاصةquot;.

وعن البحر يقول خاشقجي: quot;في اليخت يكون اجملquot;.

وماذا عن النساء في البحر؟

يجيب وعيناه تلتمعان: quot; وصلنا إلى عمر صارت فيه الدردشة مع الأصدقاء والتنادم معهم افضل من كل شيءquot;.

وعن السماء والطائرات، خصوصاً وأنه أول من عرف الطائرات الخاصة: quot;لا فرق بين الإقلاع والهبوط... كلاهما جميلانquot;.

بعد هذا اللقاء الطائر، يكتب العمير في مفكرته، عن خاشقجي:quot;... لقاء قصير ومن ثم صور للذاكرة. تذكرت لقاءات سابقة معه، لكنه هذه المرة يعاقر الشيخوخة، وإن كانت عيناه، وجوانحه متدفقتين بالحياة، والإنشداد لها. تحاورنا، قصيرًا، اقل من مسافة الطائرة بين الرياض ودبي، وكان كعادته مليئًا، بالقصص والحكايات، توادعنا، أنا وعدنان خاشقجي على أن نلتقي في حديث أطول... تتخلله قصص النساء!quot;.

صورة له على غلاف مجلة التايمز