اعتقلت الشرطة البريطانية في مطار هيثرو في لندن رجلاً وامرأة قادمين من مصر للاشتباه في انتمائهما إلى جماعة إرهابية. وأكدت شرطة إسكتلند يارد أنها تحقق معهما أيضًا بشأن خطف مصور صحافي بريطاني في سوريا وللتأكد مما إذا كان الرجل طبيبًا يعمل في خدمة الصحة الوطنية البريطانية.


المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي خلال مهمّة مهنية له في سوريا

إعداد عبد الإله مجيد: كان المصور جون كانتلي قال ان احد خاطفيه، الذين يُعتقد انهم ينتمون الى جماعة اسلامية متطرفة، لندني، قال انه طبيب ينتسب الى خدمة الصحة الوطنية البريطانية، لكنه في إجازة من أجل الجهاد في سوريا.

وفتش محققون من قيادة مكافحة الارهاب في شرطة لندن منزلين في شرق العاصمة البريطانية بالارتباط مع اعتقال الشخصين اللذين يبلغان من العمر 26 عامًا.

يأتي اعتقال المشتبه فيهما في اطار تحريات أوسع في السفر الى سوريا للانضمام الى جماعات ارهابية. وأكد اعتقال الرجل والمرأة في مطار هيثرو المخاوف من توجّه اسلاميين متطرفين الى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد والعودة إلى تطبيق ما اكتسبوه من خبرات قتالية وتدريبية هناك في بريطانيا.

واكدت شرطة اسكتلند يارد ان احد محاور التحقيق يتركز على ما إذا كان المعتقلان ضالعين في خطف المصور كانتلي وزميله الهولندي يورون اورليمانز.

وقال اورليمانز، الذي اصابه خاطفوه بطلق ناري في الساق، انه لم تكن هناك امرأة، وانه استغرب التحقيق معها بشأن خطفه quot;ولكن هذا لا يعني ان الشخص الآخر ليس أحد من كانوا في المعسكرquot; الذي كان محتجزًا فيه، مشيرا الى أن المسلحين كلهم كانوا في العشرينات من العمر.

وكان كانتلي واورليمانز خُطفا لمدة أسبوع أثناء تغطيتهما النزاع السوري، وأُصيبا بإطلاق النار عليهما أثناء محاولتهما الفرار من خاطفيهم. وكان الاثنان مقيدين ومعصوبي الأعين اثناء احتجازهما قبل ان ينقذهما مقاتلو الجيش السوري الحر.

روى كانتلي، الذي كان يعمل لصحيفة صندي تايمز، لاحقا، ان أحد خاطفيه طبيب بريطاني عالج جروحهما بعد فشل محاولتهما الفرار. وقال له المسلح الملتحي انه طبيب أخذ اجازة لمدة عامين من احد المستشفيات الكبرى في بريطانيا للالتحاق بالجهاد في سوريا.

واستعرض الخاطف بالتفصيل خبرته في المستشفى، وكان يحمل عدّة طبية من النوع المستخدم في خدمة الصحة الوطنية البريطانية، بما في ذلك اكياس من المغذيات طُبع عليها اسم الخدمة. وقال انه يعتزم العودة الى بريطانيا للعمل في قسم الحوادث والطوارئ.

نقلت صحيفة ذي صن عن كانتلي (41 عامًا) انه فوجئ بوجود طبيب من خدمة الصحة الوطنية البريطانية بين خاطفيه، يحمل بيده بندقية كلاشنكوف، ويدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية كما يفهمها.

واضاف كانتلي quot;طلبتُ مساعدته، لأننا الاثنين من لندن، ولكنه رفض حتى ان يبعث برسالة نصية الى صديقتي، يقول اننا على قيد الحياة. وقال لي انهم سيقطعون رأسه إن هو فعل ذلكquot;.

حين سُئل عن اسمه قال quot;يكفي أن تنادوني يا دكتور لأنني الوحيد هناquot;. وابلغ الرهينتين ان لديه زوجة وطفلاً في لندن. ولاحظ كانتلي ان الطبيب يتكلم بلكنة جنوب لندن.

مطار هيثرو في لندن

كان الطبيب واحدًا من 10 بريطانيين إلى 15 بريطانيًا ينتمون الى جماعة العبسي المتطرفة التي تقاتل في سوريا. وبدأت مستشفيات في لندن تحقيقات للتعرف إلى هوية الطبيب.

وأشار مراقبون الى تزايد المخاوف من وجود خلايا سلفية أو جهادية نائمة في بريطانيا أخذت تنتقل الى سوريا للمشاركة في القتال مع جماعات خليجية وسورية ذات توجهات مماثلة. وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز هذا الاسبوع عن اكتشاف اسلحة ومعدات عسكرية أخرى للمعارضة السورية المسلحة مصدرها الخليج.

وقال المراقبون ان الحكومة البريطانية رغم دعمها المعارضة المسلحة في البداية، ودعوتها الى تنحّي الأسد، أصبحت أكثر ترددا في دعمها بسبب ما ترصده من مؤشرات متزايدة الى دور تنظيم القاعدة في النزاع السوري. واعلن تنظيم القاعدة عن مسؤوليته عن تفجير المجمع الأمني لمخابرات القوة الجوية على اطراف دمشق.

ويُرجح أن الشخصين اللذين اعتُقلا في مطار هيثرو كانا مرصودين في اطار عمليات مراقبة متواصلة بلغت ذروتها خلال دورة الألعاب الاولمبية في لندن هذا الصيف.

ويُخشى أن مسلمين من بريطانيا، كثيرًا منهم ليسوا من أصول عربية، يسافرون الآن الى سوريا للجهاد. وقالت صحيفة صندي تلغراف أخيرًا ان مجموعتين على الأقل من البريطانيين ذوي الأصول الصومالية والسودانية وآخرين ذوي أصول غير عربية سافروا الى سوريا للقتال.