الأمير بندر بن سلطان

اختار الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية، الدوحة لتكون محطته في أول زيارة معلنة يقوم بها منذ توليه رئاسة هذا الجهاز الحيوي، وذلك في إطار تحالف جديد بين الرياض والدوحة، وتلبية لرغبة كل منهما في تنسيق المواقف السياسية تجاه ما يحدث في المنطقة، وخصوصًا الملف السوري المتأزّم.


قالت وكالة الأنباء القطرية، في بيان لها، إن أمير قطر، الشيخ حمد، استقبل رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان في مكتبه، في الديوان الأميري، ظهر يوم الأربعاء، وquot;جرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة وقطر والسبل الكفيلة بدعمها وتقويتها في المجالات كافة، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشتركquot;، حسب البيان.

وأشارت في بيانها المقتضب، إلى أن الأمير بندر، ووفده المرافق، تناولوا طعام الغداء على مائدة ولي العهد الشاب الشيخ تميم، الذي أصبح يتولى عدداً من الملفات في بلاده، دون تفاصيل أوسع، عن سبب هذه الزيارة المفاجئة، أو طبيعة الملفات التي تم بحثها بين الجانبين.

أمير قطر

ولم تنشر صور لهذا اللقاء على غير العادة. وينظر إلى بندر على أنه واحد من أقوى الصقور السعوديين، الداعين إلى مواجهة إيران، وتحجيم نفوذها، بكافة الطرق، وهو ما تفكر فيه الدوحة أيضاً، بحماس لا حدود له، من خلال دعمها لفكرة تغيير النظام في دمشق، وإزاحة أهم حليف لطهران من المنطقة.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية بالغة، لعدة أسباب، أولها أن الزائر سياسي له حضور في ملفات المنطقة منذ أكثر من ربع قرن، وثانيها أن مضيفيه لديهم طموحات لا حدود لها، ورغبة مسعورة في الحركة على ارض الملعب، وليس آخرها أن البلدين لهما تدخل مباشر في عدد من النقاط الساخنة في المنطقة، وخصوصا سوريا.

وتقول معلومات نشرتها صحف دولية، أن مثلث الرياض - الدوحة ndash; أنقرة، أصبح متعهدًا للملف السوري بشكل كامل، وأصبحت الحدود التركية المحاذية لسوريا، ممرًا آمنًا للأسلحة، وأجهزة الاتصالات المتطورة، لدعم الجيش الحر، في معركته مع قوات نظام الأسد.

ويتقاسم البلدان، السعودية وقطر، وخلفهما أميركا، الخوف من سوريا أصولية، بعد زوال نظام بشار الأسد، لذلك فإن التنسيق يتمحور حاليًا حول الآلية، التي يتم بها ضمان عدم وقوع دمشق، في قبضة التيارات الإسلامية المتطرفة.

ويزور بندر الدوحة بعد أن انهى بنجاح، عملية إعادة تفعيل البيت الداخلي الاستخباراتي، من خلال ترتيب مراكز القيادة، بتعيين نائب جديد له، فضلاً عن الاجتماعات المطولة التي فاجأت حتى موظفي الجهاز أنفسهم، وأقلقت دولاً لها اهتمام كبير بما يحدث داخل المملكة.