وقع العراق وتشيكيا في براغ اليوم على عقد بين وزارتي دفاع البلدين يشتري بموجبه العراق 24 طائرة عسكرية قتالية وتدريبية تشيكية قيمتها مليار دولار ستصل العراق تباعا بدءًا من منتصف العام المقبل.


أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اليوم الأخير من زيارته لبراغ اليوم الجمعة عن اتفاق مع تشيكيا تبيع بموجبه لبلاده 24 طائرة قتالية وتدريبية كان البلدان تفاوضا عليها منذ العام الماضي وتبلغ قيمتها مليار دولار ضمن جهوده لإعادة بناء سلاحه الجوي.

وأوضح مصدر عراقي رسمي أن الطائرات هي نفاثة دون سرعة الصوت من نوع ال 159 حيث ستصل الدفعة الأولى منها إلى العراق منتصف العام المقبل 2013 . واضاف أن الاتفاق جاء اثر مناقشات مكثفة جرت بين وزيري دفاع البلدين وتم خلالها وضع شروط الصفقة وخاصة الفنية منها. وقال ان الطائرات ستستخدم لمكافحة الارهاب ولحماية الحدود الدولية للعراق.

مذكرة تفاهم دفاعية

والطائرة التي حلقت للمرة الاولى عام 1997 قادرة على حمل صواريخ جو-جو وجو-ارض، حيث أوضح وزير الدفاع التشيكي من جهته ان العراق مهتم بالحصول على هذه الطائرات بمقعد واحد واربع طائرات اخرى بمقعدين. وكان العراق وتشيكيا وقعا في بغداد في 21 مايو (ايار) عام 2011 على مذكرات تفاهم دفاعية وأمنية وصناعية ونفطية.

وكان وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي وكالة أجرى جولة أولى من المباحثات مع نظيره التشيكي بشأن شراء الطائرات خلال زيارته الأخيرة براغ في كانون الثاني (يناير) الماضي وأكد عقبها اهتمام العراق في عقد شراء طائرات . L-159.

وأعلنت تشيكيا عام 2011 عن نيتها بيع 36 طائرة عسكرية هجومية من نوع ALCA L-159 وعدد من طائرات الهليكوبتر الحديثة الى العراق فيما ذكر وزير الدفاع التشيكي أن العراق يعد أحد ابرز البلدان التي تجري مباحثات على شرائها.

اتفاق عراقي تشيكي لدعم حل الأزمة السورية

ومن جهته أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من براغ التي يزورها حاليا عن اتفاق عراقي تشيكي للعمل من اجل دعم حل سلمي للازمة السورية، مؤكدا عدم وجود اي عمليات لعبور اسلحة ايرانية الى سوريا عبر الاجواء العراقية.

وقال المالكي في ختام مباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ التشيكي ميلان شتيخ انهما ناقشا quot;مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وخصوصا مستجدات الوضع السياسي في الشرق الاوسط والمنطقة حيث اكد الجانبان ضرورة العمل من اجل إتخاذ خطوات توصل إلى حلول سلمية لإنهاء الأزمة في سورياquot;.

وأكد المالكي عدم تهريب أي أسلحة إلى سوريا عبر حدود العراق البالغ طولها 600 كلم مع جارته التي تشهد نزاعا مسلحا.

وقال في تصريحات للصحافيين quot;نشدد أن لا أسلحة تذهب إلى سوريا عبر العراقquot;. وأضاف quot;وضعنا الجيش على الحدود لمنع إيصال أسلحة إلى سورياquot; داعيا الدول التي تقوم بتزويد الاسلحة الى سوريا quot;بالبحث عن حلول ايجابيةquot; عوضا من ذلك.

وأضاف المالكي أن زيارته الحالية لبراغ quot;لاتهدف الى بدء علاقات جديدة، بل لإدامتها وتطويرها لانها هي اصلا موجودة وقديمة ويحمل العراق صورة طيبة عن جمهورية التشيكquot; وقال: quot;وجدنا ان الحكومة التشيكية لديها الرغبة في التعاون بمختلف المجالات وخصوصا في مجالات الطاقة والنقل والصناعات النفطية وكذلك التعاون العسكري والامنيquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الليلة الماضية.

نمو التبادل التجاري

من جانبه، أكد رئيس مجلس الشيوخ التشيكي ضرورة العمل للدفع بالعلاقات التشيكية - العراقية وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري نحو آفاق أوسع. وشدد على رغبة بلاده في مواصلة التعاون مع العراق معربا عن استعداد مجلس الشيوخ لدعم القرارات والاتفاقيات المبرمة بين الحكومة التشيكية والعراق في المجالات كافة.

ولدى جمهورية التشيك التي شاركت ضمن قوات التحالف في الحرب الأخيرة على العراق عام 2003 التي أسقطت نظام صدام حسين، سفارة في بغداد إضافة إلى بعض الشركات التي تهتم بترميم الآثار وصيانة المنشآت النفطية وغيرها في مختلف أنحاء العراق وخاصة إقليم كردستان. وشهد حجم التبادل التجاري بين العراق وتشيكيا العام الماضي نمواً بنسبة 40% ليصل إلى 1.54 مليار دولار.