المالكي وبيتر نيكاس خلال زيارة الاخير لبغداد عام 2011

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده اتفقت مع تشيكيا على تزويدها بطائرات تدريب عسكرية وأسلحة دفاعية، لمكافحة الارهاب، إضافة إلى بناء مصاف نفطية ومصانع عراقية. وقال إنه بحث الأزمة السورية والملف النووي الإيراني مع نظيره التشيكي بيتر نيكاس.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال مؤتمر صحافي في براغ أجراه مع نظيره التشيكي بيتر نيكاس اليوم، إنهما أجريا مباحثات استهدفت تطوير العلاقات الاقتصادية، وشراء أسلحة بينها طائرات عسكرية. وأكد رغبة العراق في تطوير العلاقات مع جمهورية التشيك، والإستفادة من خبراتها في جميع المجالات، مشيرا إلى أن المباحثات ركزت على تطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية. وقال إنه بحث مع نظيره التشيكي مستجدات الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط خصوصا الأزمة في سوريا والملف النووي الإيراني.

وأعلن المالكي الذي وصل إلى براغ اليوم في زيارة تستغرق يومين الإتفاق على التعاون مع جمهورية التشيك في مجال بناء المصافي النفطية وباقي الصناعات النفطية إلى جانب تجهيز العراق بطائراتتدريب عسكرية مشيرا إلى ان تشيكيا أعربت عن رغبتها في دعم الأجهزة الأمنية العراقية من خلال تزويدها بالأسلحة الدفاعية والاسلحة المتعلقة بمكافحة الارهاب إلى جانب التعاون في مجال بناء المصانع لإعادة تأهيل الأسلحة العراقية الثقيلة.

من جهته وصف رئيس الوزراء التشيكي بيتر نيكاس علاقات بلاده مع العراق بالمتينة وقال إن براغ دعمت العراق والعملية السياسية فيه منذ عام 2003 معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع العراق في جميع المجالات لاسيما الإقتصادية والتجارية.

وعلى الصعيد نفسه، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، إن جولة المباحثات العراقية التشيكية بدأت اليوم، وأن الطرفين اتفقا على تطوير علاقاتهما الثنائية في المجال الصناعي والمعدات الزراعية والتدريب وصيانة وتصنيع المعدات العسكرية. وأضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; أن البلدين اتفقا ايضا على تشكيل لجنة وزارية مشتركة لمتابعة الاتفاقات بين البلدين.

وستجري على هامش الزيارة مباحثات ثنائية ستعقد بين عدد من الوزراء التشيكيين ونظرائهم العراقيين، لتوقيع عدد من الاتفاقيات أبرزها بين وزراء خارجية ودفاع وتجارة البلدين. ويرافق المالكي في الزيارة التي تستغرق يومين وزراء الخارجية والدفاع والتجارة ووفد كبير من رجال الاعمال. وتتصدر قضايا بيع العراق 36 طائرة عسكرية هجومية والمساهمة في اعمار البنية التحتية لهذا البلد المباحثات العراقية التشيكية التي ستستمر حتى مساء غد الجمعة.

وكان العراق وتشيكيا وقعا في بغداد في 21 مايو (ايار) عام 2011 على مذكرات تفاهم دفاعية وأمنية وصناعية ونفطية، حيث أكد رئيسا وزراء البلدين المالكي ونيتشاس خلال مؤتمر صحافي الاتفاق على تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية والصناعية، ومساهمة براغ في إعادة بناء البنى التحتية في العراق وخاصة في مجالات النفط والصناعات البتروكيمياوية. وقال المالكي إن تشيكيا وقفت إلى جانب العراق وألغت 80 بالمائة من ديونها عليه، مؤكدا أن الشركات التشيكية ستكون شريكة فعلية في حملة البناء والتعمير وإعادة بناء البنى التحتية في العراق.

وأوضح أن مذكرات التفاهم هذه تضمنت وضع أسس لتعاون عسكري ونفطي وصناعي وبناء معمل للجرارات الزراعية التشيكية في العراق وتدريب الكوادر العراقية ومنح الطلبة العراقيين زمالات للدراسة في تشيكيا .

وحول مذكرة التفاهم العسكرية التي وقعت، أشار المالكي إلى أنها تتضمن تزويد العراق بطائرات تدريب عسكرية وأسلحة أخرى سيتم التفاهم عليها في مباحثات لاحقة. من جانبه، أشار نيتشاس إلى أن علاقات بلاده مع العراق تمتد إلى 77 عاما وهي مستعدة للمشاركة بشكل فاعل في عمليات اعادة بناء البنية التحتية للعراق وتوسيع التعاون الامني والصناعي وتزويده بطائرات عسكرية .

وكانت بغداد أعلنت مطلع عام 2011 انها تجري مفاوضات كثيفة مع براغ لتزويد العراق بعشرات من طائرات ل-159 أل ث أ التشيكية المقاتلة. وقد صنعت شركة ايرو فودوشودي التشيكية حتى الان 72 طائرة من هذا النوع للجيش التشيكي تنطبق عليها معايير الحلف الاطلسي.

وكان وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي وكالة أجرى جولة أولى من المباحثات مع نظيره التشيكي بشأن شراء الطائرات خلال زيارته الأخيرة براغ في كانون الثاني (يناير) الماضي وأكد عقبها اهتمام العراق في عقد شراء طائرات . L-159

وأعلنت تشيكيا عام 2011 عن نيتها بيع 36 طائرة عسكرية هجومية من نوع ALCA L-159 وعدد من طائرات الهليكوبتر الحديثة، فيما ذكر وزير الدفاع التشيكي أن العراق يعد أحد ابرز البلدان التي تجري مباحثات على شرائها. وتجري شركة أيرو فودوخودي التشيكية مفاوضات مع الجانب العراقي بشأن العقد منذ نحو عام، وتتنافس مع شركة بريتيش هاوك البريطانية وشركة كورية بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن المصنعة الأميركية.

ولدى جمهورية التشيك التي شاركت ضمن قوات التحالف في الحرب الأخيرة على العراق عام 2003 التي أسقطت نظام صدام حسين، سفارة في بغداد إضافة إلى بعض الشركات التي تهتم بترميم الآثار وصيانة المنشآت النفطية وغيرها في مختلف أنحاء العراق وخاصة إقليم كردستان. وشهد حجم التبادل التجاري بين العراق وتشيكيا العام الماضي نمواً بنسبة 40% ليصل إلى 1.54 مليار دولار.

المالكي يؤكد عدم تهريب أسلحة عبر العراق الى سوريا
هذا واكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس ان لا اسلحة يتم تهريبها الى سوريا عبر حدود العراق البالغ طولها 600 كلم مع جارته التي تشهد نزاعا مسلحا. وقال المالكي للصحافيين في براغ quot;نشدد ان لا اسلحة تذهب الى سوريا عبر العراقquot;.

واضاف المالكي quot;وضعنا الجيش على الحدود لمنع ايصال اسلحة الى سورياquot; داعيا الدول التي تقوم بتزويد الاسلحة الى سوريا quot;إلى البحث عن حلول ايجابيةquot; عوضا من ذلك. وقال ان quot;جميع الاسلحة التي يتم تزويدها تستخدم ضد الشعب السوري وهذا يسيء للمنطقة باسرهاquot;.

وفي الاسبوع الماضي، امر العراق طائرة شحن ايرانية متجهة الى سوريا بالهبوط وقام بتفتيشها بحثا عن اسلحة لكنه سمح لها باستكمال رحلتها بعد عدم العثور على حمولة محظورة.

وفي 21 ايلول/سبتمبر الماضي، رفضت بغداد اعطاء الاذن لطائرة كورية شمالية بعبور مجالها الجوي للتوجه الى سوريا اثر شكوك من احتمال ان تكون تحمل اسلحة ومستشارين. ومارست الولايات المتحدة ضغطا على بغداد للوفاء بتعهداتها في منع رحلات طائرات ايرانية فوق اراضيها خشية ان تكون محملة بالاسلحة للنظام في سوريا.

وقالت تركيا الخميس انها صادرت quot;شحنة مشبوهةquot; من طائرة سوريا اعترضتها وهي في طريقها من موسكو الى دمشق الاربعاء.
وقال المالكي ان الحل الوحيد للصراع في سوريا هو حل سلمي ودعا quot;اطياف الشعب السوري للجلوس والبحث عن حلquot;.

تأتي تصريحات المالكي عقب محادثات مع مسؤولين تشيكيين تركزت على صفقة محتملة تتعلق بشراء بغداد 28 طائرة مقاتلة دون سرعة الصوت من صنع تشيكي. وتشهد سوريا منذ آذار/مارس 2011 حركة احتجاجية ادت الى مقتل اكثر من 32 الف شخص بينهم اطفال ونساء واولاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.