لندن: من المتوقع ان يوافق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والوزير الاول الاسكتلندي اليكس سالموند الاثنين على خطط لتنظيم استفتاء على استقلال اسكتلندا ما من شانه اطلاق حملة ستستمر سنتين حول مستقبل الاتحاد البالغ عمره 300 عام.

وكاميرون المعارض بشدة لتقسيم بريطانيا، سيلتقي سالموند زعيم الحزب الاسكتلندي الوطني في ادنبره بعد ان اكد وزراء التوصل لاتفاق حول شروط الاستفتاء.

ومن المتوقع ان تعطي لندن الادارة الاسكتلندية السلطة لتنظيم استفتاء تاريخي في خريف 2014 يطلب فيه من الاسكتلنديين الاجابة بنعم او لا على سؤال عن الاستقلال عن المملكة المتحدة.

والوزير البريطاني المسؤول عن اسكتلندا، مايكل مور، قال الاحد ان الاتفاق سيكون quot;الضوء الاخضر لاهم قرار على الاطلاق امام الشعب في اسكتلنداquot;.

وتوصل مور لبنود الاتفاق مع نائبة الوزير الاول نيكولا ستورجون التي ستقوم مع باقي مسؤولي حزب سالموند الذي يسيطر على برلمان ادنبره المفوض، باطلاق حملة للتصويت بالموافقة على الانفصال.

ويقف المحافظون الذين يرئسهم كاميرون، وشركاؤهم في الائتلاف في البرلمان البريطاني الليبراليون الديمقراطيون، وحزب العمال المعارض في معسكر المعارضين لانفصال اسكتلندا.

وقال كاميرون امام مؤتمر حزبي الاسبوع الماضي انه ينبغي على بريطانيا ان تبني على روح الوحدة في الالعاب الاولمبية التي استضافتها لندن الصيف الماضي.

وقال quot;اكانوا اسكتلنديين او بريطانيين او من ويلز او من ايرلندا الشمالية، لف لاعبونا انفسهم بعلم واحدquot;.

واضاف quot;كان هناك بالطبع شخص واحد لم يعجبه ذلك. يدعى اليكس سالموند. ساراه الاثنين لتسوية موضوع ذلك الاستفتاء حول الاستقلال بنهاية 2014quot;.

وتابع quot;هناك اشياء كثيرة اريد لهذه الحكومة الائتلافية ان تقوم بها لكن ما الذي يمكن ان يكون اهم من انقاذ مملكتنا المتحدة؟quot;.

وتحظى حملة سالموند بتأييد مشاهير مثل شون كونري بطل سلسلة افلام جيمس بونس، لكن يبدو ان قلة من الاسكتلنديين تريد الاستقلال حيث اظهر استطلاع للرأي نشر في 8 تشرين الاول/اكتوبر ان 28 بالمئة منهم يؤيدون ذلك.

وقال سالموند في ايار/مايو الماضي انه يسعى لتحقيق الاستقلال quot;ليس لانني اعتقد اننا افضل من اي دولة اخرى، بل لانني ادرك اننا جيدون مثل اي دولة اخرىquot;.

ويؤيد القوميون الاسكتلنديون موعد 2014 لاجراء الاستفتاء مما يمنحهم الوقت لكسب تأييد الناخبين ولان ذلك يتزامن مع ذكرى معركة بانوكبورن عام 1314 التي يحيي فيها الاسكتلنديون انتصارهم على الانكليز.

ويتوقع ان يحقق الاستفتاء انجازا بالسماح بمشاركة من تبلغ اعمارهم 16 و17 عاما وهي خطوة يشجعها معسكر سالموند لكن في تنازل للحكومة البريطانية لن يعرض خيارا ثالثا يتعلق بمزيد من اللامركزية.

وسالموند الذي يدفع باتجاه الاستفتاء منذ فوز حزبه بالغالبية في البرلمان الاسكتلندي في ايار/مايو 2011 قال انه يتعين ان يتمكن مواطنو اسكتلندا البالغ عددهم خمسة ملايين من ادارة سياساتهم الخارجية والاقتصادية والدفاعية بانفسهم.

وتملك الحكومة الاسكتلندية حاليا القرار في بعض السياسات مثل الصحة والتعليم اضافة الى نظام قانوني منفصل لكن السلطة على الدفاع والطاقة والشؤون الخارجية بيد الحكومة البريطانية.

وتثير فرضية الانفصال اسئلة تتعلق بمصير عائدات احتياطي نفط بحر الشمال.

ويسعى سالموند لابقاء الاسترليني العملة المتداولة والعرش البريطاني رأس الدولة، ويريد ان تبقى اسكتلندا في الاتحاد الاوروبي غير ان حزبه يعارض قوة الردع النووية البريطانية الموجودة منشاتها في اسكتلندا.