فيما يطالب قياديون معارضون الرئيس محمد مرسي بخفض منسوب السخرية في رده على انتقاداتهم له، ويتهمونه وجماعته باستنساخ تدابير مبارك والوطني معهم، يرد الأخوان المسلمون بالقول إن نقد المعارضة غير بناء، إنما هو قدح وذم بالرئيس.


أبدت الأحزاب السياسية تخوفها من توجهات جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي تجاه المعارضة بالعمل على إقصائها من المشهد السياسي ، وتشويه صورتها أمام الرأي العام . فقد أكد عدد كبير من أحزاب المعارضة في مصر أن مرسي وجماعته يسيرون على طريق الحزب الوطني المنحل ويستنسخون سياسة الرئيس المخلوع حسني مبارك في إقصاء المعارضة والعمل على تشويه صورتهم.

ورفضت القوى السياسية سخرية مرسي منهم، في خطابه الذي ألقاه احتفالًا بانتصار السادس من أكتوبر، وقوله إن معارضيه laquo;ملهومش في صلاة الفجرraquo; على حسب قوله، ردًا على انتقادهم لقيامه بالصلاة في المساجد وسط حراسة أمنية. كما انتقد الرئيس كل من انتقد برنامج المئة يوم، ووصفهم بأعداء النجاح وأنصار الدولة العميقة.

ووصف الإخوان المسلمون من خرج في مليونية الحساب ضد الرئيس بالعمالة والخيانة، وقاموا بتهديدهم بالضرب وتكسير المنصات، بما يعيد مشهد تعامل الحزب الوطني والرئيس المخلوع مبارك مع المتظاهرين قبل التنحي عن الحكم. وأكدت المعارضة أن استمرار نهج الرئيس والإخوان تجاه المعارضة يمثل خطرًا كبيرًا على مرسي نفسه، قد يصل الأمر إلى تكرار السيناريو السابق.

أسلوب الوطني

من جانبه، استنكر أبو العز الحريري المرشح الرئاسي السابق لـquot;إيلافquot; سخرية مرسي من معارضيه خلال خطابه، quot;فالرئيس مطالب باحترام المعارضة كما أكد في خطابه الشهير في ميدان التحرير قبل قسم اليمين والاستعانة بمقولة الصديق أبو بكر- رضي الله عنه ndash; عندما طالب المعارضة بالمقاومة إذا أخطأ، لكننا اكتشفنا أن خطابه كان كلامًا إعلاميًا فقط، بدليل استهزاء الدكتور عصام العريان، القائم برئاسة حزب الحرية والعدالة، بحزب الدستور ورئيسه الدكتور البرادعيquot;.

وأضاف لـ quot;إيلافquot;: quot;اتبعت الجماعة نفس أسلوب الحزب الوطني في دفاعها عن الرئيس في الحق والباطل، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في هجومهم الهمجي على المتظاهرين في مليونية الحساب والاعتداء عليهم، وهذا يذكرنا بما حدث في موقعة الجملquot;.

وتساءل الحريري: quot;لماذا لم يتم تذكير الرئيس مرسي بضرورة احترام معارضيه، وعدم السخرية منهم؟ فهذه من الدروس المستفادة من النظام السابق، فمن حق الرئيس الرد على أي انتقاد من دون أي تقليل من قيمة المنتقد، وإلا يكون رئيس حزب وليس رئيس جمهوريةquot;.

وأكد الحريري أن المعارضة لا تملك إلا صوتها، ولها أن تستخدم كل الأساليب لإعلان انتقاداتها، quot;وعلى الرئيس أن ينظر لمضمون الانتقاد ويرد عليه، فالسخرية مقدمة لتعامل أنصاره مع المعارضة وفق هذه القاعدة، وهي ضوء أخضر للهجوم على المعارضينquot;.

حق الانتقاد

كما انتقد الدكتور طارق سباق، سكرتير عام حزب الوفد، سخرية الرئيس من معارضيه عندما اتهمهم بأنهم لا يعرفون صلاة الفجر، مؤكدًا لـquot;إيلافquot; أنه بذلك اتهمهم بتجاهل الصلاة، وهو اتهام خطير لا يجوز للرئيس أن يتهم به معارضيه.

واشار سباق إلى أن قرار الإخوان والرئيس تجنب المعارضة منذ توليه السلطة كان واضحًا في اختيارات الرئيس للفريق الرئاسي، ثم تشكيل الحكومة، وتعيين المحافظين، quot;فالدولة تتجه نحو الأخونة، ومرسي تجاوز ما كان يفعله الرئيس المخلوع والحزب الوطني، إذ كانوا يعطون نسبة للمعارضة في بعض المناصبquot;.

وأضاف سباق أن قيادات حزب الحرية والعدالة يشنون الآن حملة تشويه ضد من يعارض الرئيس والجماعة، سواء بشأن فشل برنامج المئة يوم أو ما يحدث داخل الجمعية التأسيسية للدستور، quot;ووصل الأمر إلى تكرار ما كان يقال على لسان الحزب الوطني المنحل والنظام السابق، كوصف المعارضة بالخونة والعملاء والمستأجرين لصالح جهات خارجية، واتهام قياداتها بتحقيق مصالح شخصية دون مراعاة لأمن واستقرار البلادquot;.

وطالب سباق الرئيس ألا يضيق صدره بالمعارضة لأنه يمثل ضمير الأمة، خصوصًا أن الشعب المصري قد تحرر من الخوف، ولن يسمح لأي فصيل سياسي بالسيطرة على المشهد السياسي ومصير البلاد. فالمواطن يتحلى بالوعي السياسي الكافي، ومن حقه توجيه الانتقادات للرئيس، ولن يسمح بعد ذلك بالحديث عن هيبة الرئيس أو الحزب الحاكم.

المعارضة ديكور

في السياق ذاته، أكد الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب المواطن المصري، لـ quot;إيلافquot; أن لا فارق كبير بين سياسة الإخوان وسياسة النظام السابق في تعاملهما مع المعارضة، quot;فهناك إحساس لدى الجماعة بأنهم الأقوى ويمسكون بزمام السلطة والشارع يؤمن بهم، وينظرون إلى المعارضة والأحزاب الأخرى على أنها مجرد ديكور وتجميل للحياة السياسية في مصر، بدليل تحكمهم في من يدخل معهم في التحالفات الانتخابيةquot;.

وأشار حسب الله إلى أن تكبر الرئيس والإخوان على المعارضة quot;يؤدي إلى خروج المظاهرات ضدهم بميدان التحرير ، وقد تحقق ذلك بعودة هتافات (الشعب يريد إسقاط النظام)، لأن حكم الاخوان ابتدأ بما انتهي به مبارك وكان سببًا في إزاحته عن الحكمquot;.

بحث عن المصلحة

أكد المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى جماعة الأخوان المسلمين، لـ quot;إيلافquot; على تحمل الرئيس محمد مرسي الكثير من الانتقادات،quot;ووصل الأمر إلى السب والقذف في تجاوز غير مقبول من جانب المعارضةquot;.

واتهم عبد الماجد المعارضة بالابتعاد عن توجيه الانتقادات الموضوعية، التي تصب في صالح البلاد، للوصول إلى الأفضل، quot;فالمعارضة تتبع سياسة البحث عن المصلحة فقط بدليل أننا لم نجد حزبًا سياسيًا أو أحد قيادات المعارضة مثل البرادعي أو حمدين صباحي يقدم خطة عمل واضحة لحل أي مشكلة يواجهها الشعبquot;. فعندما طلب من البرادعي الحضور للجمعية التأسيسية لسماع رؤيته في الدستور الجديد، لم يحضر، بينما يخرج في الفضائيات ليهاجم التأسيسية والإسلاميين، بحسب عبد الماجد.

أضاف لـ quot;إيلافquot;: :الرئيس مرسي أكثر تقبلًا للمعارضة، بدليل تراجعه عن قرار عودة البرلمان، وإقالة النائب العام، إرضاءً لموقف المعارضة، على الرغم من أن الرأي العام يؤيد إقالة المستشار عبد المجيد محمود النائب العامquot;.

وتابع قائلًا: quot;في النظام السابق، لم يكن أحد يستطيع مهاجمة قيادات الحزب الوطني الحاكم حينها، في حين تنتشر الشائعات يوميًا عن المرشد العام وقيادات الجماعة والحزب، إلى جانب حملات التشويه المستمرةquot;.