باريس: قال راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الاسلامي التونسي في مقابلة صحافية نشرت الخميس انه اذا تمت quot;شيطنةquot; السلفيين في تونس فان ذلك سيؤدي الى وصولهم الى الحكم في غضون quot;عشر او خمس عشرة سنةquot;.

واضاف الغنوشي في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية quot;يجب تفادي خطاب عدو الداخلquot;. وكان رئيس النهضة تعرض لنقد واسع بعد بث فيديو مقابلة له على الانترنت بدا فيها متصالحا مع قيادات سلفية تونسية.

وتابع quot;اذا مضينا في شيطنة السلفيين فانهم سيكونون في السلطة في غضون عشر الى 15 سنةquot;.

ومضى يقول quot;ولذلك فاننا نتحدث اليهم باعتبارهم مواطنين وليس باعتبارهم اعداءquot;.

وفي شريط الفيديو الذي حوى مقابلة تمت في شباط/فبراير 2012 لكن تناقلتها مواقع الانترنت بكثرة فجأة قبل ايام، طلب الغنوشي من السلفيين التعقل لتثبيت حكم الاسلاميين في مواجهة العلمانيين الذين قال انهم لا يزالون يتحكمون في وسائل الاعلام ومؤسسات الدولة.

وقال الغنوشي في الشريط quot;صحيح ان الفئات العلمانية في هذه البلاد لم تحصل على الاغلبيةquot; في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت في 23 تشرين الاول/أكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة، لكن quot;الاعلام والاقتصاد والادارة التونسية بيدهم (..) بيدهم الجيش، الجيش ليس مضمونا، والشرطة ليست مضمونة (..) اركان الدولة ما زالت بيدهمquot;.

وحذر مخاطبيه من السلفيين من سيناريو جزائري في تونس وقال ان quot;النخبة العلمانية في تونس أقوى منها في الجزائر، والاسلام الجزائري اقوى من الاسلام التونسي ومع ذلك تم التراجع (في الجزائر)quot;.

ومضى يقول quot;انظروا المؤامرات التي حولنا، كلهم (العلمانيون) يتجمعون (..) ضد الاسلام، ضدناquot;.

وبعيد بث الفيديو قال حزب النهضة ان ما قاله الغنوشي تم التلاعب به واجتزاؤه وتركيبه لاخراجه من سياقه.

وردا على سؤال لوموند عن الموضوع قال الغنوشي quot;لا شيء (في الفيديو) ضد حقوق الانسان ولا شيء عن دعوة مزعومة لانقلاب او للتراجع بشأن المساواة بين الرجل والمراةquot;.

واضاف متهما quot;ارادت المعارضة ان تجعل من الامر فضيحة بهدف التاثير على الراي العام التونسي والراي العام الغربي لضرب فكرة التفريق بين اسلام معتدل واسلام متشددquot;.

وكان بعض احزاب المعارضة التونسية وصف الفيديو بانه quot;بالغ الخطورةquot; ويجسد quot;ازدواجية الخطاب عند النهضةquot;.

ووقع 75 نائبا من المعارضة (من 217) عريضة طالبوا فيها بحل حزب النهضة.

وتتهم الحكومة التي تقودها النهضة بالتراخي تجاه السلفيين رغم ان الغنوشي كان وصف السلفيين quot;الجهاديينquot; بانهم quot;خطرquot; داعيا الى الحزم في مواجهتهم وذلك في خضم الهجوم على السفارة الاميركية بتونس في 14 ايلول/سبتمبر الماضي.