أثارت الموجة الأخيرة من التظاهرات المعادية للغرب في جميع أنحاء العالم المسلم، والهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين في ليبيا، القلق المتزايد بين المحللين والمسؤولين الأميركيين الذين يخشون أن تستغل القاعدة الفوضى التي أعقبت إطاحة الربيع العربي بالديكتاتوريات العلمانية.


بيروت: تم ربط مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا بالهجوم العسكري على القنصلية الأميركية في بنغازي، الذي أدى إلى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

وتشير الأدلة الظرفية إلى تورط مؤيدي القاعدة في إثارة احتجاجات دامية ضد أميركا الشهر الماضي في مصر واليمن وتونس.
quot;القاعدة حاولت استغلال الصحوة العربية في شمال أفريقيا لأغراضها الخاصة خلال العام الماضيquot; وفقاً لتقرير من مكتبة الكونغرس حول استراتيجية المجموعة في ليبيا.

ويقول معدو التقرير إن قيادة القاعدة العليا استفادت من تعطيل الثوار الغاضبين لقدرات مكافحة الإرهاب القائمة، معتبرين أن هناك الكثير من النقاط التي يمكن جمعها لتوضح الصورة الأكبر بانضمام أنصار تنظيم القاعدة إلى المظاهرات في العالم العربي:
bull; في القاهرة يوم 11 أيلول (سبتمبر) الماضي اخترق عدد من المحتجين السفارة الاميركية وأحرقوا العلم الأميركي رافعين مكانه راية المعركة الإسلامية التي يستخدمها تنظيم القاعدة.

وجاءت هذه الدعوة للاحتجاج على شريط quot;براءة الإسلامquot; من محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وهتف المتظاهرون quot;أوباما، أوباما، كلنا أسامةquot;، في إشارة إلى زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن.
bull; في العاصمة اليمنية صنعاء، اندلعت احتجاجات في السفارة الأميركية بدعوات من عبد المجيد الزنداني، وهو رجل دين مسلم الذي وصف بالـ quot;إرهابي العالمي المتخصصquot; من قبل وزارة الخزانة في عام 2004 بسبب علاقته ببن لادن.

bull; في تونس، حيث توفي أربعة على الاقل في اشتباكات مماثلة، تم تنظيم مظاهرة بدعوة من سيف الله بن حسين، والمعروف باسم أبي إياد التونسي.
هذه النقاط لا تشير بالضرورة إلى تورط القاعدة في الأحداث الأخيرة في العالم العربي، لأنه من غير الممكن اعتبارها أدلة قاطعة. لكن إذا جمعت هذه النقاط قد يتضح بأن تنظيم القاعدة على صلة بالمتطرفين في الأماكن التي وقعت فيها الاحتجاجات.

وقد أدى نشر فكر تنظيم القاعدة وانتشار بعض المجموعات التابعة له، إلى ما يشبه quot;ولادة جديدةquot; للتنظيم الإرهابي الذي وجد موطئ قدم له في الدول التي ما زالت تحاول إعادة بناء نفسها على أسس ديمقراطية في ظل وضع أمني هش.
quot;انهم أكثر خطراً مما كانوا عليه في 11 سبتمبرquot;، قال النائب الجمهوري بيتر كينغ ورئيس لجنة الأمن القومي الأميركي هذا الأسبوع.

وأضاف كينغ أن تنظيم القاعدة quot;قد تفرّق الآن إلى مجموعات مختلفة وكثيرة، وهذا هو السبب في أن المجموعة تعتبر أكثر خطورة الآن مما كانت عليه من قبل معظم خبراء الاستخباراتquot;.
ويشير التقرير عن انتشار تنظيم القاعدة في دول الربيع العربي إلى أن هذه المجموعة تحاول تركيز معظم مواردها وأصولها في أماكن أخرى، وذلك عن طريق بناء ملاذات آمنة والحصول على موطئ قدم لها في المناطق التي تعتبر ضعيفة من الناحية الأمنية والحكومية مثل شرق ليبيا واليمن الجنوبي.

ويعتبر معدو التقرير أن السبب في نشوء تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات quot;الجهاديةquot; هو الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، لذلك فإنه ليس من قبيل الصدفة أن الكثير من أعضاء تنظيم القاعدة كانوا من اليمن أو مصر.
وعلى المدى القصير، يمكن أن تستغل هذه الجماعات المتطرفة الفراغات الأمنية التي يخلفها إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في مصر وتونس والاضطرابات الجارية في اليمن.