لم يعرف بموعد عودة وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، من الخارج إلى بيروت سوى عدد محدود جدا من الأشخاص، ورغم ذلك تم اغتياله في انفجار حي الأشرفية الجمعة، وكل ذلك رغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي كان يتخذها.


بيروت: وسام الحسن او quot;رجل المهمات الصعبةquot; كما يصفه رفاقه، الذي قتل الجمعة في انفجار ضخم في بيروت، ضابط سني من رتبة عميد يرأس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي ولعب دورا بارزا في كشف عمليات واغتيالات في لبنان يتهم فيها النظام السوري.

وعاد وسام الحسن (47 عاما) من باريس في الليلة التي سبقت اغتياله، ولم يعرف بعودته الا اشخاص قليلون جدا، بحسب مسؤولين في قوى الامن الداخلي اذ كان الحسن يلتزم بكثير من الحذر في تنقلاته، لانه كان يعرف انه مستهدف.
وهذا ما دفعه، بحسب مسؤولين معارضين، الى ارسال عائلته الى العاصمة الفرنسية لحمايتها من اي خطر.
مربوع القامة، مع شارب صغير في وجهه الباسم غالبا، لم يكن وسام الحسن يشاهد الا في المناسبات الرسمية، وهو ظل، رغم الانجازات الامنية التي حققها على راس فرع المعلومات، ورغم الحملات الاعلامية التي تعرض لها من خصومه، بعيدا عن الضوء اجمالا.
ولعل ابرز هذه الانجازات كشفه اخيرا مخططا للقيام بتفجيرات في مناطق لبنانية عدة، اتهم فيه النظام السوري والوزير اللبناني السابق الموقوف حاليا ميشال سماحة.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الجمعة ان الحسن قتل لانه quot;اوقف ميشال سماحة، ولانه من الاشخاص القلائل الذين لا يخافون احدا في عملهمquot;.
وكان للحسن وفرع المعلومات دور مهم ايضا في كشف شبكات تجسس لحساب اسرائيل، ومجموعات اسلامية متطرفة تخطط لتفجيرات في لبنان.
ويقول عنه ضباط في قوى الامن الداخلي بانه quot;رجل المهمات الصعبةquot;، بينما وصفته صحيفة quot;الاخبارquot; الصادرة اليوم والمقربة اجمالا من حزب الله بانه quot;الرجل القويquot;.
وكتبت في مقال تحت عنوان quot;الخصم المحترف والمثابرquot;، quot;في السياسة، كان وسام الحسن ابرز عناوين الجبهة اللبنانية الاقليمية الفاعلة ضد النظام في سوريا، وفي مستوى ثان ضد حزب الله وايرانquot;.
واضافت quot;في جبهة الخصوم، كان وسام غير المحبوب لدى هؤلاء يحظى يوما بعد يوم هو ورفقاؤه في فرع المعلومات باحترام مهني ناجم عن تقدير ما يقوم بهquot;.
ولد الحسن في نيسان/ابريل 1965 في منطقة الكورة في شمال لبنان، وانضم الى معهد قوى الامن الداخلي في 1983.
كان مدير المراسم التابع لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لدى اغتيال هذا الاخير في عملية تفجير ضخمة في وسط بيروت في شباط/فبراير 2005. وكان من المقربين منه. ولا يزال قريبا من نجله سعد الحريري، ابرز زعماء المعارضة الحالية.
في 2006، وبعد انتهاء ما عرف بquot;الوصاية السوريةquot; على لبنان، عين الحسن رئيسا لفرع المعلومات. وتعرض خلال السنتين الاخيرتين لحملات عنيفة من خصوم الحريري المتحالفين مع دمشق في لبنان.
واتهمت قوى 14 آذار (المعارضة) النظام السوري باغتيال الحسن، مؤكدة ان ذلك لن يثنيها عن مواقفها الرافضة للتدخل السوري في لبنان والداعمة للمعارضة في سوريا.
قبل وسام الحسن، تعرض المهندس في فرع المعلومات النقيب وسام عيد الذي يعزى اليه الفضل في كشف تقنية ساهمت في كشف خيوط اساسية في اغتيال الحريري، لعملية اغتيال في انفجار سيارة مفخخة ايضا في كانون الثاني/يناير 2008.
في تشرين الاول/اكتوبر 2010، اصدرت دمشق 33 مذكرة توقيف في حق شخصيات لبنانية امنية وسياسية بينها الحسن، بتهمة quot;الادلاء بمعلومات كاذبةquot; امام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري.
وسام الحسن متزوج وله ولدان. رقي قبل اشهر الى رتبة عميد. ثم رقي الى رتبة لواء بعد مقتله.