افتتحت صباح أمس أعمال quot;منتدى الطاقة العالمي 2012quot; في مركز دبي التجاري العالمي، الذي تستضيفه الإمارات على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة نحو 2500 مشارك من دول العالم، وعدت اليوم حلقة دراسية تناولت الوقود الأحفوري ومسار التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.


إقرأ أيضاً
للتعاون دوليًا في توفير طاقة مستدامة طالما أن أكثر من مليار شخص محرومون من الكهرباء

في اليوم الثاني من أعمال منتدى الطاقة العالمي 2012، عقدت حلقة دراسية تناول فيها المشاركون مسألة الوقود الأحفوري ودوره في المساعي الجادة للتغلب على تحديات الطاقة العالمية. وقد رأى المشاركون أن هذا الوقود يشكل الجزء الأكبر من إنتاج الطاقة في العالم، على الرغم من زيادة مستويات الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة وتوسيع نطاق مزيج الطاقة العالمي.

كما أبرزت الحلقة النقاشية تطور دور النفط والغاز الطبيعي والفحم في الاقتصاد العالمي، والعقبات البيئية المصاحبة لذلك، والطرق التي يتوجب على الحكومات والقطاعات اتباعها للعمل على تقليص العوامل الخارجية السلبية.

ترأس هذه الجلقة تشن سي كيمبال، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركات إي تي جي (ETG)، بحضور الوزراء محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور محمد حمد الرحمي وزير النفط والغاز في سلطنة عمان، وكريم عفتان الجميلي وزير الكهرباء في الجمهورية العراقية، ويوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم الجزائري، وجايبال ريدي وزير النفط والغاز بجمهورية الهند، وجيرو واسيك وزير الطاقة والثروة المعدنية في جمهورية إندونيسيا، وباتريك سنديلو وزير الأراضي والمناجم والطاقة بجمهورية ليبيريا، وأداما تونغارا وزير المناجم والبترول والطاقة بجمهورية ساحل العاج.

استراتيجية دبي 2030

وعلى هامش الحلقة، قال سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت مبكرًا أهمية الطاقة المستدامة، وضرورة السعي لاستغلالها لخدمة خططنا التنموية الاجتماعية والاقتصادية الطموحة .

وأشار إلى أنه المجلس الأعلى للطاقة في دبي أطلق في العام 2011 استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، تماشيًا مع توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وهذه الخطة quot;برنامج وطني طويل الأجل يرسم ملامح خطط لتأمين إمدادات مستدامة من الطاقة، وترشيد الطلب عليها، وتعزيز كفاءة الطاقة والمياه والوقود. وقد تم تكليف المجلس الأعلى للطاقة بدبي للتخطيط والتنسيق مع الجهات المعنية والهيئات الإدارية لتقديم مصادر جديدة للطاقة والترويج لاتباع نهج متوازن لحماية البيئةquot;، بحسب الطاير.

وأضاف: هذه الاستراتيجية عملت على تنويع مصادر الطاقة، وترشيد استهلاكها بنسبة 30 بالمئة بحلول العام 2030، والتحول من الوقود الأحفوري لمصادر طاقة صديقة للبيئة، إذ تدرك دبي أهمية جميع الأنشطة المتعلقة باستدامة الطاقة، ويمكننا أن نرى هذا بوضوح من خلال مبادراتنا المختلفة التي ترمي للحفاظ على الموارد وحماية البيئةquot;.

حذار التحول السريع

من جانبه، أكد مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال البحرينية، أن حصة النفط والغاز في مزيج الطاقة العالمي quot;ستبقى الأكبر مع مواصلة الأسواق الناشئة قيادة النمو الاقتصادي العالميquot;. وأضاف: quot;النفط والغاز سيواصلان لعب دور رئيس في مزيج الطاقة خلال الخمسين عاماً المقبلة كحد أدنى، فيما سيبرز الغاز كمصدر لا ينضب للطاقة النظيفة ليمثل فرصة حقيقية لترشيد موازنات الطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية وتقليص نفقات الوقودquot;.

وأشار جعفر إلى أن إجمالي استهلاك العالم حاليًا يبلغ نحو 250 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا، تستحوذ الدول المتقدمة صناعياً على نصفها تقريبًا، quot;وسينمو الطلب العالمي على الطاقة الأولية إلى أكثر من الضعف فيما لو تمكنت بقية بلدان العالم من الاقتراب من مستويات استهلاك الفرد الواحد من الطاقة المسجّلة في دول الاتحاد الأوروبيquot;.

وحذر جعفر من توقع التحول عن الوقود الأحفوري بين ليلة وضحاها، quot;فالتحول في نظام الطاقة العالمي يحتاج إلى وقت، إذ استغرق الفحم قرناً من الزمن ليحل مكان وقود الكتلة الحيوية الذي كان يشكل المصدر الرئيسي للوقود في العالم في الماضي، كما احتاج النفط إلى 70 عامًا أخرى ليحل محل الفحم، بالرغم من المزايا الكبيرة لهذه التحولات من حيث انخفاض الكلفة والمكاسب الهائلة على صعيد الكفاءة، وهي المزايا التي لا تنطبق اليوم على مصادر الطاقة المتجدّدةquot;.