عبّر نائب بريطاني - باكستاني عن استيائه لمطالبة المهاجرين الجدد بالخضوع لامتحان يثبت أنهم على دراية بتاريخ بريطانيا وثقافتها. وقال إن المفارقة هي أن يتوقع من الأجنبي الإلمام بذلك، بينما العديد من البريطانيين أنفسهم لا يعلمون عنها شيئًا بالضرورة.


صلاح أحمد: لا يكفّ البريطانيون عن التذمّر من أن المهاجرين لا يملكون القابلية الطبيعة أو المكتسبة للانتماء إلى مجتمعهم الجديد، وأن أعدادًا كبيرة منهم لا تتحدث الانكليزية بطلاقة، والتي تمثل باب الدخول الأساسي إن لم يكن الوحيد إلى هذا المجتمع.

لكن صديق خان، النائب العمالي الباكستاني الأصل، والذي يشغل مقعد وزير العدل في حكومة الظل العمّالية، خرج عن هؤلاء وغيرهم بما يعتبره laquo;حقيقة محرجة ومدعاة لصمت المنتقدين والمطالِبين بهذا وذاك من الساعين إلى الجنسية البريطانيةraquo;، وقال إن المهاجرين أكثر علمًا في الواقع ببريطانيا وشؤونها من البريطانيين أنفسهم.

كانت مناسبة التصريح - تبعًا للنائب الآسيوي - هي laquo;الضيق البالغ الذي يتملك المرء وهو يرى المهاجرين مجبرين على الخضوع الآن لامتحانات تختبر معرفتهم ببريطانيا وتاريخها وثقافتها، بينما ثمة أعداد هائلة من أهل البلاد نفسها لا تلمّ حتى بالنذر اليسير من هذه الحقائقraquo;.

وقال النائب عن دائرة توتينغ في جنوب لندن: laquo;أرى مهاجرين جددًا توجّهوا إلى اختبارات التجنّس بحماسة مدهشة واجتازوها بعلامات 100 من 100 أو دونها بهامش لا يذكر. وفي الوقت نفسه فإنني أعرف أن ثمة أشخاصًا في دائرتي اللندنية يعتبرون أنفسهم بريطانيين من أهلها، وهم لا يفقهون الكثير عن بلادنا (بريطانيا) وتاريخهاraquo;.

مضى قائلاً في تصريحات تناقلتها صحف البلاد على نطاق واسع: laquo;أليس من أسباب الضيق والحزن أن تُفرض المعرفة على مهاجرين جدد، بينما هذه المعرفة نفسها عير متاحة لأشخاص ولدوا لآباء وجدود ولدوا بدورهم في بريطانيا؟!raquo;.

لكن النائب المحافظ مارك بريتشارد تصدى لخان قائلاً إنه laquo;يسيّسraquo; المسألة لأغراض حزبية. وقال: laquo;الغرض الرئيس من امتحان التجنّس هو الوصول إلى أمة متوحدة وكسر الحواجز التي تقوم بين مختلف شرائحها. إذا كان حزب العمال يريد إلغاء هذا الاختبار، فليقل هذا بشكل صريح وعلنيraquo;.

الاختبار المشار إليه يسمّى laquo;الحياة في المملكة المتحدةraquo;، ومن المفارقات أن حكومة العمّال هي التي استنته العام 2005. ومن متفرعاته أن يؤدي طالب الجنسية قسم الولاء للعرش البريطاني، وأن يردد كلمات نشيد البلاد الوطني laquo;فليحفظ الرب الملكةraquo;.

يذكر أن الحكومة الائتلافية الحالية أصدرت في أواخر العام الماضي قرارًا يفرض على كل المهاجرين، الذين لا يتحدثون الانكليزية على النحو المطلوب، الالتزام بحضور فصول لتعليمها. وفي حال عدم الانصياع، يحرم المهاجر من تلقي أي من إعانات الدولة العديدة.

جاء هذا ضمن إجراءات أعلنها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير العمل والمعاشات إيان دنكان سميث، وتهدف إلى الاستجابة لما يُثار من استنزاف المهاجرين لموارد البلاد بسبب عجزهم عن تحدث الانكليزية أو رفضهم تحدثها.

وقالت الحكومة إن عدم انصياعهم يعني تغييب مساهمتهم الفعالة في دفع عجلة البلاد الاقتصادية واعتمادهم في الوقت نفسه على إعانات الدولة في معيشتهم. ويقدر أن قطاع المهاجرين المتأثر بهذا القرار يبلغ نحو 67 ألف شخص هم فقط المسجلون رسميًا في مراكز التوظيف.

وتقول السلطات إن قسمًا كبيرًا من المهاجرين يتحدثون إنكليزية ركيكة أو لا يتحدثونها على الإطلاق. ويعني هذا الوضع أنهم عاجزون عن الإيفاء بشروط الحصول على أية وظيفة عبر قنوات القطاعين العام والخاص، ولا يصبح أمامهم تالياً غير تلقي الإعانات لهم ولأسرهم.