القاهرة: قال خبير عسكري مصري إن السودان يطوّر دفاعاته الجوية لحماية سمائه من quot;الطائرات الإسرائيليةquot; معتمدًا في ذلك على روسيا والصين.

جاء ذلك وسط مطالب خبراء عسكريين مصريين وسودانيين للخرطوم بضرورة تفعيل أنظمتها الدفاعية عقب قصف مجمع اليرموك في الأسبوع الماضي والمتهمة فيه إسرائيل.

وفي تصريح خاص لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أعرب سامح سيف اليزل الخبير العسكري المصري عن ثقته في أن quot;السودان يضع ضمن أولوياته حاليًا تطوير أجهزة الدفاع الجوي لديه بعد قصف مجمع اليرموك للصناعات الحربيةquot;. وأضاف quot;السودان يسعى بالتأكيد إلى تطوير نظام الرادارات لديه، لتكون قوية، وترصد الطائرات المرتفعة والمنخفضةquot;.

وطالب الخبير العسكري المصري الخرطوم أيضًا بـquot;تطوير قاعدة الصواريخ المضادة للطائراتquot;، مشيرًا إلى أن quot;مصر قد تقدم دعمًا بالخبرات والتدريب للسودانquot; في هذا الشأن.

ورجّح اليزل أن تكون إسرائيل قصفت مجمع اليرموك الحربي في الخرطوم بطائرات بدون طيار، ومحذرًا من أن quot;هذا القصف لن يكون الأخيرquot;.

بدوره قال محمد بلال الخبير العسكري وقائد القوات المصرية إبان حرب الخليج الثانية 1990- إن السودان يمتلك أسلحة من كل من الصين وروسيا، ويتعين عليه استكمال بناء نظامه الدفاعي وفق ما لديها من أسلحة.

ورأى بلال أنه quot;لا يوجد بلد عربي يملك ما تملكه إسرائيل من أدوات تكنولوجية وأسلحة متطورة تصل إلى إسرائيل من أميركاquot;، مطالبًا الدول العربية بتطوير أسلحتها من خلال دراسة التكنولوجيا وتطويرها بشكل منفرد من دون انتظار ما يقدمه الغرب.

وقال إنه في مقدمة ما يحتاجه السودان هو بناء نظام دفاع جوي قوي، وكذلك قاعدة إطلاق الصواريخ، ولم يستبعد بلال محاولة quot;أميركا منع مدّ السودان بالأسلحة، سواء من روسيا أو الصين، في ظل صراعها مع إيرانquot;.

من منظور سياسي، قال إبراهيم النور، الخبير السوداني وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة إن تطوير منظومة الدفاع الجوي في السودان تواجه العديد من العقبات في quot;مقدمتها العزلة الدولية المفروضة على البلادquot;، والتي تجعل السودان لا يملك خيارات متعددة في مصادر تسليحه التي تنحصر بين روسيا والصين.

وأوضح الخبير السوداني أن اتجاه الخرطوم نحو التحالف مع إيران قد يغضب دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية. وكانت سفينتان حربيتان إيرانيتان غادرتا السواحل السودانية الأربعاء بعد زيارة لأيام عدة بعد قصف مجمع اليرموك الحربي.

يذكر أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على السودان منذ العام 2007 كنوع من الضغط لإجباره على الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع الجنوب بشأن الانفصال.

كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير لاتهامه بارتكاب quot;جرائم ضد الانسانيةquot;.

ووصف صلاح كرار الخبير العسكري السوداني منظومة الدفاع الجوي الحالية بالسودان بـquot;المتخلفةquot;، مشيرًا إلى أنها تعود إلى العقد السابع من القرن الماضي.

وطالب كرار في تصريح للأناضول الخرطوم بالتوجّه إلى روسيا لتزويدها بنظام دفاع جوي على غرار ما قدمته إلى سوريا وإيران، وقال إن هذا النظام يصعب على إسرائيل التشويش عليه أو تعطيله.

وأشار إلى أن روسيا تحتفظ بأحدث جيل من الأنظمة لنفسها، وتبيع الأنظمة التي أنتجتها قبله، واستشهد بأن الروس رفضوا منح إيران أحدث نظام توصلوا إليه، واكتفوا بتذويدها بالجيل السابق.

وبرزت فكرة تكوين قوات الدفاع الجوي في العالم العربي بقوة بعد نكبة 1967م وما أحدثته من ضربة قاضية للطيران المصري واحتلال إسرائيل لأجزاء كبيرة من الأراضي العربية، ومن ضمنها سيناء، مما حدا بالحكومة السودانية آنذاك لتوقيع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي في يناير/كانون الثاني 1967.

وتشير تقارير عسكرية غربية إلى أن الدفاعات الجوية السودانية متهالكة، وهي بغالبيتها أسلحة روسية، خرجت من الخدمة أو محدودة الكفاءة والقتالية.