وجه ممثلو تركمان وعرب المحافظة وقوى سياسية اخرى انتقادات حادة لرئيس قائمة التغيير الكردية المعارضة نوشيروان مصطفى، الذي دعا لضم مدينة كركوك العراقية إلى اقليم كردستان، واكدوا أن مصير المحافظة في يد أهلها، ولا يحق لأحد التفرد برأيه في هذه المسألة.


لندن: رفضت الجبهة التركمانية العراقية بشدة زيارة رئيس قائمة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى إلى كركوك واجتماعه مع محافظها وأعضاء قائمة التآخي الكردية، في مجلس المحافظة من دون لقاء الأعضاء العرب والتركمان في المجلس، وقوله quot;من يقرر مصير كركوك هم مواطنوها بيد أن رأينا هو إعطاء ضمانات حقيقية لمكوناتها وضمها إلى اقليم كردستان بوضع خاصquot;.

وأكدت في بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot; الليلة الماضية quot;أن مصير كركوك يقرره اهلها فإن اهل كركوك الحقيقيين هم من سكنوا وبنوا كركوك منذ القدم، ولا يحمل صفة اهل كركوك من استقدم سواء قبل عام2003 أو بعده لغرض تغيير ديموغرافية كركوكquot;، في اشارة إلى اتهامات إلى القيادة الكردية بدفع حوالي مائة الف كردي إلى كركوك من المناطق الكردية الشمالية. وشددت الجبهة على quot;أن كركوك كانت وستبقى عراقية لكن بنكهة تركمانية خالصة، ولا يحق لأي كان من خارج كركوك فرض رأيه أو اقتراح آليات لمصير كركوك الذي هو بيد اهلها الحقيقيين حتماًquot;.

ومن جانبه،قال المتحدث باسم الكتلة العربية في مجلس كركوك عبد الله العاصي quot;إن تحديد مصير كركوك ليس من حق أي طرف أو جهة سياسيةquot; رافضًا زيارات المسؤولين الأكراد للمحافظة واصفًا اياها بـ quot;الاستفزازيةquot;. واشار في تصريح نقله موقع quot;المسلةquot; العراقي إلى أن quot;مسألة كركوك عراقية وحلولها تأتي عبر المواطنة وتوجه العرب في المدينة نحو بقاء كركوك عراقيةquot;.

كما انتقد النائب عن كتلة الأحرار البرلمانية الممثلة للتيار الصدري حاكم الزاملي تصريحات مصطفى الخاصة بضم كركوك إلى إقليم كردستان العراق، مشيراً إلى أن تقرير مصير المحافظة لا يرتبط بتصريحات الشخصيات السياسية أو بيد مسؤول معين. وأضاف أن quot;كركوك لا يحدد مصيرها إلا أهالي كركوك وإن ضمها إلى أي منطقة أو اقليم لا يقره هذا المسؤول أو ذاك وإنما يقرّه الدستور ولا يجوز تحديد مصير المحافظة بالتصريحات السياسية أو السجالاتquot;. وقال إن quot;هناك دستوراً كما أن هناك مواطناً هو الذي يقرر انضمام كركوك او عدم انضمامها، ونعتقد أنها تمثل طيفاً عراقياً واسعاً، وهي لكل العراقيين لا لجهة أو لقومية وفئة أو حزب معينquot;. وأشار إلى أن quot;تصريحات زعيم حركة التغيير نوشيروان تأتي لصالح الانتخابات ولا تصب في مصلحة الشعوبquot; داعيًا إلى الابتعاد عن التصريحات التي تؤثر على وضع كركوك وشعبها .

وكان زعيم حركة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى قد دعا من كركوك أمس إلى ضمها لإقليم كردستان العراق لكن quot;بوضع خاصquot; مشيراً إلى أنه لا اعتراض على تسليح الجيش العراقي طالما أن الأكراد شركاء في بغداد رافضاً أن quot;يكون الجيش جزءاً من حسم الصراع السياسيquot;.

وحركة التغيير وتسمى بالكردية quot;كورانquot; هي حزب ينشط في اقليم كردستان العراق أسسه السياسي الكردي نوشيروان مصطفى عام 2009 بعد استقالته من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني وهو حزب علماني يعارض التحالف الكردستاني ويدعو لمحاربة الفساد .
وأعلنت الحركة أواخر عام 2010 انسحابها من ائتلاف الكتل الكردستانية على خلفية quot;رفض الحزبين الحاكمين في الإقليم مشروع الإصلاح السياسي الذي قدمتهquot;، مؤكدة أن الحركة ستعمل مستقبلاً في البرلمان العراقي بشكل مستقل.

وقد حصلت حركة التغيير على 8 مقاعد في البرلمان العراقي كانت جميعها من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، كما أن لها 21 نائباً في برلمان كردستان الذي يتشكل من 111 نائباً.
يذكر أن العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كردستان تشهد توتراً يتعلق بخلافات سياسية ودستورية وبعض الملفات العالقة ابرزها التعاقدات النفطية للاقليم وادارة الثروة النفطية والمادة 140 من الدستور الخاصة بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها بينها محافظة كركوك وفي ادارة المنافذ الحدودية والمطارات وغيرها من الصلاحيات الادارية والقانونية.

ويبلغ عدد سكان محافظة كركوك حوالي مليون نسمة وتضم مكونات متنوعة من الاكراد والتركمان والعرب والمسيحيين وهي في مقدمة المناطق المتنازع عليها، ففي حين يطالب الأكراد بضمها إلى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 يرفض تركمان وعرب المحافظة ذلك ويدعون لبقائها محافظة مستقلة ترتبط بالعاصمة أو تحويلها إلى إقليم مستقل بذاته.