من المقرر أن يصدر قريبًا العدد الأول من صحيفة الصباح الليبية، التي تعتبر المشروع الإعلامي الاضخم في هذا البلد الذي تحرر من الفكر السلطوي بعد ثورته على القذافي ونظامه الديكتاتوري.


تنتظر الأوساط الإعلامية في ليبيا، صدور أول صحيفة يومية، تملكها مؤسسة مستقلة، بعد فوضى صحافية عارمة، سادت المشهد المحلي، منذ زوال نظام القذافي، حيث صدرت عشرات الصحف، ولكن دون صحافة حقيقية محترفة.

وأطلق مؤسسو المشروع على صحيفتهم الجديدة مسمى quot;الصباحquot;، آملين في أن تكون ناطقة باسم ليبيا ما بعد القذافي، دون أن تكون لها ارتباطات سياسية، بل مفتوحة لكافة التيارات، مع الرغبة في التركيز على هموم الشباب وشجونه.

ولنحو أربعين عاماً ظلت الصحافة الليبية أسيرة للفكر السلطوي الذي كان يدعمه القذافي ودائرته اللصيقة، حتى فقد الإعلام المحلي مصداقيته، رغم توافر الكوادر الإعلامية المؤهلة،التي اضطر عدد كبيرمنها للهجرة، أو التوقف عن العمل حتى تمر العاصفة.

وكان للإعلام الليبي تواجد عربي مهم من خلال صحيفة quot;العربquot; التي كانت فكرة أسرة الهوني، حيث كانت تطلعاتهم أن تكون صحيفتهم ناطقة باسم العالم العربي، ثم ما لبثت هذه الفكرة أن تزعزعت بسبب ظروف المنطقة، الأمر الذي تسبب في ترنح الصحيفة لسنوات، ثم عودتها مرة أخرى إلى لندن بعد زوال القذافي.

ويشرف على quot;الصباحquot; عدد من الإعلاميين العرب، على رأسهم الإعلامي المعروف عبد الوهاب بدر خان، نائب رئيس الحياة سابقاً. ومن المقرر أن تطبع الصحيفة في كل من تونس والقاهرة، وعدد من البلدان التي تشهد نسبة تواجد جالية ليبية كبيرة بسبب الارتباط الجغرافي، أو بسبب العمل.

ويحدو الأمل مالكي الصحيفة أن يعيد صدور صحيفة مثل الصباح، الثقة في الإعلام الليبي محليًا، وأن تكون الصحيفة الناطقة باسم العهد الجديد.

وستكون الصحيفة محلية شاملة مع التركيز على البعد الدولي، والملاحق المتخصصة في الرياضة، والاقتصاد، والشباب.

ويصدر في ليبيا منذ بداية الثورة أكثر من 200 صحيفة، نصفها في بنغازي وحدها، وتتنوع بين صحف يومية، وأخرى أسبوعية، وبعضها منشورات سياسية، وصحف من صفحة واحد يصدرها نشطاء سياسيون.

وتعكس هذه التخمة الصحافية المفاجئة في ليبيا، حالة من النهم الكبير للتعبير الحر، بعد أن كانت الصحافة الليبية تحت رحمة الهيئة العامة للصحافة، التي كانت مسطرة القذافي الحكومية لضبط إعلام بلاده، وتوجيه الصحف وصحافييها نحو الخط الموازي لأفكار العقيد.

وعلى الرغم من سقوط النظام الديكتاتوري في ليبيا إلا أن ديكتاتورية الميليشيات المسلحة، والتيارات الإسلامية، حلت بديلاً، إذ يقول إعلاميون ليبيون إنهم لا يمكن أن يتحدثوا بالحرية ذاتها إذا تطرق الأمر إلى ارتباطات الجماعة المسلحة بالقاعدة، والتطرف الإسلامي.