باريس: اعتبر الأمير هشام، ابن عم الملك محمد السادس، ان quot;روح الدستورquot; الذي تبناه المغرب العام الماضي في سياق الربيع العربي quot;بقيت مجمدةquot; وان الحكومة ما تزال quot;رهينة مهام ادارية بسيطةquot;، وذلك في مقابلة الإثنين مع قناة فرانس 24.

وفي جوابه على سؤال حول ما اذا كان كل شيء سيبقى على حاله في المملكة اعتبر الأمير ان quot;الإصلاح الدستوري انطلق بحسن نيةquot;.

وأضاف الأمير الملقب بquot;الأحمرquot;، والذي يعمل كباحث في جامعة ستانفورد الأميركية، أنه quot;لا يجب أن نكون سذجا، فقد بدأت الإصلاحات بضغط قوي من الشارع الذي تحرك في إطار حركة 20 فبرايرquot;.

وتبنى المغرب في تموز/يوليو 2011 مبادرة الملك محمد السادس بإصلاح الدستور الذي يمنح صلاحيات لرئيس الحكومة، وتلته انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها، أدت الى فوز تاريخي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود التحالف الحكومي الحالي.

ولكن وفقا للأمير هشام فإنه quot;في غياب القوى الديموقراطية الحقيقية التي تحمل المشروع وتضمن ان يكون اصلاح الدستور مجرد خطوة وليس هدفا في حد ذاته، ظلت روح الدستور الجديد مجمدةquot;.

وحسب الأمير فإن الدستور الجديد quot;كان سيمنح خيارين: الأول هو انتقال ديموقراطي حقيقي، والثاني تعايش سياسيquot;، لكنه كما يضيف quot;أدى الى تعايش سياسي غير متكافئ للغاية، يؤدي فيه حزب العدالة والتنمية دور المكلف بالتسيير الإداري البسيط والأدنى داخل الحكومةquot;.

واعتبر الأمير انه لا يقول هذه الملاحظات quot;من باب السلبية بل من باب الموضوعيةquot;، مشيرا انه يريد quot;لعب دور بناء ومثمرquot;، مؤكدا في الوقت نفسه على انه quot;فكريا (...) متشبث بشدة باستقلاليتهquot;.

وبالنسبة للأمير فإن quot;+المخزن+، القلب النابض للملكية، يتحكم في الأمور كالمعتاد، ومن زاوية النظر هذه يمكننا ان نرى الاستمرار الحقيقي للسلطة نفسهاquot;.

وعن امكانية استمرار النظام في ظل هذه الظروف، اعتبر ابن عم الملك انه quot;ليس هناك من داعquot; للقول ان quot;النظام الملكي لن يستمر في البقاءquot;، مضيفا ان quot;من سيواجه مشاكل حقيقية هو +المخزن+، أي النظام الخليفي الموجود في المغرب منذ البدايةquot;.

وأكد الأمير انه quot;في نهاية المطاف، فإن الانتقال الى ملكية برلمانية (دستورية) صار أمرا محتوما وشيئا إلزاميا تقريبا لضمان بقاء المؤسسةquot; الملكية.