جولة من المباحثات المستفيضة دارت بين العاهلين المغربي محمد السادس والأردني عبدالله الثاني حول تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في شتى الصعد، وحول الأزمة السورية التي تهدد أمن المنطقة بالانفجار، ليزور العاهل المغربي بعدها مخيم الزعتري للاجئين السوريين، متفقدًا المستشفى المغربي الميداني فيه.

تتواصل الزيارة الملكية المغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وفي إطار هذه الزيارة، استقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني نظيره المغربي الملك محمد السادس في عمان، حيث تباحثا باستفاضة في سبل تعزيز علاقات التعاون بين المملكتين الشقيقتين، وتطويرها في مختلف المجالات، وفي مقدمها دفع عملية التنمية المستدامة على كافة الصعد.
وعلى هامش الزيارة، عقد كبار المسؤولين في البلدين اجتماعًا تناول سبل تكثيف وزيادة التعاون الثنائي، وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة والمعادن والمياه والبيئة والصحة والتجارة والاقتصاد والنقل والزراعة. وعرض الوفد المغربي المرافق خلال الاجتماع نتائج الزيارة الملكية المغربية الى السعودية، التي حملت استثمارات خليجة بملايين الدولارات في الاسواق المغربية.
الازمة السورية حاضرة
وإلى جانب المباحثات في ما يهم الطرفين اقتصاديًا، التقت نظرة الملكين حول الازمة السورية، إذ أكدا ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة في أسرع وقت ممكن، يوقف العنف المتواصل منذ اكثر من 20 شهرًا، الامر الذي أدى إلى معاناة ملايين السوريين بين النزوح واللجوء.
وخلال اللقاء، حذر العاهل الاردني من التداعيات الخطيرة للازمة على جميع دول المنطقة، لأن استمرار العنف في سوريا على ما هو عليه من دموية قد يؤدي إلى تمدده خارج الحدود السورية، ليتحول نارًا تنكوي بها دول الجوار.
وأشار جلالته في الوقت نفسه إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن في سبيل تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية للاجئين السوريين، الذي تجاوز عددهم 200 ألف لاجئ، ما يستدعي استمرار المجتمع الدولي في مساندة المملكة كي تتمكن من مواصلة تقديم هذه الخدمات.
وأعرب العاهل الاردني عن شكره لنظيره المغربي الملك محمد السادس وللمملكة المغربية الشقيقة لدعمهما ومساندتهما للأردن في تقديم الخدمات للاجئين السوريين، إذ كانت من أوائل الدول التي أرسلت مستشفى ميدانيًا لتقديم خدمات الإغاثة الطبية والإنسانية لهم.
دعم القدس
إلى سوريا وأزمتها، بحث الزعيمان آخر التطورات على عملية السلام، مؤكدين ضرورة توقف الحكومة الإسرائيلية عن سياستها الأحادية، وانصياعها لقرارات الشرعية الدولية، من أجل إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، ما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أراضي العام 1967.
كما ندّد الزعيمان بالاعتداءات الإسرائيلية التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، وبحثا سبل مواجهتها والتصدي لها.
زيارة الزعتري
بعد انتهاء اللقاء، توجه العاهل المغربي الملك محمد السادس على متن طائرة عسكرية أردنية إلى شمال الاردن، حيث تفقد أحوال المستشفى الميداني المغربي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق الاردنية، الذي يأوي اكثر من 39 ألف لاجئ سوري.
فور وصول العاهل الملك محمد السادس إلى الزعتري، قام بجولة في مختلف مرافق المخيم للاطلاع على الاوضاع التي يعيشها اللاجئون السوريون، واوعز إلى الوفد المرافق بضرورة تقديم كل الدعم والجهد إلى طواقم المستشفى الميداني المغربي لتحسين مستوى الخدمات الانسانية للاشقاء السوريين.
يذكر ان العاهل المغربي سيزور في جولته على الشرق الاوسط بعد الاردن كلا من الكويت وقطر والامارات، بحسب البرنامج الرسمي للزيارة الذي وزعته دوائر الديوان الملكي المغربي في الرباط.