اكتست قرى منطقة حادث قطار أسيوط في مصر بالسواد واقيمت سرادقات العزاء في كل مكان للضحايا ال 51 ومعظمهم أطفال، وهو ما صاحبه غضب كبير في نفوس الاهالي على الدولة التي تهمل شؤونهم، وتُرجم الغضب إلى سلوكات عنيفة.


اسيوط: تواصل غضب اهالي محافظة اسيوط (جنوب مصر) جراء حادث القطار الذي راح ضحيته 47 طفلا حيث قطع مئات منهم خطة السكك الحديدية مطالبين الحكومة في مصر بحقوق ابنائهم وبالتوقف عن اهمال شؤونهم، حسبما افاد الاهالي في موقع الحادث وسط بقايا متعلقات اطفال الحادث.

وقتل 51 بينهم 47 طفلا واصيب 17 اخرون السبت في حادث تصادم حافلة مدرسة اطفال وقطار في قرية المندرة في اسيوط والتي قتل 18 من ابنائها في الحادث.

واكتست قرى منطقة الحادث بالسواد واقيمت سرادقات العزاء في كل مكان للضحايا ال 51، وهو ما صاحبه غضب كبير في نفوس الاهالي على الدولة.

وطرد اهالي المصابين رئيس الوزراء المصري هشام قنديل من المستشفى الجامعي اثناء زيارته للاطفال المصابين، ورددوا هتافات معادية له وللحكومة.

وقال علاء الدين مصطفى، وهو والد طفل كسرت رجلاه ويده اليسرى، quot;الحكومة تريد ان تتنصل من الكارثة عبر اتهام سائق الباص.. وهو بريءquot;.

واغلق الاهالي طريق السكة الحديد الذي يربط شمال البلاد بجنوبها بخشب واطارات مشتعلة بالنار وهو ما استمر حتى عصر الاحد.

وحطم الاهالي الغاضبون مكتب عامل التحويلة (المزلقان) الذي اتهموه بالاهمال، وقال احمد محمد quot;المزلقان كان مفتوحا بسبب العامل.. العامل دائما مهمل لكن احدا لا يعاقبهquot;.

وقال مسؤول بشرطة السكة الحديد في اسيوط تحدث شريطة عدم ذكر اسمه quot;الحادث مسؤولية عامل التحويلة في منفلوطة والقرية السابقة لهاquot;. واضاف quot;مشكلة السكك الحديد في الصعيد انه لا يوجد رقابة عليهم من المسؤولينquot;.

وقال المسؤول quot;الاهمال يتجاوز 85% في السكك الحديدية في الصعيد ..هناك صيانه تتم لكن ليست علي قدر المطلوبquot;.

وقال ياسر المنفلوطي ( 33 عاما) وهو يلقي بمزيد من الحجارة على خط السك الحديد لمنع مرور القطارات quot;نحن نشعر اننا لا نتبع مصر من الاساس.. الاهمال والتجاهل حولنا في كل مكانquot;.

واضاف المنفلوطي quot;نحن نريد قرارات فعلية تضع المسؤولين عن الحادث امام المحاكمة.. لا نريد استقالات شكلية للمسؤولينquot;، في اشارة منه لاستقالة وزير النقل المصري ورئيس هيئة السكك الحديدية.

وقال مرزوق مسعد بعصبية بالغة quot;لن يعبر قطار من هنا حتى ناخذ حقوق اطفالنا... لا احد يهتم بدمائنا او بشكواناquot;، واضاف quot;لقد طفح بنا الكيلquot;.

واصطفت عشر سيارات امن مركزي بالقرب من قريتي المندرة والحودكة التي شهدت سقوط اكبر عدد من الضحايا تحسبا لاندلاع اعمال شغب.

ويشكو اهالي الصعيد من غياب الخدمات والمرافق الحيوية بمدنهم وقراهم، كما يشكون من غياب الاستثمار وتوفير فرص العمل وهو ما رفع من نسب البطالة بها وجعلها من المناطق الطاردة للسكان.

وقال البعض ان ابناءهم لم يجدوا الرعاية الكافية بعد اصابتهم.

وقال عصام الشرقاوي، مدير مستشفى اسيوط الجامعي الذي نقل اليه المصابون، quot;نبذل اقصي ما في وسعنا في حدود امكانياتناquot;، واضاف لفرانس برس quot;لا يوجد هنا امكانيات اساسا.. المستشفى بحاجة لمستشفىquot;.

وينقص المستشفى الجامعي الحكومي الكثير من الادوية والمستلزمات الطبية، ولم يتمكن العشرات من التبرع بالدم للمصابين بسبب نقص الامكانيات.

وقال ايمن عبد المنعم quot;الحكومة لا تشعر بنا وتعاملنا باهمال عكس ما تعامل مواطنيها في الوجه البحريquot;، واضاف في غضب وهو يقف على سكة القطار المتوقف، quot;سنستقل مثل جنوب السودان وسنكون دولة جديدةquot;.

وزارت لجنة من النيابة العامة المصرية واخرى لتقصي الحقائق من مجلس الشورى موقع الحادث لتحديد المسؤولية، والتف حولهم الاهالي معبرين عن قلقهم الا يحاسب احد في النهاية، وقال محمد صفوت 66 عاما quot;اعتدنا على الاهمال من قبل المسؤولين لسنين لكننا لن نقبل ان يدفع ابنائنا ثمنهquot;.

وزار معظم المرشحين في الانتخابات الرئاسية مدن الصعيد المختلفة لحث الاهالي على التصويت لهم، لكن احوال اهالي الصعيد لم تتغير رغم استمرار تلك الزيارات.

وزار الرئيس المصري محمد مرسي اسيوط اسبوعين قبل الحادث، واخبر محافظ اسيوط مرسي بان اسيوط التي زارها ليست اسيوط الحقيقية بسبب اعمال التجميل التي صاحبت الزيارة.

وحاول اعضاء من حزب الحرية والعدالة اقناع الاهالي بفتح الطريق لكنهم رفضوا ودخلوا في مناقشات حادة معهم.

وقال رمضان ابو حسيبة quot;لم يتغير شييء على الاطلاق.. مرسي هو مبارك والاهمال كما هو لم يتغيرquot;، واضاف رمضان الذي صوت لمرسي في الانتخابات الرئاسية quot;لا نزال ننتظر مشروع النهضة.. كما ننتظر حقوق ابنائناquot;.

وقال محمد عزت الذي فقدت اسرته خمسة من ابنائها بالحادث، quot;الصعيد لو انفجر غضبا .. فان غضبه لن يقل عن الثورةquot;.