قبل ثلاث سنوات سجّل المثليون الهنود نصراً كبيراً مع إلغاء الدولة القوانين الموروثة من أيام الاستعمار وتعتبر المثلية جريمة جنائية. والآن فهم ينتقلون الى المرحلة التالية مطالبين بحظر رسمي للتمييز ضدهم في الأماكن العامة والخاصة.


لندن: نظم نشطاء المثليين الهنود مظاهرة حاشدة في قلب عاصمة بلادهم، مطالبين حكومتهم بتوسيع رقعة قوانين مكافحة التمييز ضدهم لتشمل الأماكن العامة والخاصة وأماكن العمل والمؤسسات التعليمية وغيرها.

وقال هؤلاء إنه بعد ثلاث سنوات من إلغاء المحكمة الهندية العليا القوانين الاستعمارية الموروثة التي كانت تعتبر المثلية جريمة جنسية، فإن المثليين لا يزالون مرفوضين ومنبوذين من قبل شرائح عريضة في المجتمع الهندي المحافظ. وكانت الممارسات الجنسية المثلية تعتبر حتى العام 2009 جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن عشر سنوات.

والجديد في هذه القضية الآن هو أن الدولة طلبت الى المحكمة العليا نقض حكم مماثل صدر من محكمة جنائية في محاكمة تمس اثنين من المثليين. وينظر قضاة العليا الآن في آراء جُمعت من عدد من فئات المجتمع تشمل الجماعات التقليدية المحافظة والنشطاء المثليين على السواء في هذه المسألة. وينتظر أن تصدر قرارها في وقت لم يحدده اولئك القضاة بعد.

ونقلت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية عن فيمال كومار، وهو ناشط في laquo;تحالف الحركات الشعبية القوميةraquo;، قوله إن ثمة واجبا يقع على عاتق الحكومة الهندية وهو وضع حد، مرة والى الأبد، لسائر أشكال التمييز السائدة في البلاد ضد المثليين والسحاقيات وثنائيي الجنس وعابريه.

ومن جهته قال زوران كروس، وهو مؤلف وممثل مسرحي، شارك في مظاهرة المثليين تلك: laquo;نتمنى من أعماق قلوبنا أن تخرج المحكمة العليا بحكم لصالح المثليين. ونتمنى أيضا أن تقنن زواجهم... هل من شيء أفضل من هذا؟ ظللنا نناضل لفترة طويلة من أجل هذ الحقوق وآن الأوان لجني ثمار هذا النضال المشروعraquo;.

وكان المشاركون في المظاهرة، ذات الألوان البرّاقة المصحوبة بالموسيقى وقرع الطبول، يحملون لافتات كتبت عليها شعارات مثل laquo;امنحونا دعمكمraquo; وlaquo;مثلي وفخور بذلكraquo;. ويذكر أن بين ما يطالب به هؤلاء أن يُتاح للشخص اختيار الجنس الذي ينتمي اليه في الوثائق والشهادات الرسمية.
وقال كومار: laquo;هذا اختيار قد يراه البعض صغير الشأن، لكنه يتعلق بالحرية والكرامةraquo;. ومضى يقول إن مسلك الناس عموما تجاه المثلية والمثليين بدأ يتغير الى الأفضل بحيث صارت ثمة مساحة للتفهم، خاصة في المناطق المدينية المفتوحة للتوعية الإعلامية عبر وسائل كالإنترنت والتلفزيون والسينما، وأيضا بفضل مسيرات المثليين كتلك التي شقت شوارع نيودلهي الرئيسية عصر الأحد.

لكن الحقيقة الباقية هي أنه حتى في مدينة مثل دلهي فإن مشوار المثليين طويل حقا نحو قبول المجتمع. فقد لجأ عدد كبير من المشاركين في المظاهرة الأخيرة الى تغطية وجوههم باللفاحات وحتى بالأقنعة خوفا من كشف هوياتهم وميولهم الجنسية الحقيقية.