وافق الناتو يوم أمس على إرسال أنظمة دفاع جوي جديدة أميركية الصنع إلى حدود تركيا الجنوبية المتفجّرة مع سوريا، وهو الدعم الذي جاء ليعزز من موقف تركيا، وهي إحدى الدول الأعضاء في الحلف، في الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المشتعلة في سوريا، كما إنها مساندة محتملة قد تفيد العمليات الجوية، التي ربما تقوم بها الولايات المتحدة أو حلف الناتو في حال تدهورت الأوضاع هناك بشكل أكبر.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: جاءت موافقة حلف شمال الأطلسي على نشر بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ لتمثل أول تدخل عسكري مهم من جانب الناتو في الأزمة السورية القائمة منذ 20 شهراً.

وأكد مسؤولون أميركيون وآخرون من حلف الناتو أن النظام مخصص بكامله للدفاع عن تركيا، وأنه ليس مؤشرًا على احتمالية القيام بعمل عسكري داخل سوريا.

علّقت على ذلك صحيفة واشنطن بوست الأميركية بلفتها إلى أن صواريخ باتريوت لن توفِّر الحماية للمدنيين السوريين أو للثوار الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد.

مع هذا، فإن النظام، المحتمل أن يتم نشره مع مطلع العام المقبل، قد يعاد استخدامه كجزء من حملة جوية أوسع في النطاق، أو لتوفير الغطاء الجوي لأي عمل قد يتم القيام به داخل سوريا، في حال قرر الناتو تغيير موقفه الراهن تجاه الوضع في سوريا.

وقال خبراء عسكريون إن صورايخ باتريوت تتسم بفعاليتها في مواجهة الطائرات وكذلك الصواريخ، مشيرين إلى أن نشر النظام على الحدود قد يحظى بدور فعال في إقامة منطقة عازلة على وجه السرعة بطول 25 ميل.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن الناتو ربما يفكر في سيناريو التدخل بعد ظهور التهديد الخاص بإمكانية استعانة الأسد المحاصر بالأسلحة الكيميائية بالتزامن مع المكاسب التي يحققها الثوار يوماً بعد الآخر.

لكن مسؤولي الناتو والولايات المتحدة يؤكدون حتى الآن أن النظام مخصص لدعم تركيا العضو في الحلف والمتضرر بشكل مباشر جراء الحرب الأهلية في سوريا، وليس لأي سبب آخر.

وهو القرار الذي علّق عليه لامين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن بقوله: quot;سبق لتركيا أن طلبت دعم الناتو، ونحن نقف إلى جوارها انطلاقاً من روح التضامن القوي. ونحن نقول للشعب التركي إننا عازمون الدفاع عنكم وعن أراضيكم. ونقول لأي أحد يريد أو يرغب في شنّ هجوم على تركيا لا تحاول أن تفكر حتى في أمر كهذاquot;.

وبينما يعتقد أن سوريا تمتلك ثالث أكبر مخزون في العالم من الأسلحة الكيميائية، وكذلك الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، أشار مسؤولون أميركيون يوم الاثنين الماضي إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت لهم بالفعل قيام القوات السورية بنقل الأسلحة الكيميائية إلى مواقع يمكن أن يتم استخدامها فيها على نحو أكثر سرعة.

وقد حذر في السياق نفسه الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم الاثنين الماضي، من العواقب التي قد تنجم من وقوع الأسد في ذلك quot;الخطأ المأساويquot; الخاص بنشر أسلحة كيميائية.

وقال مسؤولون أميركيون وآخرون من حلف الناتو إن صواريخ باتريوت، التي سيتم إرسالها إلى تركيا، سيتم تكوينها، بحيث تصبح قادرة على اعتراض الصواريخ فحسب، وليس الطائرات.

من الجدير ذكره أن الناتو سبق له أن قام بخطوة مماثلة مع تركيا، حين قام بنشر بطاريات باتريوت طوية المدى على الأراضي التركية خلال حربي العراق عامي 1991 و2003.