تمكن مئات المتظاهرين، الغاضبين من تمسك الرئيس محمد مرسي بموقفه من طرح الدستور على الاستفتاء، من اختراق حواجز حديدية نصبت دفاعًا عن القصر الرئاسي في القاهرة، فيما أعلن أحمد الزند رفض 90 بالمئة من قضاة مصر الاشراف على الاستفتاء يوم السبت المقبل.
القاهرة: تمكن مئات من المتظاهرين من اختراق حاجز حديدي شيدته قوات الامن بالقرب من قصر الرئاسة المصرية في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، بحسب مصور لوكالة فرانس برس.
ودعت جبهة الانقاذ الوطني التي تضم قوى المعارضة الرئيسية للرئيس محمد مرسي الى التظاهر الثلاثاء احتجاجا على رفض الرئيس ارجاء الاستفتاء على الدستور، كما دعا انصاره الى تظاهرات دعما له.
ولم تحدث اي اشتباكات بين المتظاهرين وبين قوات الشرطة والجيش التي عادت للانتشار حول سور القصر الرئاسي، بحسب المصدر نفسه.
واعلنت جبهة الانقاذ رفضها الاستفتاء على مشروع الدستور الذي دعا اليه الرئيس المصري السبت المقبل وطالبوا بتأجيله لحين التوصل الى مشروع يحظى بالتوافق.
وكان الجيش المصري خرج عن صمته السبت واصدر بيانا دعا فيه الى ضرورة حل الازمة السياسية المستمرة منذ قرابة ثلاثة اسابيع عن طريق الحوار مشددا على انه quot;لن يسمحquot; بغيره سبيلا لتسوية الخلافات بين المعارضة اليسارية والليبرالية وبين الرئيس المصري ومؤيديه من الاحزاب والحركات الاسلامية.
وزير الدفاع المصري يدعو القوى السياسية الى حوار الاربعاء
علن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية على صفحته الرسمية على فيسبوك الثلاثاء ان وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي دعا الى لقاء quot;يجمع شركاء الوطنquot; بحضور الرئيس محمد مرسي والتيارات السياسية المختلفة.
وقال المتحدث في بيان نشر على صفحته الرسمية quot;القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى يدعو للقاء للتواصل الانساني والالتحام الوطني فى حب مصر يجمع شركاء الوطن بحضور السيد رئيس الجمهوريةquot;.
واضاف quot;وتشمل الدعوة مجموعة رئاسة الوزراء والنخبة السياسية والقوى الوطنية من التيارات السياسية المختلفة وشباب الثورة والازهر الشريف والكنيسة ونادي القضاه واعضاء المحكمة الدستورية والمحامين والاعلاميين والصحافيين والفنانين والرياضيين والعمال والفلاحينquot;.
واضاف البيان ان اللقاء سيعقد بدار الدفاع الجوى بمقر القرية الاولمبية في التجمع الخامس شمال شرق القاهرة عند الساعة 16,30 الاربعاء.
وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط اكدت في وقت سابق ان السيسي quot;وجه الدعوة الى كافة اطياف الشعب المصرى من سياسيين واعلاميين وفنانين ورياضيين للقاء مساء غد الاربعاء من أجل عقد حوار للخروج من الأزمة التى تشهدها البلاد حالياquot;.
نادي قضاة مصر يرفض الاشراف على الاستفتاء
من جهة ثانية اعلن رئيس نادي قضاة مصر احمد الزند ان اكثر من 90% من اعضائه رفضوا الاشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور السبت المقبل الا ان لجنة الانتخابات اكدت ان عدد القضاة الذين وافقوا على الاشراف كاف.
وقال الزند في مؤتمر صحافي ان quot;اكثر من 90% من اعضاء نادي قضاة مصر رفضوا الاشراف على الاستفتاءquot; مؤكدا ان هذا القرار اتخذ بسبب quot;المس باستقلالناquot;.
غير ان امين عام لجنة الانتخابات التي تتولى تنظيم الاستفتاء والاشراف عليه زغلول البلشي قال ان quot;القضاة الذين تقدموا بموافقات للاشراف على الاستفتاء يكفى اللاشراف القضائي الكامل على اللجان والتي بلغت 9334 مجمعا انتخابيا و351 لجنة عامة و 13099 لجنة فرعيةquot;.
ورفض البلشي ان يفصح عن عدد القضاة الذين وافقوا على المشاركة في الاشراف على الاستفتاء.
ويحتج القضاة على الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري محمد مرسي في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي والاعلان الجديد الصادر في الثامن من الشهر الجاري لعدة اسباب ابرزها انهما منحا رئيس الجمهورية حق عزل النائب العام وتعيينه ويعتبرون ان في هذا اهدارا لاستقلال القضاء.
وحتى الان كان مجلس القضاء الاعلى يرشح ثلاثة قضاة لمنصب النائب العام يختار رئيس الجمهورية احدهم ولا يحق له عزله بعد توليه منصبه.
واشنطن تحذر مصر: quot;لا عودة الى عصر مباركquot;
حذرت الولايات المتحدة الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين، الرئيس المصري محمد مرسي وجيشه بانها سترفض اي quot;عودة الى الايام السيئة في عصر مباركquot; داعية الى الحفاظ على امن متظاهري المعارضة.
وحثت وزارة الخارجية الاميركية قوات الامن المصرية الى quot;ضبط النفس واحترام حق التظاهر سلمياquot;.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند quot;لا نريد ان نرى عودة الى الايام السابقة السيئة في عصر مبارك بالنسبة لممارسات الحفاظ على الامنquot;. واضافت الاثنين في تحذير واضح الى الرئيس محمد مرسي والجيش quot;لا نريد ان تتكرر اخطاء عصر مباركquot;.
وكان مرسي اعطى الجيش الاثنين بقرار قانون سلطة توقيف المدنيين حتى اعلان نتائج الاستفتاء.
وكان هذا الاجراء موضع انتقادات شديدة خلال فترة حكم المجلس العسكري بعد الاطاحة بمبارك وحتى انتخاب مرسي في حزيران/يونيو 2012. واقامت العديد من القوى السياسية بينها حزب الحرية والعدالة بزعامة مرسي حينها دعاوي امام القضاء الاداري الذي ابطله.
وشارك آلاف من معارضي الرئيس المصري محمد مرسي الثلاثاء في تظاهرة نظمت امام القصر الرئاسي في حين تجمع آلاف من انصاره في حي مجاور دون حوادث تذكر لكن في مناخ من الاحتقان السياسي الشديد.
وحشد طرفا النزاع الالاف من انصارهما في الشارع في اختبار قوة اثار مخاوف من صدامات قد تخرج عن السيطرة رغم تكليف الجيش بحفظ النظام حتى اعلان نتائج استفتاء السبت على مشروع الدستور.
التعليقات