بعدما كانت بيت لحم تعج في موسم الميلاد كل عام بالحجاج يأتونها من كل أصقاع الدنيا، تفرغ في هذا الموسم من حجاجها بسبب تداعيات الحرب الأخيرة التي أكدت أن الصراع لم يعد محدودًا بغزة وحدها، وأنّ لا مكان آمن في إسرائيل.


بيت لحم بلدة فلسطينية صغيرة، قالت أناجيل العهد الجديد إنها مهد المسيح الناصري، تبعد 40 ميلًا من غزة وخمسة أميال من القدس. تنتظر هذه البلدة كل عام موسم عيد الميلاد لتكتسي بأبهى حللها وتنتظر حجاجًا مسيحيين يأتونها أفواجًا من كل بقاع الأرض، إلا أن الحرب التي استعرت أخيرًا بين إسرائيل وحركة حماس تركت آثارها هذا العام على بيت لحم وحرمتها فرحة الميلاد وسياحها في موسمها الديني.

ألغوا زياراتهم
في ميلاد العام الماضي، زار نحو 140 ألف سائحًا، لكن السلطات ترجح أن ينخفض الرقم بحدة هذا العام.
تقول كارمن غطاس، المتحدثة باسم بلدية بيت لحم، قالت لقناة سي أن أن: quot;توقّعنا انخفاضًا بعدما ألغى كثير من السياح زياراتهمquot;، مشيرة إلى أن عدم تمكن السياح من الوصول إلى بيت لحم أو خوفهم من زيارة القرية بسبب الحرب الأخيرة في غزة وتداعياتها سيؤثر على الوضع الاقتصادي، وبالتالي على المواطنين.
أضافت: quot;صحيح أن الصراع اقتصر على غزة، لكن الضفة الغربية أصيبت ببعض الاضرار، ووصلت صواريخ عدة على القدسquot;.

لا أمان
من جهته، أكد جرجس قمصية، المتحدث باسم الوزارة الفلسطينية للسياحة والآثار، أن العديد من السياح ألغوا حجوزاتهم خوفًا من تجدد التوتر، quot;خصوصًا أن الجولة الأخيرة بيّنت أن لا وجود لمكان آمن في إسرائيل بعد اليومquot;.
ودخلت كنيسة المهد في وقت سابق من هذا العام، قائمة مواقع التراث العالمي. وهي أول موقع فلسطيني يُدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة يونيسكو، بُنيت في المكان الذي يُعتقد أن المسيح ولد فيه، وجذبت الزوار من كل أنحاء العالم. وأتى هذا الادراج بعد منح فلسطين عضوية منظمة يونيسكو في العام الماضي.