ينتظر المسيحيون عيد الميلاد في جميع أنحاء العالم لاستقباله بالتراتيل والأغاني. لكن العيد لن يمر على مسيحيي سوريا كالعادة، إذ إن الحرب التي تمزق بلادهم تغطي على فرحة العيد. فكيف يغنون للسلام السماوي وبلادهم تشهد حرباً أهلية مروعة؟
عيد الميلاد في سوريا سيكون مختلفاً بالنسبة إلى المسيحيين هذا العام، فلن يكون هناك زينة أو احتفالات كبيرة، ولا سيما أنهم لا يرغبون في جذب الكثير من الاهتمام بزينة عيد الميلاد الخاصة بهم، خوفاً من أن أشجار عيد الميلاد قد تجعلهم هدفاً للمتطرفين.
بطبيعة الحال، فإن الحرب الأهلية في حد ذاتها تجعل من المشاركة في الاحتفالات أمراً مستحيلاً.
quot;سوف نستغل عطلة عيد الميلاد لزيارة العائلات التي تعاني الألم والحزنquot;، يقول قس من دمشق لموقع quot;كندا برسquot;، مشيراً إلى أن المسيحيين سيجتمعون في كنائس العاصمة لممارسة شعائر عيد الميلاد، إنما من دون زينة ومظاهر الفرح، فالمدينة كلها في حداد على فقدان العائلات والأصدقاءquot;.
الكنائس في دمشق ستنظم زيارات إلى أسر اللاجئين لتشجيعهم على الصمود والصبر، إضافة إلى quot;نشاط صغيرquot; للأطفال، لكن لن يكون هناك احتفال كبير كالعادة.
ويقول قس في إحدى كنائس مدينة حلب شمال سوريا إن احتفالهم بعيد الميلاد سيكون حزيناً جداً، quot;فنحن لن نحتفل بعيد الميلاد كالسابق، سندعو الناس للصلاة ونحاول الترفيه عن الأطفال أكثر من أي شخص آخر لأنهم في حاجة الى الشعور ببعض الفرحquot;.
وتقول التقارير من مدينتي اللاذقية وبلودان ان العيد لن يكون كالسابق أيضاً، وسيقتصر على الصلوات وبرامج ترفيهية للأطفال.
على مدى العامين الماضيين أدى القتال بين قوات الرئيس بشار الأسد والجيش السوري الحر إلى وفاة ما يقرب من 40 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لعدة تقارير. وقد فر مئات الآلاف من السوريين من البلاد إلى الأردن وتركيا ولبنان، وفقاً للأمم المتحدة. كما أن الحرب تركت نحو 2.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات داخل البلاد، مع أكثر من 1.2 مليون نازح في الداخل.

لن تكون احتفالات الميلاد في سوريا هذا العام كما في أي بقعة في العالم، فالخوف من هجمات المتطرفين الإسلاميين يمنع المسيحيين من إنارة الأشجار ونشر الزينة.