مسيحيو حمص متخوفون من تحول سوريا الى عراق آخر |
يطالب المسيحيون داخل أحياء مدينة حمص بتوفير الحماية لهم، مشيرين الى انهم يتعرضون لأعمال عنف ما يثير الرعب وحالة من الذعر، وعبروا عن تخوفهم من خطر تحول بلادهم إلى عراق آخر. وأكد بعضهم تخوفه من استغلال المسيحيين كورقة للمساومة.
القاهرة: استمراراً لمسلسل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السوريون على خلفية المواجهة المتصاعدة بين الثوار وبين القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، أبرزت تقارير صحافية حالة الذعر وأجواء الرعب التي يعيشها المواطنون المسيحيون، على وجه الخصوص، في الوقت الراهن، داخل أحياء مدينة حمص المحاصرة.
وفي هذا السياق، أشارت اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى التوسلات التي يقوم بها هذا العدد المحدود من المسيحيين داخل تلك الأحياء للمطالبة بحمايتهم.
وأوردت عن بعضهم قولهم إنهم معرضون بشكل خاص لأعمال العنف التي تجتاح البلاد التي يقطنها 22 مليون نسمة. وعبروا عن تخوفهم من خطر تحول بلادهم إلى عراق آخر، حيث يمكن أن يُحَاصَروا في المنتصف بين الجماعات الإسلامية المتنافسة.
وقال مكسيموس الجمال، كاهن ما زال يتواجد في مدينة حمص، إن ما يحدث في تلك الأحياء يؤلم قلوبنا. وأضاف أن حوالى 90 % من المدنيين الموجودين في اثنين من الأحياء المحاصرة بحمص من المسيحيين، بعد أن كان يعيش هناك آلاف قبل الانتفاضة.
وفي حديثه له مع وكالة الأسوشيتد برس عبر الهاتف، قال أحد سكان مدينة حمص، بعد رفضه الإفصاح عن هويته خشية أن يتعرض لمضايقات من أي من طرفي الصراع :quot; كنا نقيم هنا من أجل حراسة منازلنا، لكن الوضع الآن لم يعد يُحتَملquot;.
وأكد هذا المواطن كذلك أنه يخشى من أن يكون لدى الثوار رغبة في احتجاز المسيحيين داخل المدينة، واستخدامهم كورقة للمساومة، بينما تتزايد عمليات القصف والهجمات الأرضية التي يشنها الجيش على المدينة. ثم مضت الصحيفة تشير إلى تعلق المسيحيين السوريين بشكل كبير بالرئيس بشار الأسد، وذلك نتيجة مشاعر الخوف التي تنتابهم من قوة المتشددين المسلمين في انتفاضتهم ضد نظام حكمه.
في غضون ذلك، وجه كثير من الوسطاء نداءات عاجلة من أجل الإسراع في إجلاء هؤلاء المسيحيين، الذين يخشون استهدافهم فقط لكونهم محسوبين على الديانة المسيحية.
وما يزيد من قلقهم على هذا الصعيد هو ما حدث في العراق، ويدركونه تمام الإدراك، حيث لاذ من هناك مئات الآلاف من المسيحيين بالفرار، بعدما تم استهدافهم ومعهم آخرين، بشكل متكرر، من جانب مسلحين متشددين، عقب سقوط صدام حسين.
وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى أن من بين المسيحيين، المحاصرين في الحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص، هناك أربعة أطفال دون سن العاشرة. وبالكاد هناك كهرباء أو مياه جارية، كما أن خطوط الهاتف لا يمكن الاعتماد عليها، ويضطر هؤلاء المسيحيون للاختباء داخل ملاذات آمنة أثناء تعرض المدينة للقصف بشكل يومي.
وقد أظهرت صور تم نشرها على الإنترنت شوارع الأحياء وهي خاوية على عروشها ومليئة بالحطام وآثار الدمار تبدو واضحة على البنايات وكذلك نوافذ وحوائط الكنائس. وفي محاولة من جانبه لإيجاد مخرج آمن للمسيحيين المحاصرين، ترك القس ميشال نعمان رسالة على صفحة تم إنشاؤها على موقع فايسبوك لحي الحميدية، أكد فيها أن الأشخاص المحاصرين في المنطقة تَعِبوا وأُنهِكوا.
التعليقات