لاجئون سوريون في أنطاكيا

تجمع عدد من اللاجئين السوريين في كيليس جنوب شرق تركيا حول مسؤولة أوروبية قامت بزيارة مخيمهم وامطروها بوابل من الأسئلة لمعرفة عدم تدخل الغرب في سوريا لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام الأسد.


كيليس: ما إن شاهد اللاجئون السوريون في أحد المخيمات التركية مسؤولة أوروبية تجول بينهم حتى صرخوا بوجهها: quot;لماذا لا تفعلون شيئًا؟ لماذا لا تدخلون الى سوريا لحمايتنا؟quot;.

وكانت كريستالينا جورجييفا، المفوضة الاوروبية المكلفة شؤون المساعدة الانسانية وصلت الى مخيم اللاجئين السوريين في كيليس جنوب شرق تركيا الاربعاء حيث يتجمع نحو 10500 لاجىء من اصل 32 ألف لاجىء سوري في تركيا. وتحلق نحو 15 لاجئًا حول المسؤولة الاوروبية وامطروها بالاسئلة وهي تقف الى جانب وزير الشؤون الاوروبية ايغيمن باقش.

واجمع اللاجئون على أن المعاملة التي يلقونها في المخيم جيدة، فهم يعيشون في منازل جاهزة على مساحة ارض واسعة لا تبعد سوى مسافة قليلة عن الحدود مع سوريا. ومع أن هذه المنازل غير مجهزة بمكيفات للهواء وسط جو حار، فإنهم لا يشتكون خصوصًا أن السلطات التركية تتكفل بكل ما له علاقة بحياتهم اليومية وهم احرار بالخروج ساعة يريدون من المخيم الى مدينة كيليس المجاورة للتسوق، كما أن الاولاد يذهبون الى المدارس والصغار تؤمن لهم دور حضانة.

وقال المسؤول التركي عن المخيم بعد أن شرح مدعومًا برسومات على شاشة تفاصيل المخيم امام المسؤولة الاوروبية: quot;إننا حتى نرسل احيانًا العرسان الجدد الى فندق خمس نجوم لتمضية شهر العسلquot; وسط قهقهات الحضور.

بعض الامهات اعربن عن خشيتهن ازاء المستقبل الدراسي لاولادهن. فهم لا يتبعون في المخيم البرنامج الدراسي التركي. فماذا سيفعلون لدى عودتهم الى سوريا؟. وقالت فاطمة نعمان الشابة المحجبة: quot;نمضي وقتنا ونحن متسمرون امام شاشات التلفزيون نشاهد المجازر. لماذا ليست هناك ردود فعل؟ العالم صامت ولا نعرف السبب!quot;.

وقال محمد نايف الاربعيني quot;إن نظام بشار الاسد باق بحكم القوة ولا بد من استخدام القوة لاجباره على الرحيلquot;. ويدخل احمد الحاج في الحديث وهو هارب من ادلب quot;حتى الحيوانات لها حقوق في الدول الاوروبية. اما في سوريا فحدث ولا حرج بالنسبة لحقوق الانسان!؟.

وقالت الشابة منار علي من اللاذقية quot;في ليبيا قتل 800 شخص فسارعت الدول الغربية للتدخل، اما في سوريا فالقتلى تجاوزوا الـ15 الفًا ولا احد يتحرك! لماذا؟quot;. وامام هذه التساؤلات قالت المسؤولة الاوروبية إن quot;الفارق بين ليبيا وسوريا هو حصول اجماع في مجلس الامن غطى التدخل في ليبياquot;، الامر الذي لم يحصل بالنسبة الى سوريا.

واضافت: quot;لقد فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات قاسية جدًا على سوريا وقادة الاتحاد الاوروبي هم الاكثر تشددًا على النظام السوريquot;. وقالت إن الاتحاد الاوروبي قدم 84 مليون دولار كمساعدات انسانية الى اللاجئين السوريين بشكل خاص.

وبينما كانت المسؤولة الاوروبية تجول في المخيم ووصلت الى مقربة من مستوصف طبي اعترض رجل سوري طريقها وباشر توجيه كلامه الى الوزير التركي باللغة العربية. تدخل المسؤول عن المخيم الذي يتقن العربية وقال: quot;هذا الرجل غاضب ويقول للوزير تتكلمون كل الوقت عن الامم المتحدة. ان الامم المتحدة قامت على الاقل بشيء في ليبيا وهاجمت. لماذا لا تهاجمون في سوريا؟quot;.

ويتابع محمد سليمان (54 عامًا) وهو يحاول تجنب رجال الشرطة للاقتراب اكثر من الوزير التركي: quot;انا اعرف لماذا لا تقومون بأي شيء في بلادي! لأن لا نفط في سورياquot;.